ترامب يتخذ قراراً وشيكاً بشأن إيران
• عقوبات أوروبية جديدة على طهران وعراقجي يجري مشاورات في موسكو
قبيل جولة ثانية من المحادثات التي تخوضها الولايات المتحدة وإيران بوساطة عُمانية من أجل التوصل إلى تفاهم دبلوماسي، قالت مصادر لـ«الجريدة» إنه قد يكون مرحلياً لمعالجة الخلافات المتشعبة بين الجانبين بهدف تفادي اندلاع مواجهة عسكرية، صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يتوقع اتخاذ قرار بشأن طهران على نحو سريع جداً.
وقال ترامب، على متن طائرته الرئاسية، أمس، إنه اجتمع مع مستشاريه بشأن إيران، ويتوقع اتخاذ قرار سريعاً.
وفي وقت لم يعط الرئيس، الذي سبق أن هدد بقصف طهران في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق يعالج المخاوف بشأن برنامجها النووي، جدد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث تأكيد واشنطن أنها تأمل في حل دبلوماسي لمنع الجمهورية الإسلامية من تطوير سلاح نووي، لكنه حذر من أنه في حال تعذر ذلك، فإن الجيش مستعد لضرب العمق الإيراني وبقوة.
وقال هيغسيث، إن ترامب يأمل ألا يضطر للجوء إلى الخيار العسكري، لكنه سيفعل ما يلزم لمنع إيران من حيازة قنبلة نووية، مضيفاً أنه من المؤكد أن إسرائيل ستشارك بشكل كبير في عمل عسكري وستقوده.
غرفة واحدة
في غضون ذلك، أفادت وكالة «بلومبرغ» بأن روما قد تستضيف الجولة الثانية من المباحثات بين إيران والولايات المتحدة السبت المقبل، تزامناً مع زيارة يجريها نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس للعاصمة الإيطالية.
وبينما لم يتضح ما إذا كان سيلعب فانس دوراً مباشراً في المفاوضات، التي يتوقع أن تتم بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين بحضور الوسيط العماني، لكن في غرفة واحدة لا في غرفتين منفصلتين كما كان الحال في مسقط، اشتكت منصات دبلوماسية أوروبية من تغييب واشنطن لـ «الترويكا الأوروبية»، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، التي شاركت في الاتفاق الدولي المبرم عام 2015 بصيغة «5+1» مع طهران.
جاء ذلك بعد أن ذكر موقع «أكسيوس» أن إدارة ترامب راضية عن الجولة الأولى من المباحثات، لأنها سارت وفق الخطة الموضوعة، وحققت هدفها بتغيير شكل المحادثات من غير مباشرة (عبر وسطاء) إلى مباشرة، مع حوار مباشر بين المسؤولين من الجانبين، حيث يريد البيت الأبيض أن يحتفظ بنفس الصيغة من المحادثات في روما.
ونقل الموقع الأميركي عن مصادر، أن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف امتد نحو 45 دقيقة تقريباً، بعد جلسة تبادل آراء عبر الوسيط العماني بين وفدي البلدين.
ووصفت مصادر المحادثات، التي كانت أعلى مستوى من الاتصال بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين خلال السنوات الثماني الماضية، بأنها «جوهرية وجادة وممتازة».
وأوضحت المصادر أن إدارة ترامب تسعى إلى تخفيض مخزون إيران من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 في المئة بعد أن وصلت إلى ما يكفي لصنع 6 قنابل نووية، مشيرة إلى أن طهران مازالت متشككة بسبب انسحاب ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وتصر على رفع العقوبات المفروضة عليها مع أخذ ضمانات بعدم تكرارها مستقبلاً.
الجولة الثانية من المفاوضات الأميركية ــ الإيرانية قد تُعقد في روما بغرفة واحدة
تهدئة وتنسيق
وفي إشارة تهدئة إيرانية بعد تهديد بطرد المفتشين الدوليين، أعلنت السلطات الإيرانية أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي سيزور طهران غداً الأربعاء، حيث أكد المسؤول الدولي أن زيارته تهدف لمناقشة التعاون بشأن برنامج إيران النووي، مؤكداً الحاجة الماسة إلى إيجاد حلول دبلوماسية.
وفي تحرك موازٍ، يقوم وزير الخارجية الإيراني بزيارة إلى روسيا، قبل ترؤسه وفد بلاده بالجولة الثانية من المفاوضات مع الأميركيين، بهدف التنسيق بشأن تقدم المباحثات وأي خطوات مستقبلية حول برنامج بلاده النووي الذي يحظى برعاية من روسيا والصين.
إلى ذلك، أعلن وزراء خارجية «الاتحاد الأوروبي» أمس فرض عقوبات على 9 أفراد ومنظمات إيرانية على خلفية «احتجاز مواطنين أوروبيين لأسباب واهية ومن أجل تحقيق مكاسب سياسية».
تل أبيب الغاضبة
ومع تسريع واشنطن خطواتها باتجاه التوصل إلى تفاهم دبلوماسي تقول إنه ضروري لتفادي نشوب مواجهة عسكرية مع طهران، أطلع مبعوث البيت الأبيض وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، على المباحثات التي أجراها مع الإيرانيين.
وأفادت أوساط عبرية بأن التقارير التي وصلت حتى الآن تثير قلق إسرائيل، خصوصاً تلك التي تقول إن ويتكوف قدّم للإيرانيين مسودة اتفاق لا تتضمن تفكيك البرنامج النووي الإيراني وفقاً للنموذج الليبي، الذي ترى حكومة بنيامين نتنياهو أنه النموذج الصحيح، ساد انطباع في تل أبيب أنه إذا تم توقيع اتفاق، فمن المرجح أن يكون سيئاً جداً.
عراقجي يطلع اليحيا على موقف إيران من المفاوضات ويشكر الكويت
اتصال مع الكويت
في السياق، أجرى وزير الخارجية الإيراني أمس الأول اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية عبدالله اليحيا تناول التطورات في المنطقة.
وقالت وكالة «ارنا» الايرانية للأنباء، إن عراقجي شرح خلال الاتصال وجهة نظر إيران بشأن مفاوضات مسقط، وشكر الكويت على موقفها الداعم وترحيبها بانعقاد الجولة الأولى من المحادثات.
وأشارت «إرنا» إلى أن اليحيا أعرب عن أمله أن تصل هذه المفاوضات إلى النتيجة المرجوة.
ودعت الخارجية الإيرانية واشنطن إلى معالجة ما وصفته بـ«التناقضات» في تصريحات مسؤوليها بشأن المفاوضات التي أكدت أن إطارها غير المباشر لم يتغير، في حين اكتفت طهران بنفي التقرير الأميركي عن اللقاء الطويل بين عراقجي وويتكوف عبر مصدر تحدث إلى وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري».
وقال المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي: «من أسباب إجراء المفاوضات غير المباشرة هو أنه لا يمكن الجمع بين سياسة الضغط والمفاوضات في آنٍ واحد، فهذا النهج غير مقبول»، مشدداً على أن «المفاوضات المباشرة لا تعد مفيدة وهي غير مقبولة بالنسبة لإيران». وأضاف: «فيما يتعلق بمحادثات مسقط، فقد كانت هذه الجولة الأولى من المفاوضات، وقد عبّر كل طرف عن أطره المرجعية. موقفنا من الملف النووي واضح، وقد استُخدم ذريعة لخلق الأزمات طوال العقدين الماضيين. أما قضيتنا الأساسية فهي رفع العقوبات الجائرة التي فُرضت على إيران على مدى العقود الماضية، وقد طرحنا هذا المطلب بجدية وسنواصل متابعته».