التاريخ شاهد... حرب مقدسة... نهاية العالم

نشر في 16-04-2025
آخر تحديث 15-04-2025 | 20:22
 د. محمد المقاطع

التاريخ لا يكذب، وهو خير شاهد على الحقائق والوقائع التي مرت على سجله لحقب تاريخية طويلة.

منذ عام 1948 والكيان الصهيوني المحتل يمارس كل صنوف القتل والإبادة الجماعية والتهجير بحق الفلسطينيين، وهو عام النكبة بكل ما فيها من مآسٍ وويلات وتهجير، وقد قيل للفلسطيني بعد أن ذاق صنوف القتل والتطهير العرقي والإبادة الجماعية على أيدي العصابات الصهيونية، فقط سيتم إبعادكم وترحيلكم عن مناطقكم مؤقتاً ثم تتم العودة! وتلك العودة لم تتم ولم يُسمح بها إطلاقاً منذ عام 1948 حتى 2025 أي منذ 77 عاماً!

وقد كان شعارهم أن فلسطين دولة بلا شعب، وهو ما يبرر أن يأتي لها شعب بلا دولة ليعيش فيها مغتصباً مستوطناً ومستعمراً (أي كياناً لقيطاً)، وقد تم ذلك!

لكن ما هو السبيل لأن تصبح فلسطين دولة بلا شعب؟! تلك هي الكذبة الواقعية والتدليس التاريخي! كان السبيل إلى ذلك هو التطهير العرقي والإبادة الجماعية والتهجير حتى تتحقق مقولة دولة بلا شعب!

وما فتئت العصابات الصهيونية تقتل وتبيد وتهجر أهل الـ 1948، حتى أكملت إجرامها الفاشي في عام 1967 فاحتلت القدس والضفة الغربية وغزة، لكنها لم تنجح في أن تكرر معها لعبتها الأولى رغم التدمير والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، حيث صمد الفلسطينيون في أرضهم، لكن بعد حرب 1973 توالت دعوات السلام للكيان الصهيوني مع الدول العربية، وقد تم ذلك لمصلحة الكيان لتأمين وجوده وحدوده!

ومنذ ذلك التاريخ سارع اليهود شيئاً فشيئاً إلى تهجير الفلسطينيين من القدس والضفة وغزة ومحاصرتهم وتكديسهم في رقعة جغرافية محدودة (مخيمات)، وزادت وتيرة قضم الأراضي وابتلاعها وإقامة المستوطنات عليها، خلافاً لاتفاقية أوسلو التي أقامت سلطة على ورق بلا أرض ولا كيان مستقل!

وما يحدث اليوم في غزة والضفة الغربية من إبادة جماعية وتطهير عرقي وتدمير للبيوت وتهجير قسري ما هو إلا استكمال لمخطط إفراغ الضفة وغزة من الفلسطينيين، لتتحقق مقولة دولة بلا شعب!

غير أن الصمود الأسطوري لأهل غزة والضفة واستمرار المقاومة وروحها التي لم تخبُ هما اللذان أفشلا صفقة القرن وأفشلا خطة الجنرالات وسيفشلان تهجير أهل غزة وكذلك الضفة، ولم يعد ترفاً للشعوب والأنظمة العربية أن تدعم صمود الفلسطينيين في غزة، بل صار ذلك فرض عين، من يتردد فيه أو يسوّفه فإنما يرتكب خطيئة يؤثّم عليها دينياً وسياسياً وقومياً!

إن الصهاينة في فلسطين يعيشون طقوساً تلمودية محرفة، لكنها مغروسة في نفوسهم! إنهم يقومون بحروب دينية مقدسة لتهيئة أرض القيامة في القدس وفلسطين استعداداً لعودة المسيح ليقودهم في تلك الحرب، والتي ستكون هي نهاية العالم، ومن ثم انتقال الناس من الدنيا للآخرة!! حرب دينية! حرب مقدسة ذلك هو ما يدرسه ويغرسه ويكرسه الكيان الصهيوني اللقيط في فلسطين! وهو سبب تعاطف المسيحيين الإنجيليين معهم ودعمهم لهم! وهو ما تمثله الإدارة الأميركية الراهنة وصقورها اليمينيون!

ولئن كانت للحرب المقدسة والمنطلقات الدينية حقائقها، فهي كذلك للإسلام والمسلمين الذين عليهم ألا يغيب عن ذهنهم المكانة المقدسة للقدس والمسجد الأقصى، مقر معراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وينبغي أن يكون دعم الفلسطينيين وصمودهم عقيدة وعملاً يكرسان ذلك، حتى يتحقق النصر وتحرير بيت المقدس بإذن الله، وما ذلك على الله ببعيد.

back to top