السعودية تعزز انفتاحها على إيران

• خامنئي يتلقى رسالة من الملك سلمان ويتطلع إلى علاقات تكاملية
• وزير الدفاع السعودي: التعامل بين البلدين حجز الزاوية لأمن المنطقة
• غروسي: أمام طهران وواشنطن مهلة قصيرة للاتفاق
• ترامب كبح ضربة إسرائيلية ونتنياهو متهم بالتسريب

نشر في 18-04-2025
آخر تحديث 17-04-2025 | 20:42

قبل انعقاد جولة ثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عُمانية، أجرى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، زيارة لإيران، أمس، التقى خلالها المرشد الأعلى علي خامنئي، وسلم إليه رسالة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وقال خامنئي، خلال استقبال الضيف السعودي، إن «العلاقة بين الجمهورية الإسلامية والسعودية مفيدة للبلدين»، معقباً بأن «كلا البلدين يمكن أن يكمل الآخر».

وأشار إلى أن «التعاون بين الإخوة في المنطقة ومساعدة بعضهم بعضاً أفضل من الاتكال على الآخرين»، معتبراً أن «العلاقات بين البلدين لها أعداؤها، ويجب التغلب على الدوافع العدائية، ونحن مستعدون لذلك».

بدوره، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال استقبال بن سلمان، إنه «بإمكان الرياض وطهران حل العديد من مشاكل المنطقة دون الحاجة إلى تدخل أجنبي».

من ناحيته، قال وزير الدفاع السعودي إن «إيران والسعودية ركيزتان أساسيتان في المنطقة»، معتبراً أن «التعامل مع إيران حجر الزاوية في أمن المنطقة، مما سيؤدي إلى الرخاء».

وفي وقت سابق التقى الوزير السعودي رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري، وأكد له أن قادة السعودية عازمون على إقامة علاقات ودية مع إيران على كل المستويات.

من جهته، أشار باقري، عقب لقاء بن سلمان والوفد الرفيع المرافق له، إلى أن العلاقات مع الرياض تشهد نمواً وتطوراً منذ توقيع اتفاق بكين للمصالحة.

ولفت المسؤول الإيراني إلى أن طهران تقدر مواقف الرياض بشأن غزة وفلسطين، بينما ذكرت وكالة «تسنيم» أن «من ضمن مواضيع النقاش بين كبار مسؤولي الدفاع في إيران والمملكة تطوير العلاقات الدفاعية والتعاون الإقليمي لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب».

وجاءت الزيارة عشية الجولة الثانية من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، وفي وقت تدل المؤشرات على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي سيزور السعودية الشهر المقبل في أول جولة خارجية له، يفضل خيار المفاوضات.

وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن ترامب أوقف خطة إسرائيلية لضرب إيران الشهر المقبل، وانحاز إلى خيار المفاوضات الدبلوماسية. وكانت السعودية التي تلعب دوراً في المفاوضات حول إنهاء حرب أوكرانيا، عرضت التوسط بين طهران وواشنطن.

وتحدثت تقارير بأن الرياض عرضت استضافة لقاء مباشر أميركي ـ إيراني خلال زيارة ترامب للعاصمة السعودية.

وفي تفاصيل الخبر:

في خطوة لافتة وبتوقيت حساس يواكب انعقاد الجولة الثانية من مفاوضات أميركية ـ إيرانية بوساطة عمانية، بهدف التوصل إلى اتفاق يجنّب المنطقة الصدام العسكري، أجرى وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان أمس زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران وأجرى مباحثات دفاعية مع رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري.

وفي حين ذكرت وكالة «واس» السعودية الرسمية أن بن سلمان أجرى مباحثات تناول العلاقات الثنائية والقضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك مع باقري وأمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين، أفادت وكالة «تسنيم» الإيرانية بأن «من مواضيع النقاش بين كبار مسؤولي الدفاع في إيران والمملكة العربية السعودية، تطوير العلاقات الدفاعية والتعاون الإقليمي لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، إضافة إلى مكافحة الإرهاب».

ومع بدء الزيارة المهمة التي جاءت بدعوة من اللواء باقري، أفادت تقارير غير مؤكدة بأن الرياض عرضت استضافة اجتماع بين الولايات المتحدة وإيران أثناء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقررة للمملكة.

وكان رئيس هيئة الأركان العامة السعودية الفريق الأول الركن فياض الرويلي قد زار طهران في نوفمبر الماضي والتقى نظيره الإيراني وبحث معه سبل تعزيز الدبلوماسية الدفاعية بين بلديهما.

مفاوضات وتحذير

وتزامنت الزيارة السعودية مع تأكيد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي خلال وجوده في طهران ضرورة أن تلعب المؤسسة الدولية دوراً في المحادثات النووية بين طهران وواشنطن.

وفي حين تحدثت وكالة «رويترز» عن تلقي المسؤول الأممي دعوة لحضور الجولة الثانية من المحادثات التي تركز على المسألة النووية الإيرانية في روما، أجرى غروسي، مناقشات مع وزير الخارجية الإيراني رئيس وفد التفاوض عباس عراقجي ورئيس مؤسسة الطاقة الذرية محمد إسلامي بشأن سبل دعم الوكالة للمحادثات بين إيران والولايات المتحدة.

