بدون مجاملة: غلطة الشاطر...
تأتي هذه العبارة لتختصر وصف فعل خاطئ صدر من شخص واعٍ خبير في مجاله معروف بالتزامه وحُسن تصرفه، لكنها تعبِّر عن «وقع مصيبة»، بسبب الخطأ أو سوء التصرُّف!
«غلطة الشاطر بألف»، هي تضخيم للموقف الذي يُخطئ فيه الشاطر المتمرس الخلوق، واعتبار أن ما صدر عنه من تقصير أو سوء تقدير يُعد أمراً صادماً، غير متوقع، وما كان ينبغي أن يقع!
«الشاطر» حقيقة مجرَّد إنسان، يُصيب ويُخطئ، يصل إلى درجة من العلم والمعرفة، يجتهد ويقرنها بالممارسة والخبرة، وقودها الشغف، ويقودها الإصرار، لكنه في كل المراحل، وعلى كل العتبات، سيمر حتماً بتحديات ومعوقات، إما داخلية ذاتية، أو خارجية لا سُلطة له عليها، أو ما بينهما! فالشعور بالكسل أمر ذاتي، وطبيعي! وظروف الطقس أمر خارجي لا يمكن تغييره! وما بينهما، كارتباط أسري يشغلك، فالحياة الواقعية ليست مكاناً للمثاليات!
الأحداث تستجد، والحاجات تتغيَّر، والفرص تجيء أو تتأخر، الظروف قد تكون ملائمة، والعروض غير مناسبة، ويحكم ذلك تطلعات الفرد، ويحسم الأمر معاييره الأخلاقية.
إلا أن الأخطاء تقع في كل زمان ومكان في مختلف المواقف، ومع كل الأشخاص. هذه حقيقة محضة، لأنها سمة بشرية.
اليقظ يُخطئ كما الغافل! الكبير والصغير، المحترف والمبتدئ.
فلماذا يُحسَب على الشاطر الغلط حسبة مضاعفة؟! هل لأنه ما كان من المفترض أن يُخطئ؟ ولِم؟ أَمِن الملائكة هو أم خلق آخر؟!
للأخطاء تصنيفات، وقد يختلف وقعها باختلاف التوقيت، وحجم الضرر، وعُمق العلاقة، لكن... كل ابن آدم خطَّاء.
وهنا يأتي قرين الخطأ، وهو كيفية التعامل معه... هل يتدارك الإنسان؟ هل يصوب ويعتذر، يسعى لإصلاح الأمور؟... وخير الخطَّائين التوابون.
علينا ألا نستهين بالأمانات، باتخاذ القرارات، بمشاعر الآخرين. نجاهد أنفسنا في أن نلتزم، نكرر المحاولة، نُحسن الظن واللفظ والمعاملة.
غلطة الشاطر ليست بألف، غلطة الشاطر... مجرَّد غلطة.