زيلينسكي يختبر تهديد ترامب بالانسحاب من الوساطة مع موسكو

• وقف كامل للنار ومقترح إطاري «منحاز» لموسكو «يطيّران» اجتماع لندن

نشر في 23-04-2025 | 19:51
آخر تحديث 23-04-2025 | 20:19
مناورات بريطانية ـ فرنسية على حرب المدن بميدان تدريب في شمال شرق فرنسا أمس. واقترحت باريس ولندن إرسال قوات سلام إلى أوكرانيا (أ ف ب)
مناورات بريطانية ـ فرنسية على حرب المدن بميدان تدريب في شمال شرق فرنسا أمس. واقترحت باريس ولندن إرسال قوات سلام إلى أوكرانيا (أ ف ب)

في مؤشر على ارتطام مساعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء حرب أوكرانيا بجدار سميك من العراقيل، تأجل اجتماع في لندن كان مقرراً، اليوم، بين وزراء خارجية دول أوروبية وأوكرانيا من جهة، والمسؤولين الأميركيين من الجهة الأخرى، بعد إصرار كييف على وقف كامل لإطلاق النار قبل أي تفاوض، ورفضها مقترحاً إطارياً «أميركياً ـ روسياً» لوقف الحرب، رغم تهديد واشنطن المتكرر بسحب وساطتها.

وأعلنت واشنطن، أمس، عدم مشاركة وزير الخارجية، ماركو روبيو، في الاجتماع الذي يعد تكملة للقاءات جرت أخيراً في باريس، عازية ذلك إلى مشاكل بالجدول الزمني.

غير أن مسؤولاً أميركياً، قال إن روبيو والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف عملا معاً «لتطوير إطار يقربنا من إنهاء الحرب»، لكن، خلال الساعات الماضية، ظهرت إشارات من الجانب الأوكراني برغبتهم في مناقشة وقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً خلال اجتماعات لندن، بدلاً من إطار خطة السلام التي اقترحها ترامب.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أعلن مساء أمس، تمسك كييف بوقف كامل لإطلاق النار كخطوة أولى نحو السلام وإنهاء الحرب قبل الدخول في أي تفاصيل. وفي إحاطة صحافية في كييف، أكد زيلينسكي انفتاح بلاده على الحوار مباشرة مع موسكو في حال قبولها وقفاً شاملاً لإطلاق النار، مشدداً على أن الهدنة ستكون «الأولوية القصوى» لفريقه في محادثات لندن.

جاءت التطورات بعد رفض ضمني من كييف لخطة أميركية للسلام تداولتها وسائل إعلام أميركية، تنص على اعتراف واشنطن رسمياً بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، واعتراف فعلي غير رسمي بسيطرتها على المناطق التي تحتلها في المناطق الأربع التي ضمتها في شرق وجنوب أوكرانيا وهي: مناطق لوهانسك، ودونيتسك، وخيرسون، وزاباروجيا، وحصولها على وعد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف «الناتو» ورفع العقوبات المفروضة عليها منذ عام 2014.

وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض خلال اجتماع مع ويتكوف، في سان بطرسبورغ قبل أيام، وقف القتال عند خط المواجهة الحالي، ما يعني تخلياً عن مطالبات موسكو بالسيطرة الكاملة على المناطق الأوكرانية الأربع.

إلا أن كييف رأت أن إدارة ترامب تبنت المقترح الروسي بالكامل فيما لم تحصل هي على أي مكاسب واضحة. وبحسب ما تسرب، فإن الخطة الأميركية تعرض على أوكرانيا تعاوناً اقتصادياً و«ضماناً أمنياً قوياً» من مجموعة من الدول الأوروبية وغير الأوروبية «ذات التفكير المشابه»، ولا تذكر مشاركة أميركية. وتتيح الخطة لكييف استعادة جزء صغير من منطقة خاركيف التي تسيطر عليها روسيا، وتعويضات ومساعدات لإعادة الإعمار، لكن دون تحديد مصدر التمويل.

وتمنح الخطة واشنطن حق إدارة محطة زاباروجيا النووية أكبر محطة نووية في أوروبا، وتوزيع الكهرباء لأوكرانيا وروسيا، إضافة إلى الحصول على المعادن النادرة والحرجة في إطار اتفاقية المعادن التي قال ترامب إنها ستوقع قريباً.

وتبنى نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس مبدأ تجميد خطوط السيطرة، وقال اليوم من الهند: «أعتقد أن الوقت حان لاتخاذ إحدى الخطوات الأخيرة، القول إننا سنوقف القتل وسنجمّد خطوط السيطرة عند مستوى قريب لما هي عليه حالياً، يعني ذلك الآن بالطبع بأنه سيتعين على الأوكرانيين والروس التخلي عن بعض الأراضي».

وأضاف: «قدمنا مقترحاً واضحاً جداً للروس والأوكرانيين وحان الوقت للطرفين ليقولا نعم، وإلا فإن الولايات المتحدة ستتخلى عن هذه العملية».

وأفادت تقارير إعلامية بريطانية بأن قرار تأجيل لقاء لندن اتخذ بناء على خطوات موازية باشرتها إدارة ترامب لبحث مقترحات جديدة مع بوتين. ومن المقرر أن يزور ويتكوف الذي يتولي عملياً ملفات أوكرانيا وإيران وغزة موسكو لعقد لقائه الرابع مع بوتين.

وفي موسكو، جدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية «الكرملين» دميتري بيسكوف، اليوم، معارضة روسيا نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا، مضيفاً أن البلدان الضالعة في محادثات السلام المتعلقة بالحرب لا تزال في حاجة لتجاوز الخلافات بينها، مضيفاً أن هناك «الكثير من الفروق الدقيقة» التي يتعين معالجتها قبل أن يتسنى التوصل إلى أي اتفاق.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرح الأسبوع الماضي بأن المفاوضات «تصل إلى نقطة حاسمة»، مشيراً إلى أن بلاده قد «تنسحب» إذا لم يتحرك أي من الطرفين نحو السلام، كما صرح وزير خارجيته الأسبوع الماضي بأن واشنطن «ستتخلى عن المحادثات ما لم يتم إحراز تقدم في غضون أيام».

وفشلت هدنة توسطت فيها واشنطن في وقف الهجمات على منشآت الطاقة، كما فشلت هدنة أعلنها بوتين في عيد الفصح المسيحي في وقف القتال، في حين اقترحت كييف هدنة تشمل جميع المنشآت المدنية، وقالت موسكو إنها تدرس الاقتراح.

back to top