تسجيل مسيء يتسبب باشتباكات طائفية في جرمانا قرب دمشق

• مقتل 6 مسلحين دروز وعنصرَي أمن

نشر في 29-04-2025 | 10:23
آخر تحديث 29-04-2025 | 19:06
قوات الأمن في جرمانا (أ ف ب)
قوات الأمن في جرمانا (أ ف ب)

في حلقة جديدة من العنف الطائفي بسورية، قتل أكثر من 13 بينهم 6 مسلحين دروز واثنان من جهاز الأمن العام في هجوم بالأسلحة الصغيرة والمتوسطة على بلدة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية جنوب شرقي دمشق، شنّه مسلحون سنة غاضبون من تسجيل نُسب إلى رجل الدين الدرزي مروان كيوان فيه إساءة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وبعد أقل من 50 يوماً من مقتل مئات العلويين في مجزرة شهدتها منطقة الساحل وألقي فيها اللوم على فصائل غير منضبطة، شن مسلحون ليل الاثنين- الثلاثاء النار على جرمانا، واشتبكوا مع مسلحين دروز لعدة ساعات.

وكان التوتر بدأ مع انتشار التسجيل الصوتي من السكن الجامعي في حمص مساء الأحد الماضي بهجوم بعض الطلاب على آخرين دروز، وبعد ساعات امتدت لمحيط العاصمة دمشق بهجوم لمجموعات مسلحة على مدينتي جرمانا وصحنايا.

السلطات تفتح تحقيقاً... ودعوات للتهدئة وتجنب فتنة

تحقيق وتعهد بالملاحقة

وقالت وزارة الداخلية التابعة للسلطات السورية في بيان «شهدت منطقة جرمانا اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن وقوع قتلى وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة».

وأضافت: «توجهت وحدات من جهاز الأمن الداخلي مدعومة بقوات من وزارة الدفاع لفض الاشتباك وحماية الأهالي، والحفاظ على السلم المجتمعي. وتم فرض طوق أمني حول المنطقة لمنع تكرار أي حوادث مشابهة».

وأكد البيان «الحرص على ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون، مع استمرار التحقيقات لكشف هوية صاحب المقطع الصوتي المسيء لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام».

وشدد البيان على أن السلطات لن «تتساهل في تقديم كل من ساهم في إثارة الفوضى، وتقويض الاستقرار إلى العدالة».

وكانت وزارة الداخلية شددت ليل الاثنين ـ الثلاثاء على وجوب عدم «الإخلال بالنظام العام» أو التعدي على الأفراد والممتلكات. وحضت على «عدم الانجرار إلى أي تصرف فردي أو جماعي من شأنه الإخلال بالأمن العام أو التعدي على الأرواح والممتلكات».

وكان المرصد السوري تحدث عن اندلاع اشتباكات في جرمانا «بعد اقتحام عناصر أمن ومسلحين تابعين لها أحياء في المدينة، على خلفية توتر سببه انتشار تسجيل صوتي منسوب لمواطن درزي، يتضمن إساءات ذات طابع ديني». وأشار الى مقتل 6 مسلحين دروز و3 من المهاجِمين في المعارك.

المرجعية الدرزية

في المقابل، قالت الهيئة الروحية للموحدين الدروز في جرمانا في بيان: «إننا إذ نستنكر أشدَّ الاستنكار أيَّ تعرض بالإساءة إلى النبي الأكرم. فإننا نعتبر ما تمَّ تلفيقه من مقطع صوتي بهذا الخصوص مشروعَ فتنةٍ وزرعاً للانقسام بين أبناء الوطن الواحد».

ونددت بـ«الهجوم المسلح غير المبرر على جرمانا الذي استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، واستهدف المدنيين الأبرياء، وروَّع السكان الآمنين بغير وجه حق».

وأكدت أن «أغلبية من أصيبوا أو استشهدوا من أبناء المدينة هم من منتسبي جهاز الأمن العام، وكانوا في مواقع عملهم حينما فاجأتهم يد الغدر والعدوان».

ورأت أن «حماية أرواح المواطنين وكرامتهم وممتلكاتهم هي من أبسط مسؤوليات الدولة والأجهزة الأمنية»، محمّلة «السلطات المسؤولية الكاملة عما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقمٍ للأزمة».

وفيما تبرأ الشيخ مروان كيوان من التسجيل «جملة وتفصيلاً» وطالب بالتحقق من اختلاف صوته عن الوارد فيه، أدان شيخا عقل الطائفة الدرزية في سورية يوسف جربوع وحمود الحناوي، الإساءة إلى النبي الكريم، مؤكدَين أن من ارتكب هذا الفعل لا يمثّل إلا نفسه، ومحذرَين من الانجرار إلى فتنة تهدد السلم الأهلي.

وتقطن ضاحية جرمانا الواقعة جنوب شرق دمشق أغلبية من الدروز والمسيحيين، وعائلات نزحت خلال سنوات النزاع الأهلي الذي اندلع في سورية عام 2011.

وسبق للمنطقة أن شهدت توترات عقب إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر على يد تحالف فصائل مسلحة تقوده هيئة تحرير الشام بزعامة الرئيس الحالي أحمد الشرع.

وانتشر عناصر أمن تابعون للسلطات الجديدة مطلع مارس في جرمانا عقب اشتباكات مع مسلحين من الدروز.

وإثر تلك المعارك، هددت إسرائيل بالتدخل لحماية أبناء هذه الأقلية. وقال وزير دفاعها يسرائيل كاتس حينها «أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإرسال تحذير صارم وواضح: إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه».

ويقيم نحو 150 ألف درزي في إسرائيل، يحمل معظمهم الجنسية الإسرائيلية، بينما يقيم 23 ألف درزي في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان.

مقتل 5 مسلحين من «قسد» في هجومين لـ «داعش»

«داعش» وسد تشرين

وفي تطور تزامن مع إقامة القوات الحكومية عدة نقاط عسكرية على أطراف سد تشرين في ريف حلب الشرقي، قتل 5 عناصر من «قوات سورية الديموقراطية (قسد)، إثر هجومين منفصلين شنهما عناصر من تنظيم داعش استهدفوا آلية عسكرية لهم في بلدة ذيبان بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور.

back to top