خطوة نحو العدالة
في خطوة تُحسب لمعالي وزير التربية سيد جلال سيد عبدالمحسن الطبطبائي، والتي تُعد نقلة نوعية في مسيرة التعليم، تم اعتماد نظام إلكتروني ذكي ومرن لتوزيع المعلمين بشكل عادل ومُنصف، ليحل محل الآلية القديمة ذات التدخل البشري، التي كانت تؤدي إلى تفاوت صارخ ومدوٍّ في توزيع الكوادر التعليمية بين المدارس.
هذا القرار ليس مجرَّد تغيير إداري روتيني ونقلة إلكترونية رقمية، بل هو انتصار للمصلحة العامة، وتحقيق للعدالة، التي طالما انتظرها بتعطُّش الميدان التربوي، وإعلان لنهاية زمن المحسوبية والتكدُّس، الذي طالما عانت منه العديد من المدارس، من نقص حاد في عدد المعلمين والمعلمات، فيما الكوادر التعليمية بمدارس أخرى دون حاجة فعلية، بسبب آليات توزيع غير شفافة تخضع أحياناً للعلاقات الشخصية أو الضغوط غير الموضوعية.
اليوم، وبفضل هذا النظام الإلكتروني، يتم توزيع المعلمين بناءً على معايير تحسب الاحتياج الفعلي لكل مدرسة، مع مراعاة التخصصات والخبرات والعُمر، مما يضمن تكافؤ الفرص والشفافية، بإزالة أي شبهة تحيُّز أو محاباة، وتحقق التوازن التربوي، فكل مدرسة ستستقبل عدد المعلمين الذي تحتاجه، مما ينعكس إيجاباً على جودة التعليم، ويحل أزمة النقص، وتخفيف الضغط النفسي والجهد البدني عن الهيئة التعليمية.
يأتي هذا القرار ليثبت أن الإرادة السياسية قادرة على إحداث التغيير عندما تُوضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
نثمِّن لمعالي الوزير هذه الخطوة، التي تعكس رؤيته التطويرية والإصلاحية العادلة.
ولتعزيز النظام الإلكتروني بآليات تضمن العدالة الإلكترونية في التوزيع والمرونة الإنسانية في الاستثناءات، يجب مراعاة الحالات الاستثنائية (الصحية - الاجتماعية)، والسماح لها بالنقل من مركز عمل إلى آخر دون المساس بمبدأ العدالة أو التمييز بين الأعداد في المدارس، وذلك بالسماح لطلبات النقل عبر الموقع، وربطها تلقائياً مع قاعدة بيانات التوجيه الفني، وتفعيل صلاحياتهم في النقل والندب - لتلك الحالات - بين المدارس، لمعرفتهم الدقيقة ببيئة كل مدرسة، ثم يتم رفع تقرير بمدى الحاجة لتدوير الحالات بين المدارس، لتحقيق الاستقرار الشامل للمدرسة والمعلم والطالب.
فالرؤية الصحيحة والحل الأمثل هو نظام إلكتروني ذو صمام بشري. التقنية تضمن العدالة الإدارية، والخبرة التربوية تضمن المرونة، ومعيار النجاح في الميدان التربوي هو تحسين جودة التعليم قبل تحقيق الكفاءة الإدارية.
ختاماً، أسأل الله أن يُبارك لكم خطواتكم في مشواركم نحو إصلاح شامل يُعيد التعليم للصفوف الأولى بدعم المعلم وتوفير بيئة عادلة تُعيد ثقة المجتمع بمؤسساته.