هل تتغلب الحكومة على تحدياتها؟

نشر في 02-05-2025
آخر تحديث 01-05-2025 | 18:24
 خالد الردعان

الجميع يعي معنى كلمة «التحدي»، لكن من باب الفضول، اتجهتُ إلى الذكاء الاصطناعي لسؤاله عن المعنى، وبكل خجل ابتعدت عن «مختار الصحاح»، ليس لدقة الذكاء الاصطناعي، بل لسهولة التعامل معه. وأكاد أعتبره من الأشخاص الذين أستشيرهم في كل صغيرة وكبيرة، ولا يكاد يمر يوم إلا وأتواصل معه.

لكلمة «التحدي» عدة معانٍ، أبرزها: مواجهة الصعوبات والعقبات. لذلك، أمام الحكومة الحالية التي مازلنا نعتبرها حكومة جديدة على الرغم من التغيرات التي حدثت بتشكيلها والوقت الذي مر عليها عدة صعوبات وعقبات، بعضها حديث ونراه يتجدد كل يوم، وبعضها قديم ومتوارث منذ سنوات طوال، وبعضها أصبحنا نراه بشكل يومي واعتدنا عليه في عقلنا الباطن، رغم أنه أمر سلبي يجب معالجته.

اليوم لدينا تحديات عديدة وأولويات، لعل من أبرزها: مشاريع التنمية المتأخرة، مثل: إقامة محطات كهربائية، تحديث الخطوط والطرق السريعة والفرعية، تطوير وتحديث المصافي النفطية، إنشاء مدن إسكانية، حوكمة صناديق الدولة المالية، تشغيل مستشفيات الضمان الصحي والمستشفيات الحكومية الجديدة والاهتمام بتحقيق أعلى معايير الجودة بها.

وهناك تحديات أخرى لا تقل أهمية، وتستحق أن تكون ضمن جدول أعمال مجلس الوزراء في كل جلسة، مثل:

ضرورة تنويع مصادر دخل الدولة، إيجاد حلول للعجز المالي، تطوير التعليم والتركيز على الجانب التربوي لخلق مجتمع واعٍ فكرياً وتربوياً، معالجة البطالة والتشجيع على دعم العمالة الوطنية في القطاع الخاص بكل جدية.

وهناك تحدٍّ لا تزال الحكومة تسير فيه، لكنه يحتاج إلى اهتمام أكبر وهو التحول الرقمي، فالعالم يشهد تحولاً رقمياً سريعاً يعيد تشكيل عمل الحكومات التقليدية إلى حكومات ذكية. أصبحت الإدارات الحكومية، وعلى وجه الخصوص الخدمية، أكثر كفاءة وشفافية وسرعة. وفي المستقبل القريب، من المتوقع أن تتحول الخدمات الحكومية إلى خدمات ذكية متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، مما سيتيح للحكومات العمل بسهولة ويسر، والتخلص من مقولة «كتابنا وكتابكم»، والقدرة على التنبؤ بالاحتياجات المجتمعية وتقديم حلول استباقية للمشكلات، بدلاً من الاكتفاء بردود الأفعال أو البحث عن حلول من خلال لجان أو سبل أخرى قد تستغرق فترات طويلة.

مع التأكيد على ضرورة الاهتمام بالأمن السيبراني، وأن تكون الكوادر الوطنية مستعدة للتعامل مع هذه التحولات ومخاطرها، وحمايتها بكل السبل، وأن يعي جميع العاملين على هذه الأنظمة بأهميتها والدور الذي يقومون به وألا نسمع منهم مصطلح «السيستم لا يعمل».

الحكومة الحالية لديها دعم قوي جداً، ولديها فرصة ذهبية لم تكن لدى أي من الحكومات في السنوات السابقة. وأنا على ثقة بأن الحكومة لديها الرغبة في إيجاد حلول لمعالجة جميع التحديات، ولكن عليها أن تقبل التحدي لهذه المبارزة التي سيكون فيها الوقت والفساد نِدّين لها.

وفي الختام نسأل الله أن يحفظ الكويت، وأميرها، وشعبها من كل مكروه.

back to top