خامنئي يعطي دفعة للمفاوضات مع واشنطن
• الجولة الثانية تنعقد في مسقط وترامب يحذر من المماطلة
في خطوة تعطي دفعة ولو محدودة للمسار الدبلوماسي الناشئ من أجل تفادي صِدام عسكري مدمر يلوح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعرب المرشد الإيراني علي خامنئي عن دعمه للمحادثات التي تخوضها حكومته مع الولايات المتحدة، قائلاً إنه ليس متفائلاً بشكل مفرط ولا متشائماً بشكل مفرط، وأشار إلى أن الجولة الأولى من المحادثات التي استضافتها سلطنة عمان سارت «بشكل جيد».
وقال خامنئي، خلال استقبال عدد من المسؤولين الإيرانيين بمناسبة بداية العام الجديد في طهران، اليوم، إن «مفاوضات مسقط هي واحدة من عشرات الأعمال التي تقوم بها وزارة الخارجية. لا ينبغي لنا أن نربط مشاكل البلاد بهذه المفاوضات».
وأضاف: «نحن لا ننظر إلى هذه المفاوضات بتفاؤل مفرط ولا بتشاؤم مفرط. المفاوضات في نهاية المطاف خطوة تم اتخاذ القرار بشأنها وقد نُفّذت بشكل جيد في مراحلها الأولى»، وتابع: «نحن بالطبع متشائمون جداً بشأن الطرف الآخر، لكننا متفائلون بقدراتنا الذاتية».
وجاء دعم خامنئي الحذر بعد أن كشف مصدر مطلع لـ«الجريدة» أن رئيس الوفد الإيراني المفاوض عباس عراقجي طلب في تقرير أرسله إلى الرئيس مسعود بزشكيان دعم المرشد لجهود التفاهم، معرباً عن تخوفه من معارضة وعرقلة «دوائر المصالح الداخلية» التي استفادت من الأسواق الموازية جراء العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلده من قبل واشنطن.
وقبل تصريح المرشد بساعات أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية، إسماعيل بقائي، أن الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة ستعقد السبت المقبل في مسقط، بعد تقارير غير مؤكدة عن عقدها في روما، مع الاحتفاظ بوساطة سلطنة عمان. ووسط غياب لأي دور أوروبي بالملف الحساس، اكتفى المسؤول الإيراني بالإشارة إلى أن المشاورات بين الأطراف المعنية أفضت إلى عقد الاجتماع الثاني في مسقط بناء على رأي سلطنة عمان ولأسباب لوجستية رغم إعلان وزيري الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب والإيطالي أنتونيو تاياني أنها ستعقد في روما.
ترتيب وخطوط
وفي وقت تسعى السلطات الإيرانية إلى ترتيب أوراقها الداخلية والخارجية لاحتمال التوصل إلى تفاهم مع واشنطن، اطلع عراقجي ومساعده مجيد تخت، رئيس لجنة السياسة الخارجية بالبرلمان، على تفاصيل المفاوضات مع واشنطن، حيث اعتبر الأخير أن «التفاوض قرار صائب للنظام والفريق المفاوض ينفذ ذلك بحكمة ووعي».
في موازاة ذلك، أكد «الحرس الثوري» أن قدرات إيران العسكرية خط أحمر في المحادثات غير المباشرة مع الأميركيين حول برنامج طهران النووي.
وقال الناطق باسم المؤسسة العسكرية الموازية للقوات المسلحة علي محمد نائيني: «الأمن والدفاع الوطني والقوة العسكرية من الخطوط الحمر لجمهورية إيران، ولا يمكن مناقشتها في أي ظروف».
كما عقد مندوب إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا لقاء تشاورياً مع مبعوث روسيا عشية وصول رئيس الهيئة الدولية رفائيل غروسي إلى الجمهورية الإسلامية.
واشنطن تريد شمول الصواريخ بالتفتيش ونقل اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة
الصواريخ واليورانيوم المخصب
على الجهة المقابلة، رهن المبعوث الخاص للبيت الأبيض رئيس وفد التفاوض الأميركي ستيف ويتكوف فرص التوصل إلى أي اتفاق دبلوماسي مع إيران بالاعتماد على وضع تفاصيل التحقق من تخصيب اليورانيوم وبرامج الأسلحة النووية، بما في ذلك الصواريخ التي يمكنها حمل رؤوس حربية ذرية والأجهزة المخصصة لتفجير مثل تلك القنابل.
وقال ويتكوف، في تصريحات، ليل الاثنين - الثلاثاء، «سيتعلق الأمر في الأساس بالتحقق من برنامج التخصيب، ثم التحقق في نهاية المطاف من التسلح. ويشمل ذلك الصواريخ، ونوع الصواريخ التي خزنوها والأنظمة المرتبطة بتفعيل القنبلة الذرية».
وأضاف: «هذا ليس تهديداً مني، ولكنها الحقيقة، الرئيس يعني ما يقوله، وهو أنه لا يمكنهم الحصول على قنبلة نووية، الحوار مع الإيرانيين سيكون بشأن نقطتين مهمتين، الأولى هي التخصيب، لا يحتاجون إلى تخصيب بأكثر من درجة نقاء 3.67 في المئة، وفي بعض الحالات هم حالياً عند 60 في المئة، وفي نقاط أخرى 20 في المئة، وهذا لا يمكن أن يستمر».
وشدد على أن واشنطن ستحتاج إلى «نظام تحقق صارم جدا»، وقال: «لم يكن هناك الكثير من التحقق في السنوات الأخيرة التي سبقت إدارتنا. هذا الأمر يجب أن يتغير، وإذا تغيّر فسيكون لدينا أساس لحوار إيجابي، أما إذا لم يتغير فسنضطر إلى البحث عن بدائل، وهي لن تكون جيدة لأحد».
في هذه الأثناء، أفادت تقارير بأن واشنطن أثارت قضية مخزون اليورانيوم الإيراني المتكدس، وطرحت خطة لنقله إلى دولة ثالثة، وهو ما رفضه الجانب الإيراني، حيث يصر على ضرورة أن يبقى المخزون داخل طهران تحت إشراف صارم للوكالة الدولية بوصفه إجراء احترازيا في قيام أي إدارة أميركية بنقد الاتفاق المفترض على غرار ما قام به ترامب عام 2018 بشأن اتفاق 2015.
تحذير من المماطلة
وخلال استقباله رئيس السلفادور نجيب أبوكيلة، أمس، قال ترامب إن «إيران تريد التعامل معنا لكنها لا تعرف كيف تقوم بذلك»، ورأى أن المدة بين الاجتماعين في مسقط طويلة، مشيراً إلى أنه يعتقد أن الإيرانيين يماطلون لأنهم «اعتادوا التعامل مع أغبياء في هذا البلد».
وذكر أنه يريد أن تكون إيران دولة عظيمة وغنية، مشدداً على أن ما يقوم به مع طهران ليس من أجل واشنطن فقط بل «من أجل العالم»، داعيا إلى ضرورة التحرك سريعا في المفاوضات لأنهم قريبون جداً من امتلاك سلاح نووي. وبشأن إمكانية ضرب المواقع النووية الإيرانية، في حال فشل المفاوضات، قال ترامب إنه «بالطبع سيشمل ذلك».