خمسون يوماً!
بدون مقدمات، فالموضوع لا يحتاج إلى مقدمة لطرحه، بل يريد حلاً لعلاجه لأنه يتعلق بمصلحة أبنائنا الطلبة والتلاميذ ومستقبلهم الدراسي، ولا بد أن يأخذ جدية أكثر لدى وزير التربية والمسؤولين في الوزارة وكذلك مجلس الأمة إذا كان يهمه الأمر، فما شهدناه الآن في موضوع إجازة نهاية الفصل الدراسي الأول الحالي للطلاب يصل إلى خمسين يوماً للمرحلة الابتدائية وشهراً للمرحلة المتوسطة والثانوية، ولا ننسى أن دوام التلاميذ كان في شهر أكتوبر! عدا ما مر بهم من الإجازات الرسمية للدولة، فلم يكملوا حتى ثلاثة أشهر في الدراسة! وهنا علامة تعجب كبيرة! أطلقها أولياء الأمور وتذمر كبير من الهيئة التعليمية في المدارس لقلة الوقت لتنفيذ الخطة التعليمية السنوية، وعدم استفادة الطلاب في هذا الوقت القصير وخصوصاً في المراحل التأسيسية والمرحلة المتوسطة، وحتى المراحل العليا، فكمية المنهج لا تتناسب مع الزمن، لذلك نرى أكثر التلاميذ يلجؤون إلى المدرس الخصوصي بعد الدوام ومعاهد التقوية المنتشرة في البلاد، وبالتالي يتم دفع مبالغ كثيرة من أجل أن يفهم المادة التي يحتاجها ويمكن أن يكون لديه أكثر من مادة!
وعندما كنت معلمة قبل عدة سنوات في وزارة التربية كانت الأمور بخير نوعا ما، فكانت الخطة التدريسية محسوبة على أيام العمل لا زيادة ولا نقصان، ورغم ذلك كنا نشهد ضعفاً عند بعض المتعلمين، فمستويات إدراك كل تلميذ ليست كزميله الآخر بل هنالك تفاوت، وهذا يحتاج إلى وقت أكثر، فكنا نخصص حصص تقوية أثناء اليوم المدرسي لتقوية الضعاف، فكيف الآن مع اختصار العام الدراسي؟
أمر محير وبالتأكيد سيؤثر على المنظومة التعليمية بشكل عام والتلميذ بشكل خاص، فأرجو من وزارة التربية والوزير والمسؤولين التركيز أكثر على مصلحة الطلاب وجعلهم أولوية، لأنهم مستقبل البلد وتنميته وارتقاؤه بين الأمم الأخرى سيكون على عاتقهم فكيف سيتم ذلك مع جيل فاقد مقومات التعليم الأساسية؟!
