وثيقة لها تاريخ: النوخذة الكويتي المطلوب يختفي من مسقط فجأة وسلطان عمان يفيد الشيخ مبارك

نشر في 30-12-2022
آخر تحديث 29-12-2022 | 21:08
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني

الأزمة التي واجهها الشيخ مبارك الصباح في مايو 1910، والتي تتلخص بحجز سفينة كويتية في مسقط تحمل أسلحة وذخيرة غير مرخص بها، لم تربك الشيخ مبارك، بل أربكت الإنكليز، الذين كانوا يحاولون السيطرة على انتقال السلاح بين موانئ الخليج بدون نجاح كامل.

كان رد الشيخ مبارك قوياً، كما هو واضح من الوثيقة التي استعرضناها في مقال الأسبوع الماضي، حيث طلب من سلطان عمان تسليمه النوخذة الكويتي الذي كان يقود السفينة المحجوزة، باعتبار أنه من رعايا الكويت، وأن السفينة كويتية، والعلم الذي يرفرف عليها كويتي.

لذلك لم يرَ السلطان فيصل بن تركي البوسعيد مانعاً من تسليم النوخذة للشيخ مبارك، طبقاً لتقرير إنكليزي مطبوع بتاريخ 20 أبريل 1910 يفيد بأن السلطان فيصل وافق على طلب الشيخ بتسليم النوخذة الكويتي، لكن رسالة الشيخ مبارك وصلت بعد أن غادر النوخذة إلى خارج عمان.



وفي برقية أخرى من مسقط إلى الوكيل البريطاني السياسي في الكويت بتاريخ 11 أبريل 1910، تمت إفادة الوكيل البريطاني بأن النوخذة اختفى من عمان، وأن سلطان عمان أرسل رسالة للشيخ مبارك يفيده فيها بذلك.

وقال كاتب الرسالة: «إنني لا شك لدي أن النوخذة لن يعود إلى عمان، وإنني أتوقع أن صديقاً عزيزاً له في الكويت أبلغه بالمفاجأة التي يتم إعدادها له (في الكويت)».

ولم تنتهِ القصة عند هذا الحد، فقد ظلت السفينة المحجوزة في ميناء مسقط مدة من الزمن، وفشلت جميع الجهود للسماح لمالكها باستعادتها، لذلك بيعت بشكل سريع وسري، وتم إغلاق ملف هذه القصة التاريخية.

يقول تقرير 20 أبريل 1910: «إن الشيخ مبارك مستاء أيضاً بشدة من بيع البوم، خصوصاً لأنه قبل شهرين تقريباً كتب إلى حجي نجف يأمره بعدم بيع السفينة للرجل الفرنسي». وفي وثيقة أخرى، ذكر أن السفينة بيعت لشركة فرنسية اسمها «Goguyer» بمبلغ 2000 ريال عماني.

المهم في كل ذلك أن نعرف أن بعض المصادر التاريخية تميل إلى الاعتقاد بأن الشيخ مبارك هو من أمر بشراء السلاح، ونقله على تلك السفينة الكويتية، وأنه كان يدير كل تفاصيل القصة التي حاكها مع رجاله، ولعب دور الجاهل الذي لا يعرف أين اختفى النوخذة، وتظاهر بأنه لا يدرك لماذا بيعت السفينة بسرعة، متجاهلاً أمره وتعليماته، فهل هذا صحيح؟

في المقال المقبل سننشر وثيقة إنكليزية، بإذن الله، وردت فيها أسماء مجموعة من تجار الأسلحة في الكويت وأعداد السلاح والذخيرة التي بحوزتهم.

back to top