وفي حين تطلع طهران إلى إقناع غروسي بضرورة كتابة تقرير أخف حدة تجاه أنشطتها النووية المتصاعدة من أجل تفادي الصدام مع مجلس حكماء الوكالة الدولية بوصفها خطوة باتجاه تمهيد الطريق لتفاهم مع واشنطن، وصف غروسي اجتماعه مع عراقجي وإسلامي بأنه كان إيجابياً واتسمت محادثاته بالعمق والصدق. لكن غروسي أكد أن المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بمرحلة حاسمة ولا نملك إلا «مهلة قصيرة» للتوصل إلى اتفاق.

موقع بحري متخصص يتحدث عن انسحاب البحرية الإيرانية من البحر الأحمر وخليج عدن

وتابع غروسي: «أنا على اتصال بالمفاوض الأميركي لمعرفة كيف يمكن للوكالة أن تكون جسراً بين إيران والولايات المتحدة، وتساعد في تحقيق نتيجة إيجابية في المفاوضات»، مضيفاً أن التحقق من الوكالة سيكون ضرورياً لإثبات صلاحية أي اتفاق نووي جديد بين البلدين. وأعرب المسؤول الدولي عن تطلعه إلى حل القضايا العالقة بشأن الأنشطة النووية الإيرانية، مؤكداً على رفض التهديدات باستخدام القوة ضد المنشآت الذرية للجمهورية الإسلامية.

توضيح ودعم

من جهته، وصف عراقجي مباحثاته مع غروسي بأنها ايجابية وجاءت في الوقت المناسب والضروري، لافتاً إلى أهمية المراقبة النووية للأمم المتحدة والتي ستلعب دوراً حاسماً في مسار المحادثات مع واشنطن.

ورداً على سؤال حول تحديد مكان المحادثات المقبلة بين إيران وأميركا بعد تصريحات متفاوتة بشأن انعقادها في مسقط أو روما غداً السبت، قال عراقجي إن سلطنة عمان استضافت الجولة الأولى من المحادثات، وهي من تختار مكان محادثات الجولة الثانية، مشيراً إلى أن بلده مازالت ننتظر قرار السلطات العمانية.

وأتت تصريحات عراقجي لدى وصوله إلى موسكو في زيارة خاطفة من أجل حشد الدعم الروسي لبلده ونقل رسالة من المرشد علي خامنئي إلى الرئيس فلاديمير بوتين بشأن عدة ملفات في مقدمتها المباحثات النووية مع واشنطن التي استبعدت جميع الأطراف الدولية من المشاركة فيها حيث بات دور الأوروبيين الذين نشطوا في التفاوض على بنود الاتفاق النووي الإيراني سنة 2015، يقتصر على أنهم مراقبون يتابعون عن بعد المباحثات الجارية حالياً.

وفي وقت تبدي طهران ردة دفاعية بظل تعزيز واشنطن أصولها العسكرية بالمنطقة لتوفير خيارات بحال فشل المفاوضات، كشف موقع «ذا ماريتايم إكزكيوتيف» المتخصص في الشؤون البحرية عن احتمال انسحاب القوات البحرية الإيرانية من منطقة البحر الأحمر وخليج عدن.

كبح وتسريب

على الجهة المقابلة، نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين في الإدارة الأميركية وآخرين أن ترامب يعارض خطة لضربة إسرائيلية لمواقع نووية إيرانية، وذلك لمصلحة التفاوض على اتفاق مع طهران لوضوع قيود على برنامجها النووي.

ووفقاً للصحيفة الأميركية فقد وضعت الدولية العبرية خططاً لمهاجمة المواقع بشكل مشترك مع واشنطن، في مايو المقبل. وذكرت أن الهدف هو إلحاق انتكاسة بقدرة طهران على تطوير سلاح نووي لمدة عام أو أكثر. وأوضحت المصادر أن دعم واشنطن ضروري ليس فقط للدفاع عن إسرائيل من أي رد إيراني، وإنما أيضاً لضمان نجاح الهجوم المحفوف بالمخاطر، إذ ستجمع الخطة بين عملية تنفذها قوات «كوماندوز» إسرائيلية على مواقع نووية تحت الأرض بالتزامن مع حملة قصف كانت إسرائيل تأمل أن تشارك فيها طائرات أميركية.

وجاء ذلك في وقت كشفت صحيفة «معاريف»، أن المؤسسة السياسية اتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتسريب معلومات حول الهجوم لتبرير فشله في التحرك عبر لوم الأميركيين.

ونقل عن رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت تحذيره من «مبدأ نتنياهو هو التهديد والتهديد والتهديد، ثم تسريب ما كان ينوي فعله»، فيما اعتبر زعيم المعارضة يائير لابيد أنه في أكتوبر الماضي «اقترحتُ مهاجمة حقول النفط الإيرانية حيث كان القضاء على صناعة النفط الإيرانية سيدمر اقتصادها ويؤدي في النهاية إلى سقوط النظام لكن نتنياهو كان خائفاً، فأوقف الهجوم».

واعتبرت أوساط عبرية أن «التسريب رسالة مباشرة للمرشد الإيراني مفادها أن برنامج بلده النووي كاد أن يُقضى عليه وأن هذا المصير لا يزال احتمالاً قائماً إذا فشلت المفاوضات الحالية».

back to top