وجهة نظر: اضطرابات التجارة العالمية

نشر في 16-04-2025
آخر تحديث 15-04-2025 | 18:22
 حسان فوزي بيدس

شهد يوم الأربعاء الماضي وضعاً استثنائياً، مع إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية تؤثر على معظم دول العالم. هذا الإعلان يضع جميع الاتفاقيات التجارية المبرمة منذ الحرب العالمية الثانية موضع تساؤل.

كيف تفاعلت الأسواق؟

تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل حاد يوم الخميس عقب إعلان الرئيس ترامب تعريفات جمركية متبادلة شاملة تتراوح بين%10 و%49، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية قد تلقي بظلالها الثقيلة على الاقتصاد الأميركي. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشري داو جونز وستاندرد آند بورز 500 بأكثر من%2 و3% على التوالي، في وقت هبطت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بأكثر من%4.

وكانت الشركات ذات سلاسل الإمداد العالمية والاعتماد الكبير على الواردات الأكثر تضرراً. فعلى سبيل المثال وليس الحصر شركة آبل وحدها خسرت 250 مليار دولار. كما هبطت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 15 نقطة أساس لتصل إلى%4.0455، وحسب البيانات هذا يعتبر أكبر انخفاض يومي منذ 2 أغسطس، وأدنى مستوى منذ أكتوبر. من الملاحظ أن إعلان ترامب فرض تعريفات جمركية أساسية بنسبة%10 على جميع الواردات، وزيادات أكبر على شركاء تجاريين رئيسيين مثل%34 على الصين و%20 على الاتحاد الأوروبي.

يذكر أن هناك العديد من الدول التي تعتبر من الخاسرين ودول من الرابحين من إعلان ترامب للتعريفات الجمركية.

الخاسرون: تعريفات محددة على دول متعددة، بما في ذلك%20 على الاتحاد الأوروبي،%54 على الصين (إجمالي)،%26 على الهند،%32 على تايوان،%46 على فيتنام،%24 على اليابان، و%25 على كوريا الجنوبية.

الرابحون: المملكة المتحدة، حيث تم الاكتفاء بتعريفة%10 فقط. كما أن السلع المتوافقة مع اتفاقية USMCA القادمة من المكسيك وكندا ستظل معفاة من التعريفات الجديدة، وكذلك من تعريفات مرتبطة بالأدوية التي تحتوي على الفنتانيل، في حين ستستمر التعريفات المرتبطة بالمهاجرين والفنتانيل على المكسيك وكندا ما دامت الظروف قائمة.

يذكر أنه ستشمل التعريفات الجمركية على السيارات التي أعلنها ترامب بنسبة%25 ما يقرب من 600 مليار دولار من قطع غيار السيارات، وستمتد لتشمل جميع واردات الحواسيب، بما في ذلك الحواسيب المحمولة والمكتبية، التي بلغت قيمتها 138.5 مليار دولار في عام 2024.

كما ستوقع إدارة ترامب أمراً بإغلاق ثغرة «de minimis» التي تعفي الشحنات منخفضة القيمة من الرسوم الجمركية، حيث يدخل أكثر من%90 من الطرود القادمة إلى الولايات المتحدة من خلالها، وحوالي%60 منها مصدره الصين. هناك العديد من التساؤلات الكبرى حول مصير التجارة العالمية بشأن الزيادة في التعريفات الجمركية:

1. ردود فعل الدول المختلفة (الصين وعدت بالرد، والاتحاد الأوروبي كان يميل للرد في الأيام الماضية، وبعض الدول قد تختار عدم الرد للاستفادة من معاملة تفضيلية نسبية مثل المملكة المتحدة).

2. احتمال تغيّر موقف ترامب، أو تأجيل تنفيذ التعريفات الجمركية الجديدة، كما حدث مع بعض الصناعات التي كشفت عن مشاكل التعريفات (مثلاً شركات السيارات الأميركية الثلاث الكبرى حصلت على إعفاء لمدة شهر في مارس لقطع الغيار).

3. الأثر الاقتصادي لتلك الإجراءات على الأسواق الأميركية والأسواق العالمية إذا تم تنفيذها كما أُعلن عنها.

4. انعكاس ردود فعل الدول المتأثرة بالتعريفات الجمركية على اقتصاد دولها وعلى التجارة العالمية.

back to top