الكويت ترحب بالتوافق الأميركي - الإيراني وتأمل باتفاق دائم

• طهران تبحث تنازلات غير نووية لخفض التوتر وتتحدث عن تواصل سري مع ترامب

نشر في 21-04-2025
آخر تحديث 20-04-2025 | 20:33
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال استعراض عسكري في طهران أمس الأول (إرنا)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال استعراض عسكري في طهران أمس الأول (إرنا)
رحبت الكويت وعدة دول بإعلان الولايات المتحدة وإيران التوافق على الانتقال إلى المرحلة التالية من المفاوضات، بهدف التوصل إلى اتفاق دائم وملزم، في حين أكدت حكومة طهران أن المحادثات التي تتوسط بها سلطنة عمان كانت «بناءة» مؤكدة استعدادها لبحث خطوات من أجل خفض التوتر.

في وقت توالت ردود الفعل الدولية والإقليمية التي تشيد بالتقدم الدبلوماسي المحرز من أجل حل الخلافات بين واشنطن وطهران، وإبعاد شبح اندلاع مواجهة عسكرية بالمنطقة، أعربت وزارة الخارجية عن ترحيب الكويت بإعلان وزارة الخارجية في سلطنة عمان عن التوافق الذي توصلت إليه كل من الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عقدت في العاصمة الإيطالية روما، وما أسفرت عنه من اتفاق الجانبين على الانتقال إلى المرحلة التالية من المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق دائم وملزم.

وأشادت الوزارة، في بيان، أمس، بالخطوة التي تعكس حرص الجانبين على مواصلة الحوار والبناء على ما تحقق من تقدم، مؤكدة دعم الكويت لكل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى حل الخلافات عبر الحوار، بما يسهم في تحقيق نتائج إيجابية تنعكس على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وأعربت عن تقدير الكويت للجهود الحثيثة التي تبذلها سلطنة عمان في تيسير المباحثات، كما أثنت على استضافة إيطاليا للجولة الثانية من الحوار.

كما رحبت وزارة الخارجية الأردنية بالتوافق بين طهران وواشنطن، مؤكدة دعم المملكة لجميع الجهود الدبلوماسية المستهدفة تعزيز الحوار وحل النزاعات عبر الطرق السلمية، ما ينعكس على تعزيز الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تهدئة

في غضون ذلك، أبدت الأوساط الإيرانية ارتياحاً حذراً، واعطت إشارات إلى إمكانية تقديم تنازلات خارج الملف النووي على طريق التوصل إلى تفاهم مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ صرحت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، بأن أجواء المباحثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، «كانت بناءة»، مشيرة إلى أنه «سيجري بحث اتخاذ خطوات عملية لخفض التوتر».

وقالت مهاجراني إن «إيران تمضي قدماً على أساس مصالحها القومية، وحفظ عزة شعبها، وسترحب بأي مبادرة لرفع العقوبات لخدمة مصالح الشعب الإيراني».

وقبيل انطلاق المباحثات التقنية بين خبراء من الجانبين، تمهيداً لانعقاد الجولة الثالثة من الاجتماعات الدبلوماسية بين الوفد الإيراني والوفد الأميركي برئاسة مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف في مسقط السبت المقبل، أكد وزير الخارجية رئيس وفد إيران المفاوض عباس عراقجي أنه إذا استمرت الواقعية وحسن النية في المحادثات مع أميركا فمن الممكن «تحقيق نتائج إيجابية».

جاء ذلك بعد أن أشار عراقجي، في منشور عبر «إكس»، إلى أن الأجواء الإيجابية نسبياً في روما أسهمت في تحقيق تقدم على صعيد المبادئ والأهداف المتعلقة بـ«اتفاق محتمل».

وبعد تقارير عن موافقة ترامب على السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أراضيها بنسبة 3.67 من أجل الاستخدامات السلمية، في خطوة رأى البعض أنها عودة للاتفاق الذي انسحب منه هو شخصيا عام 2015، بعد تشكيكه بنجاعته وضعف آليات مراقبته لأنشطة الإيرانيين، لفت عراقجي إلى أنه يؤيد شخصياً رؤية العديد من الإيرانيين بأن الاتفاق المبرم بين بلده والقوى الكبرى بعهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما لم يعد صالحاً للعمل به في الوقت الحالي، وختم بالقول: «قد يكون هناك ما يدعو للتفاؤل في الوقت الراهن، لكن بحذر شديد».

كما شكر المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي سلطنة عمان وإیطالیا علی الاستضافة المشترکة للمباحثات خلال مغادرته مع وفد بلده لروما أمس، ورأى أنه «في ظل الظروف التي یواجهها العالم من تحدیات وتهدیدات غیر مسبوقة ضد سیادة القانون والقیم الإنسانية المشترکة، فنحن مازلنا متمسكين بالحوار والدبلوماسیة کأداة منقطعة النظیر لتسویة القضایا».

تواصل وتحسن

في هذه الأثناء، كشف عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان محمد مهدي شهرياري أن طهران كانت على تواصل مع فريق ترامب خلال العامين الماضيين بـ«علم المرشد علي خامنئي»، مضيفا أن الجانب الأميركي ركز خلال هذا التواصل على المسألة النووية فقط، ولفت إلى أن المعلومات المباشرة والدقيقة كانت تُرفع إلى خامنئي عبر الجهاز الدبلوماسي.

وفي وقت أغلق مؤشر عام بورصة طهران للأسهم والأوراق المالية جلسة تداوله أمس على ارتفاع قياسي، أظهرت مواقع إيرانية عدة لتعقب سعر الصرف غير الرسمي، تداول الدولار مقابل نحو 830 ألف ريال إيراني، مقارنة بأكثر من مليون ريال في بداية أبريل الجاري أي قبل بدء المفاوضات.

تقدم أميركي

على الجانب الآخر، أكد مسؤول أميركي رفيع أن الولايات المتحدة وإيران أحرزتا «تقدماً جيداً جداً» في الجولة الثانية من المحادثات حول برنامج طهران النووي.

وأوضح أن مفاوضات روما استمرت أكثر من أربع ساعات، وشملت محادثات «مباشرة وغير مباشرة» بين ويتكوف وعراقجي.

تعهد إسرائيلي

في السياق، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على أنه «ملتزم بمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي»، مؤكدا أنه لن يتراجع عن هذا الالتزام، «ولا خطوة واحدة، ولا حتى قيد أنملة»، بعد تقارير عن رفض ترامب خطة إسرائيلية لتوجيه ضربة مشتركة للبرنامج الذري الإيراني.

وهاجم نتنياهو منتقديه في الداخل، قائلاً: «من المذهل أن نضطر اليوم للاستماع إلى انتقادات من أولئك الذين عارضوا طوال السنوات الماضية كل ما قمت به لضرب وتأخير البرنامج النووي الإيراني»، وتابع: «لو لم تُنفذ تلك العمليات، لكانت إيران تملك سلاحاً نووياً منذ أكثر من عشر سنوات».

جاء ذلك في وقت حذر محمد علي أبطحي، المدير السابق لمكتب الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، من أنه «كلما تقدمت المحادثات بشكل إيجابي، زادت احتمالية التخريب من قِبل جهات، مثل إسرائيل. وإحدى أدوات هذا التخريب نشر أخبار كاذبة، وتسريبات غير صحيحة منسوبة إلى المسؤولين المفاوضين، مما قد يعرّض مسار المفاوضات للخطر».

back to top