تأجيل الجولة النووية الرابعة... وهيغسيث يهدد طهران بدفعها ثمن دعم الحوثيين
• ترامب يتجه لاستبدال والتز بويتكوف
أعلن الوسيط العُماني، أمس، تأجيل الجولة الرابعة من المفاوضات النووية التي كان مقرراً عقدها في روما غداً السبت بين الوفدين الأميركي والإيراني لأسباب لوجستية.
جاء ذلك، بعد ساعات من فرض عقوبات جديدة على إيران، فيما وجّه وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، تحذيراً مباشراً لطهران على خلفية «استمرار» دعمها لجماعة «أنصار الله» الحوثية في اليمن، فيما بدا أنه إعادة ربط بين الملف النووي ودعم ايران للميليشيات في المنطقة، وهو الأمر الذي يضع المفاوضات في خطر، مع إصرار طهران على عدم مناقشة أي ملفات غير نووية في المفاوضات.
وفي طهران، أشارت مصادر لـ «الجريدة» الى أن الجانب الأميركي تذرّع بأنه لم يشكل بعد فريقاً من الخبراء الفنيين لإجراء مفاوضات تقنية حول التعاون الاقتصادي المحتمل بين البلدين في حال التوصل الى اتفاق، وهو ما أدى الى تأجيل الاجتماع.
وأضاف المصدر أن المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي يتولى الى جانب المفاوضات مع إيران ملفَّي أوكرانيا وحرب غزة، يواجه متاعب داخل إدارة الرئيس ترامب. وفي وقت لاحق افادت وسائل اعلام اميركية بان ترامب سيقيل مستشار الامن القومي مايك والتز ويعين ويتكوف مكانه.
هيغسيث ووالتز
وبعد ساعات من فرض البيت الأبيض عقوبات جديدة على كيانات اتهمها بالتورط في تجارة مواد كيماوية بين الصين وطهران يمكن استخدامها لتصنيع وقود صلب للصواريخ، كتب هيغسيث على منصة إكس: «رسالة إلى إيران: نحن نرصد دعمكم القاتل للحوثيين. ونعلم تماماً ما تفعلونه».
وأضاف محذراً: «أنتم تعرفون جيداً ما يمكن للجيش الأميركي أن يفعله، وقد تم تحذيركم. ستدفعون الثمن في الزمان والمكان اللذين نختارهما».
في سياق مشابه، شدد مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، في تصريحات على «فوكس نيوز» على أنه «لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي والاستمرار في تمويل ودعم الجماعات الإرهابية التي تستهدف السفن الأميركية والملاحة الدولية»، لكنه دعا في الوقت نفسه إيران إلى «التحلي بالمسؤولية وإبرام صفقة مع الرئيس دونالد ترامب الذي يفضّل السلام».
انتقاد وتأجيل
في المقابل، دان المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية إسماعيل بقائي استمرار «السياسات العدائية وغير القانونية واللاإنسانية التي تنتهجها الولايات المتحدة ضد بلده»، معتبراً أن العقوبات الجديدة التي تأتي في سياق «سياسة الضغوط القصوى» التى تتبناها واشنطن ضد طهران تعد دليلاً واضحاً على «التناقض في توجهات صانعي القرار الأميركيين وافتقارهم إلى النية الحسنة والجدية في تعزيز مسار الدبلوماسية». ورأى أن العقوبات تمثّل سعياً متعمداً لعرقلة التعاون الاقتصادي بين الدول، في إشارة إلى الصين.
وفيما بدا أنه رد على تهديدات هيغسيث، كشف مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع الإيرانية لـ «الجريدة» أن المرشد الإيراني علي خامنئي أمر الوزارة بتحضير البلاد لأي مواجهة محتملة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل عبر تسريع تطوير وإنتاج أنظمة دفاع بالتوازي مع المفاوضات.
ووفق المصدر، فإن معامل السلاح الإيرانية تعمل بكل طاقتها وتركز على إنتاج صواريخ فرط صوتية من أنواع مختلفة بعضها تم اختباره خلال المواجهات المباشرة مع الدولة العبرية العالم الماضي. ويضيف أنه من بين الأسلحة الجديدة، مسيّرات مزودة برادارات لرصد الطائرات الشبحية التي لا يمكن كشفها بالرادارات العادية ومسيّرات يمكنها التحليق على مستويات مرتفعة تتجاوز المدى الذي يمكن أن تصل إليه بعض المقاتلات. وتحدث عن تجارب على مسيّرات مزودة بسلاح الليزر الذي يعمل بأشعة البلازما.
الصين
وفيما استبعد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن تسعى واشنطن وطهران إلى نسخة جديدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي خرج منه ترامب عام 2018، أبدت بكين دعماً لاي جهود دبلوماسية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ووسط قلق في بكين من أن يأتي أي اتفاق أميركي ـ إيراني على حساب مصالح ونفوذ بكين في إيران، أجرى علي شمخاني مستشار المرشد الأعلى، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي أكبر أحمديان لقاءين مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في البرازيل، على هامش الاجتماعات الوزارية لمجموعة بريكس، الذي أكد أن «بكين تُقدّر التزام طهران بعدم تطوير سلاح نووي».
وأضاف الوزير الصيني أن بكين ترحّب بالحوار بين إيران والأطراف الأخرى. كما أكد دعم بلده لتعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من ناحيته، أكد أحمديان أن طهران تمتلك مبادئ ومواقف واضحة في المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، وأنها دائماً ما تُبقي حلفاءها الاستراتيجيين على اطلاع بتفاصيل المباحثات.