ابن زيدون وولادة

نشر في 23-04-2025
آخر تحديث 22-04-2025 | 18:35
 د. عبدالمحسن حمادة

ابن زيدون هو الشاعر والكاتب والسياسي أبو الوليد أحمد بن عبدالله بن زيدون المخزومي الأندلسي (1003ــ 1070)، وينتهي نسبه إلى قبيلة بني مخزوم، وهي قبيلة عربية اشتهرت في الجاهلية والإسلام بالكرم والشجاعة، ومنها الصحابي خالد بن الوليد.

ولد الشاعر في قرطبة، ونشأ في عصر ملوك الطوائف، الذي تقسمت فيه بلاد الأندلس إلى دويلات يحكمها ملوك يحارب بعضهم بعضاً، وكثرت فيه الفتن والمكائد حتى اضمحلت الدولة وزال حكم الأمويين من الأندلس.

أما ولادة (991 ــ1091) فهي بنت المستكفي بالله حاكم قرطبة، ومن أحفاد عبدالرحمن الداخل، والتي تعرّض حكم أبيها لمؤامرة وتم اغتياله، وورثت ابنته ولادة من أبيها ثروة طائلة، كما ورثت الجمال عن أمها الإسبانية.

بعد وفاة أبيها أقامت ولادة داراً تعقد فيها ندوات فكرية لمناقشة قضايا الفكر والأدب، وقد ألقت الحجاب واختلطت بالرجال، وكان ابن زيدون ممن كان يحضر ندواتها الفكرية، وأُعجب بذكائها وحفظها لمسائل الفكر والأدب، وسرعان ما تحوّل الإعجاب إلى حب عفيف، وبادلته ولادة الحب، وكانا يلتقيان في حدائق قرطبة الخضراء، وأنشد فيها قصائد يعبر عن سعادته.

إلا أن قصة الحب بينهما لم تدُم طويلاً، فبدأت ولادة بهجرانه، ولم تكترث بالقصائد الجميلة التي يرسلها إليها يستعطفها ويسترضيها لتقابله ليراها قبل موته.

وعن أسباب هجر ولادة للشاعر، يرى بعض المحللين النفسيين أن ولادة من النساء اللاتي يستمتعن بتعذيب الرجال، فعندما تستيقن أن الشخص أحبها ولا يستطيع فراقها هجرته ومالت إلى غيره، ويرى آخرون أن ابن زيدون أُعجب بجاريتها وتغزل بها، وهو الأرجح، فهناك قصائد لولادة تعاتب ابن زيدون على ذلك، ويرى أصحاب رأي ثالث أن ابن زيدون هو من ساهم في الإطاحة بملك والدها واغتياله، أما الشاعر فزاده الهجران حباً، ومن إحدى القصائد التي نظمها يستعطفها لتلقاه قوله:

أضحى التنائي بديلاً من تدانينا

وناب عن طيب لقيانا تحافينا

back to top