أنماط القياديين مع قرب فترة التجديد
حسب نظام وقانون الخدمة المدنية يتم تحديد مدة تعيين القيادي بالجهات الحكومية بمرسوم أميري لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد، ويقصد بالقيادي وكيل الوزارة والوكلاء المساعدون في الوزارات والمديرون العامون ونوابهم في الهيئات والمؤسسات والجهات الحكومية.
وتختلف أنماط القياديين مع قرب انتهاء فترة التعيين وموعد فترة التجديد فمنهم نمط الأبكم الذي يصبح أبكم وأخرس ولا يبالي بالمشاكل التي تدور أو تقع في صميم مهامه ومسؤولياته خوفاً من أن يرتكب خطأً يكون سبباً في عدم التجديد له.
أما النمط الثاني من القياديين فهو ما نطلق عليه لقب «الحوافة»، وهي المرأة التي تنشط في ليلة الفرح ويوكل لها العديد من المهام في تلك الليلة، فيظهر نشيطاً مع قرب فترة التجديد ولا يترك وسيلة إعلام أو تواصل اجتماعي إلا وتجده فيها يرد على كل شاردة وواردة لدرجة أنه يوحي لعامة الشعب بأنه «الناطق الرسمي» عن الوزارة أو الجهة الحكومية أو الهيئة أو المؤسسة العامة! بروز إعلامي ونشاط منقطع النظير مع قرب انتهاء مدة التعيين وقرب فترة التجديد له! هذا النمط من القياديين يعيش بياتاً شتوياً لمدة ما يقارب ثلاث سنوات ونصف السنة ويخرج فجأة للعامة في آخر ستة أشهر!
أما النمط الثالث من القياديين فهو النمط المعتدل، إذ يعمل حسب متطلبات الوظيفة القيادية بثقة وجد وبنفس الأسلوب والنشاط الذي بدأ به بأول يوم تقلد به الوظيفة القيادية، تاركاً أمر التجديد من عدمه في يد مسؤوليه وأصحاب القرار!
ومن سخريات القدر أن يتم في معظم الأحيان التجديد للنمط الأول والثاني وعدم التجديد للنمط الأخير!
المصيبة تكمن عندما يتم التجديد لنمط الأبكم لكي يزداد بكماً! أما النمط الثاني «الحوافة» فيعود إلى بياته الشتوي بعد إطلاعه على مرسوم التجديد له كما فعل في الدورة السابقة!
ويجب أن يكون معلوماً أن الأنماط القيادية عند قرب فترة التجديد لا تقتصر فقط على هذه الأنماط الثلاثة بل إن هناك أنماطاً قيادية أخرى ولكن أحببت أن أتطرق فقط لأكثر الأنماط بروزاً عند انتهاء مدة التعيين وقرب فترة التجديد!
هذه الأنماط الثلاثة عايشتها أثناء عملي بالجهاز الحكومي والهيئات والمؤسسات الحكومية والخاصة لأكثر من ثلاثين عاماً.
فيا ترى ماهي الأسباب التي تدعو القياديين إلى تبني النمطين الأول والثاني عند قرب انتهاء فترة التعيين وقرب فترة التجديد؟! ومن هو الملام على ذلك؟ هل هو القيادي أم نظام وتأقييت الوظائف القيادية في الجهاز الحكومي؟ وهل ضعف نظام اختيار القيادات الإدارية وأسلوب متابعة وتقييم أداء القياديين له دور في بروز هذه الأنماط القيادية؟!
ودمتم سالمين