«سايكس بيكو» لم تقسِّم الأرض... بل مزَّقت العقيدة!

نشر في 25-04-2025
آخر تحديث 24-04-2025 | 17:49
 سلطان بن خميس

بهدوء تم إقرار اتفاقية سايكس بيكو، بعد سقوط الدولة العثمانية، ثم مُزِّقت الأمة العربية إلى دويلات صغيرة. ولم تُواجه القوى الغربية صعوبة تُذكر في إتمام هذه الاتفاقية، إذ تقبَّل العرب سايكس بيكو، وتعايشوا معها منذ لحظة بدء سريانها. ومن هنا أدرك الغرب أن «بُعبُع» عودة الدولة الإسلامية قد تلاشى بنسبة 80 في المئة، بشرط ألا يُغفل عن مراقبة الشعوب العربية، خشية أن يعلو صوتٌ ذات يوم مُنادياً: «وا إسلاماه!».

لم يكن الغرب وحده المستفيد من هذه الاتفاقية، بل حتى الأنظمة العربية التي شُكِّلت بعدها استفادت منها، إذ استقلَّت ببلدانها وشعوبها، وانغلقت على نفسها، مما أدى إلى انشغال الشعوب العربية بالأوطان والحدود الجغرافية، بعيداً عن هموم المسلمين المُستضعفين في شتى بقاع الأرض. وهكذا أصبحت الوطنية «السايكسبيكية» بديلاً عن الأممية الإسلامية العابرة للحدود.

ورغم هذا «الاستقلال العربي»، والمسرحية الطويلة العريضة التي صفق لها الجمهور العربي طويلاً، فإن الحقيقة التي تدور خلف الكواليس أن تلك الدويلات مازالت تقبع في حظائر الغرب، يرعاها بعينيه، وتتحرَّك بأمره وإشارته.

أما الجيوش العربية، فلا تسل! فهم لا يتجاوزون كونهم «سيكيورتية» على أبواب الأنظمة، لذلك لا يخشى الغرب سطوتهم. لكن إن سألت الغرب عمَّا يقلقهم من احتمال نسف اتفاقية سايكس بيكو، وهم أصحاب الترسانة الثقيلة والأسلحة النووية التي ترعب حتى سكان المريخ والقمر، فسيجيبونك بصوتٍ واحد: «المجاهدون» هم ما نخشاه، فترسانتهم أشد فتكاً من أسلحتنا النووية! إذ إن سلاحهم الحقيقي يكمن في هذا البيت:

يَجُودُ بالنَّفْسِ إنْ ضَنَّ الجَوَادُ بِهَا

والجُودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غَايةِ الجُودِ

back to top