في المرمى: مو مهم غادر ولا إنحاش

نشر في 15-04-2025
آخر تحديث 14-04-2025 | 18:41
 عبدالكريم الشمالي

بحسب الخبر المنشور أمس في «الجريدة»، فإن الاتحاد الكويتي لكرة القدم يبحث عن بديل عن مدرب المنتخب الوطني الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي الذي سيعود الأسبوع المقبل بعد أن كان قد غادر إلى بلاده لقضاء إجازة خاصة عقب نهاية مباراة منتخبنا الوطني أمام شقيقه العماني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 بالخسارة وانتهاء حلم التأهل عملياً. ورغم تصريح رئيس الاتحاد بعد انتشار الخبر في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بالإشارة إلى أن المدرب أبلغ مدير المنتخب شفهياً بمغادرته فإن ذلك لم يخفف من وقع الأمر وحالة الاستغراب المصحوبة بالغضب لدى الشارع الرياضي.

وسواء كان بيتزي حصل على إذن من مجلس الإدارة أو غادر دون مقدمات أو حتى «إنحاش» وضرب بكل الأعراف واللوائح عرض الحائط، فهذا ليس هو المهم، بل الأهم هو حال كرتنا الضائع منذ زمن طويل دون حلول. وللمرة الألف بعد المليون نعيد ونكرر أن المشكلة ليست في شخص المدرب أو شخصيته وإمكاناته أو قدرته «ولا في اللاعبين والموهبة والقدرات وما إذا كانت موجودة أم لا، ولا هي في مجلس إدارة هذا الاتحاد أو غيره ممن سبقه أو سيأتي بعده مع الاحترام لكل الأشخاص»، دون الأسماء، «فهي في مكان آخر أبعد من ذلك بكثير، وهي ليست وليدة اللحظة، ولن تنتهي بخسارة مباراة أو ربحها أو التأهل لبطولة ما من عدمه، فما نحتاجه هو أكبر وأكبر.

و لا أدري ما إذا كانت تمت الإشارة إلى ما سبق أن تناولناه في أكثر من مناسبة والكثيرون غيري كذلك، لكن لا بأس أن نذكر ونؤكد أن ما نعانيه هو الغياب الحقيقي لمشروع الدولة الجاد بشأن الرياضة، وكرة القدم جزء أساسي منها ولن يكتمل المشروع إلا عبر الاهتمام والإيمان الكامل به من رأس الهرم، أي مجلس الوزراء الذي يهيمن على سياسات الدولة، وليس عبر وزير أو مسؤول يحاول أن يعمل وفق ما تتيح له الظروف أو المواءمات. باختصار، المطلوب من الدولة لتبني مشروع لتطوير الرياضة يتمثل في:

1 - رؤية واضحة واستراتيجية طويلة المدى لتطوير الرياضة بكل مستوياتها (المدرسية، والجماهيرية، والاحترافية).

2 - استثمار جاد في البنية التحتية الرياضية من ملاعب، وصالات، ومراكز تدريب، وأكاديميات.

3 - دعم مالي منتظم وشفاف للاتحادات والأندية، مع رقابة على الأداء والنتائج.

4 - سن قوانين وتشريعات تشجع على الاستثمار في القطاع الرياضي وتحمي حقوق الرياضيين.

5 - تأهيل وتطوير الكفاءات الوطنية من مدربين، وإداريين، وحكام.

6 - الاهتمام بالرياضة المدرسية والجامعية كنواة لصناعة الأبطال.

7 - تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لدعم وتمويل المبادرات والبطولات.

8 - ضمان عدالة الفرص والمساواة بين الجنسين، وبين الرياضات المختلفة.

بنلتي

لا يمكننا إنكار أن حديث بعض المسؤولين عن دعم الرياضة يحمل من الحماسة ما يكفي لإيقاد شعلة الأولمبياد على الورق فقط! فكلما سمعنا وعوداً عن «خطة استراتيجية»، تبين لاحقاً أنها مجرد جدول اجتماعات مؤجلة. وكلما أعلنوا عن «دعم غير مسبوق»، وجدنا أن الدعم مخصص لتجديد المكاتب لا الملاعب، أما تطوير الرياضة فغالباً ما يبدأ وينتهي في مؤتمر صحافي مليء بالتصفيق والتصريحات الطموحة، قبل أن تختفي الخطة كما تختفي مشاركة فرقنا ومنتخباتنا من الأدوار التمهيدية.

باختصار، إذا كانت الرياضة في دول العالم تُبنى بالأفعال، فهنا تُبنى... بالتصريحات الرنانة وتغريدات العلاقات العامة.

back to top