شي يسعى في فيتنام الى تعديل موازين «دبلوماسية الخيزران» لمصلحة الصين
بدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ، من فيتنام أمس، جولة له في جنوب شرق آسيا تهدف إلى تعزيز علاقات بلاده التجارية مع الشركاء الإقليميين في خضم حرب جمركية مع واشنطن. ويسعى شي، في جولته التي تشمل ماليزيا وكمبوديا، إلى تعويض تداعيات الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المنتجات الصينية، وتقديم الصين كقوة نقيضة للولايات المتحدة بوصفها الشريك الموثوق والمستقر، خلافاً للولايات المتحدة التي أطلقت هجوماً تجارياً في كل الاتجاهات، من خلال فرض رسوم جمركية جديدة حتى على شركائها التجاريين الكبار.
وقال نجوين خاك جيانغ، زميل زائر في معهد دراسات جنوب شرق آسيا - يوسف إسحاق في سنغافورة، إن زيارة شي هذا الأسبوع تتيح للصين أن تظهر لجنوب شرق آسيا أنها «قوة عظمى مسؤولة، بطريقة تتناقض مع الطريقة التي تقدم بها الولايات المتحدة نفسها للعالم أجمع في عهد ترامب».
وقبل استقباله رسمياً من قبل تو لام، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي، شدد شي على أن «الحرب التجارية وحرب الرسوم الجمركية لن تسفرا عن أي فائز، والحمائية لا تؤدي إلى أي نتيجة».
وكتب شي في صحيفة «نان دان» الفيتنامية: «يجب على بلدينا أن يحافظا بحزم على النظام التجاري متعدد الأطراف، وعلى استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، وعلى بيئة انفتاح وتعاون دولية»، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الصينية الرسمية.
وجنوب شرق آسيا سوق أساسية للصادرات الصينية، فالعام الماضي كانت دول رابطة دول جنوب شرق آسيا الوجهة الرئيسية لها، مع سلع بقيمة 586.5 مليار دولار وفق بيانات الجمارك الصينية.
وقد يساعد تعزيز الروابط مع الدول المجاورة في جنوب شرق آسيا، بكين في مواجهة تداعيات الحملة التجارية التي تشنها الولايات المتحدة، أكبر مستورد للمنتجات الصينية في 2024.
وتعتمد فيتنام، التي يديرها حزب شيوعي على غرار الصين، منذ فترة طويلة «دبلوماسية الخيزران»، التي تقوم على المحافظة على علاقات جيدة مع بكين وواشنطن في آن. وتقيم بكين وهانوي علاقات اقتصادية وثيقة، لكن العلاقة تعاني من خلافات في بحر الصين الجنوبي في أرخبيل باراسيل.
واستفادت فيتنام بشكل كبير من العقوبات والتعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على الصين في ولايته الأولى، حيث انتقلت إليها من الصين العديد من الشركات العالمية، وخاصة الأميركية، لتفادي الرسوم.
ورغم هذا الدور المساند، عاقب ترامب فيتنام بفرض رسوم جمركية بنسبة 46 في المئة عليها. ويقول محللون إن شي سيسعى خلال زيارته إلى استغلال هجوم ترامب لتعديل التوازن في دبلوماسية الخيزران لمصلحة بكين.