قفص العزلة يحوّل المراهقين الروس للجريمة

نشر في 17-04-2025
آخر تحديث 17-04-2025 | 18:41
No Image Caption

تناولت وسائل الإعلام الروسية في الآونة الأخيرة نتائج العديد من الدراسات التي أجرتها كبريات مراكز البحث العلمي والدراسات الاجتماعية حول التنامي الملحوظ في انجذاب المراهقين والشباب في روسيا لعالم الجريمة بمختلف أنواعه وأشكاله.

ويلاحظ في نتائج هذه الدراسات وجود اختلافات واضحة في البيانات والإحصائيات التي تم التوصل إليها على المستوى الفدرالي، أي الدولة ككل، وبين النتائج على مستوى المحليات والأقاليم، وهو ما يدل على الحاجة الماسة للمزيد من التعمق في هذه النوعية من الدراسات.

وأشار روبيرت جارييف، الخبير في الدراسات النفسية ومؤلف كتاب «عالم الجريمة في تتارستان»، في حديثه مع موقع «بارنتس - أولياء الأمور»، نقلته وكالة «د ب أ»، اليوم، إلى أنه بالتعمق في مشكلة تورط الأطفال والمراهقين في مختلف اتجاهات عالم الجريمة سوف نكتشف أن الأمر في روسيا يختلف عنه في الكثير من دول العالم، حيث إن روسيا ليست الدولة التي ينخرط فيها المراهق في عالم الجريمة بحثاً عن المال أو بحثاً عن الحماية أو غيرها من الأسباب التي قد نصادفها مثلا في دول أميركا اللاتينية وآسيا وإفريقيا وغيرها.

وأضاف أن الأسرة في روسيا ربما تكون السبب الرئيسي في انخراط الطفل في عالم الجريمة نتيجة الخوف عليه من العالم الخارجي، فتلجأ إلى المبالغة في حمايته وفصله عن العالم الخارجي بما يشبه «قفص العزلة»، ومع نشأته وبلوغه وخروجه بشكل مستقل إلى المجتمع المفتوح ينطلق بلا وعي بحثاً عن الهوية والاستقلالية والانتماء لكيان ذي أهمية وقوة ومكانة في الدوائر الاجتماعية المحدودة النطاق، سواء كانت شارعاً أو حياً أو منطقة أو حتى على نطاق المدينة.

وأوضح جارييف أن الانتماء لهذه النوعية من العصابات والمجموعات يوفر للمراهق نوعاً من الاحترام والمهابة وسط الأقران، إلى جانب الفرصة لتفريغ شحنته الانفعالية والعاطفية سواء على هيئة عنف، أو جنس، أو من خلال ممارسة مختلف الأنشطة الإجرامية التي غالباً ما ينخرط فيها على سبيل المغامرة قبل أن يكتشف أنه أصبح في مصاف المجرمين، وحتى في هذه الحالة يوفر له التنظيم الإجرامي والجماعة المنحرفة التخلص من شعور الذنب بسبب ارتكاب الجريمة.

back to top