واشنطن والشرع: زيارة وتحذير وانسحاب

• عاصفة عراقية حول لقاء السوداني والرئيس السوري

نشر في 18-04-2025 | 16:48
آخر تحديث 19-04-2025 | 20:41

بالتزامن مع تحذير وزارة الخارجية الأميركية من هجمات محتملة ووشيكة في سورية، أجرى عضوا الكونغرس كوري ميلز ومارلين ستوتزمان أول محادثات من نوعها مع الرئيس السوري في المرحلة المؤقتة أحمد الشرع منذ إطاحته حكم بشار الأسد في ديسمبر.

وبعيد وصولهما إلى دمشق، التقى المشرعان الأميركيان الشرع في قصر الشعب، بحضور وزير خارجيته أسعد الشيباني وعدد من المسؤولين السوريين الذين يسعون إلى رفع العقوبات الدولية التي فُرضت في عهد الأسد من أجل إنعاش الاقتصاد المنهك.

وفي وقت سابق، حذرت الخارجية الأميركية، عبر موقع سفارتها بدمشق المغلقة منذ 2012، من خطر وقوع هجمات «وشيكة» بسورية، موضحة أنها تتعقب معلومات موثوقة تتعلق بهجمات دون سابق إنذار تستهدف أماكن تشمل مراكز التسوق والفنادق والنوادي والمطاعم وأماكن العبادة والمدارس والحدائق وأنظمة النقل العام، ومناطق تجمع الحشود الكبيرة.

وأكدت الخارجية الأميركية أنه لا ينبغي اعتبار أي جزء من سورية بمأمن من العنف، وأصدرت تحذيراً من المستوى الرابع ينص على منع السفر لها، محذرة الأميركيين من مخاطر كبيرة وخطط إرهابية تشمل الصراع المسلح، والاضطرابات المدنية، والخطف، وأخذ الرهائن.

وفي اليوم نفسه، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) شون بارنيل عن سحب نحو ألف جندي من سورية، مبيناً أن وزير الدفاع بيت هيغسيث وجه بإدماجهم في مواقع أخرى خلال الأشهر المقبلة.

وأكد بارنيل، أمس الأول، أن «تلك العملية المدروسة والمشروطة من شأنها خفض عديد القوات الأميركية في سورية إلى ما يقارب نصف قواتها»، أي أقل من ألف جندي، مشدداً على أن «القيادة المركزية ستظل مستعدة لمواصلة الضربات ضد بقايا تنظيم داعش في سورية والمنطقة، ومساعدة حلفائها في محاربته، تماشيا مع التزام الرئيس دونالد ترامب بالسلام من خلال القوة».

إلى ذلك، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، أمس الأول، بأن إدارة ترامب هددت باتخاذ موقف صارم مع حكومة الشرع، وأصدرت مطالب تتضمن اتخاذ إجراءات ضد المتطرفين، وطرد مسلحي الفصائل الفلسطينية، مقابل تخفيف محدود للعقوبات.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن البيت الأبيض أصدر توجيهات سياسية في الأسابيع الأخيرة تدعو دمشق إلى اتخاذ خطوات تشمل أيضاً تأمين مخزون الأسلحة الكيميائية مقابل تجديد إعفاء محدود من العقوبات، ودعم عملية «العزم الصلب» التي يقودها التحالف الدولي من العراق، وتعيين مسؤول اتصال للعثور على 14 مفقوداً أميركياً.

وفي خضم مساعي دمشق لإعادة بناء علاقات في المنطقة وخارجها، أثار لقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للرئيس السوري في الدوحة، ودعوته له لحضور القمة العربية المقبلة، موجة من الانتقادات الحادة في بغداد، خصوصاً من القيادات الشيعية المحسوبة على إيران.

وبعد لقاء مفاجئ جمع فيه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بين السوداني والشرع، شن المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراق، أبو علي العسكري هجوماً شديداً على الرئيس السوري، قائلاً: «القمم العربية السابقة كانت تعقد دون حضور الرئيس الأسد أو مشاركة العراق وليبيا، ولن تتوقف بغياب المدان أبومحمد الجولاني زعيم جبهة النصرة الإجرامية».

ورغم هجومه على الشرع، دعا العسكري إلى فتح جزئي للحدود مع سورية، في تحول ملحوظ عن مواقفه السابقة، وقال: «نحن نؤيد فتح الحدود بهدف التبادل التجاري وزيارة العتبات المقدسة، لما في ذلك من منفعة للشعب السوري».

وحذر من أن الاتفاقات المبرمة بين بغداد وواشنطن لن تكون سوى «حبر على ورق» إذا لم تُترجم إلى إجراءات عملية وشفافة، متعهداً «بجعل الأميركان يدفعون ثمناً باهظاً لجرائمهم بحق الشعب اليمني، ودعمهم غير المحدود للكيان الصهيوني الذي شارك في إبادة الشعب الفلسطيني وقتل اللبنانيين والسوريين».

بدوره، قال المتحدث باسم الحراك القانوني الشعبي محمد الصحاف إن «دعوة المدان الجولاني تمثل إهانة لدماء الأبرياء الذين سقطوا ضحايا لجرائمه الإرهابية في العراق»، وأشار إلى أن «الشعب العراقي لا يمكن أن يكون جزءاً من أي صفقة سياسية تهدف إلى منح الشرعية لمن تورط في قتل العراقيين».

وأشار الصحاف إلى أن «استضافة الإرهابيين تحت عناوين دبلوماسية لا تخدم مصالح العراق، بل تسيء إلى تاريخه وتضحياته»، مشدداً على أن «الحكومة مطالبة بموقف حاسم ورفض واضح لأي محاولات من هذا النوع».

back to top