السجين الفنان

نشر في 04-05-2025
آخر تحديث 03-05-2025 | 20:55
 مظفّر عبدالله

أول العمود: أرقام العنف الأسري التي أطلقتها وزارة العدل أخيراً وبلغت 9 آلاف حادثة خلال 2020 - 2025 تتطلب إعادة نظر في قانون الأسرة.

***

من بين مئات الأخبار التي نتلقاها عن الشأن المحلي يومياً ظهر لنا ما يمكن اعتباره تفكيراً «خارج الصندوق».

وكيل وزارة الداخلية الفريق سالم نواف الأحمد الصباح يفتتح معرض الفنون التشكيلية الثاني لنزلاء المؤسسات الإصلاحية في مقر الوزارة بـ «صبحان» وحضره قيادات منها.

هذا الخبر مر هكذا خجولاً دون ضوء، لا نعلم لماذا!

السجون من الناحية العملية عبء على أي دولة، بل البعض يصفها بأوصاف قاسية ويعتبرها «مكب نفايات»! لكن حتى النفايات يمكن تدويرها واستخراج المواد المفيدة للمجتمع وحياة البشر.

تجارب الدول في تخفيف وطأة الحياة في السجون متنوعة ومنها: استكمال التعليم الجامعي في سجون ألمانيا، المكالمات الأسرية في سجون بريطانيا، تقليص مدة العقوبة مقابل الالتحاق ببرامج تعليمية في البرازيل والسعودية، كما أن هناك تجارب المناصحة في مصر قبل عقود والكويت كذلك.

نعتقد هنا أنه كلما اقتربت إدارة السجن من مؤسسات المجتمع، كلما أضفت عليه الطابع الاجتماعي الإصلاحي، وتجربة الكويت جيدة من خلال تطبيق العديد من البرامج ومنها الخلوة الشرعية، حضانة أطفال السجينات، والمعرض التشكيلي، وورش الحرف اليدوية وغيرها من التجارب، وهنا يجب التفكير في إصلاح اللائحة الداخلية الخاصة بالإنتاج الحرفي للنزلاء، بزيادة نسب حصص البيع لهم بالتعاون مع القطاع الخاص.

أتمنى على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وهو يعقد الكثير من مذكرات التفاهم مع مؤسسات مختلفة أن يولي السجون ودور الرعاية الاجتماعية باهتمامه في الفن والثقافة، ففيها مئات النزلاء الذين يريدون أن يستنشقوا الأوكسجين وهم يمضون أياماً طويلة بين القضبان، وجمعيات الفنون المختلفة معنية بالدعم والتعاون أيضاً، ونتطلع لأن تكون الخطوة المقبلة لوكيل الوزارة تقديم مسرح المؤسسات الإصلاحية، كما في تجربة زينة دكاش (ممثلة ومؤلفة لبنانية حصلت على شهادة ماجستير في علم النفس السريري) التي قدمت مسرحية بعنوان «12 لبنانياً غاضباً» مستعينة بعناصر من نزلاء سجن رومِيَّة في لبنان.

وقتها كتب الصحافي مازن معروف في «القدس العربي»، متأثراً بالعرض المسرحي قائلاً: بعد تقديمهم العرض الأول لمسرحية 12 لبنانياًَ غاضباً، عاد كل سجين إلى نُزُله المؤقت وبكى، وتعرّف كل منهم على كائن توارى لسنوات داخله. أدركوا أن ثمة خطأ ما، ربما في سلوك سابق اتسموا به.

خلاصة: كل برنامج يحاكي آدمية السجين هو مردود مادي على المجتمع يتلخص في شكل إنسان سوي قابل لأن يعود للحياة الطبيعية.

نتمنى في المعرض التشكيلي الثالث للسجناء رؤية فناني الكويت المعروفين وهم من بين المدعوين والمساهمين في الحفل.

back to top