نُصدِّق الفضائيين... ولا نُصدِّق نصراً للمسلمين!

نشر في 18-04-2025
آخر تحديث 17-04-2025 | 17:32
 سلطان بن خميس

في زمننا هذا، نادراً ما نسمع عن انتصار إسلامي، وسط ما يعانيه المسلمون من شتات، وما يعيشه العالم العربي والإسلامي من خضوع للقوى العظمى المسيطرة على كوكب الأرض.

لقد بلغ الإحباط ببعض المسلمين، لا سيما العرب، مبلغاً جعلهم يظنون أن أي انتصار يحققه المسلمون ليس إلا خرافة أو مبالغة! حتى إنهم قد يُصدِّقون بوجود كائنات فضائية على وجه الأرض، ولا يُصدِّقون بأن للمسلمين نصراً في هذا الزمان!

رأينا ذلك حين انتصرت حركة طالبان بعد ثبات دام عقدين من الزمان، وأقامت دولتهم، فقال المحبطون إن أميركا هي التي سمحت لهم بالانتصار! ورأيناه أيضاً عندما انتصرت الثورة في سورية، وتولَّى السيد أحمد الشرع، الذي كان قائداً لإحدى الفصائل الثائرة ضد الظلم والاستبداد، رئاسة البلاد، فادَّعى أولئك ذاتهم أن أميركا هي مَنْ نصَّبته، وهي مَنْ مهَّدت الطريق أمامه!

إنها عقول مغلوبة، سكنها الذل، واستوطنها الخنوع، فلم تعد تقبل احتمال أن ينتصر المسلمون أو أن يكون للعرب شأن. وهذا – والله – بعيد كُل البعد عن معنى حُسن التوكل على الله. تجدهم يتلون في صلواتهم آيات الثبات والصبر عند اللقاء، كقوله تعالى: «وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله»، ولكن عقولهم لا تعيها، وألسنتهم تنطق بما لا تفقه قلوبهم!

إن حُسن التوكل على الله ليس بالأمر الهيِّن على بعض المسلمين، كما أنه ليس مستحيلاً على بعضهم الآخر، وهم القلَّة التي أيقنت يقيناً بأن خالق الكون هو مسبِّب الأسباب، وهو وحده صاحب المشيئة، لذلك تراهم أكثر ثباتاً وصبراً وجلداً، حتى وإن خذلتهم كثرة المسلمين.

back to top