إيران: مؤيدو التفاوض متوجسون من خطر مجموعات النفوذ الاقتصادي

• عراقجي يطالب بدعم قوي وواضح من خامنئي ومصدوم من مرونة ويتكوف

نشر في 14-04-2025
آخر تحديث 13-04-2025 | 20:42
وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي مصافحاً المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف في مسقط أمس الأول (إكس)
وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي مصافحاً المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف في مسقط أمس الأول (إكس)

تلقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، صباح أمس، تقريراً من وزير خارجيته عباس عراقجي حول نتائج الجولة الأولى من المفاوضات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي عقدت في مسقط أمس الأول بوساطة عُمانية.

وكشف مصدر في مكتب بزشكيان لـ «الجريدة»، أن عراقجي كتب في تقريره أنه لم يشهد طوال مسيرته الدبلوماسية، التي تخللتها مشاركته في المفاوضات التي أفضت إلى الاتفاق النووي لعام 2015، مستوى الجدية والانفتاح الذي أبداه المبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف خلال حوار مسقط، وبالتالي فإن إيران أمام فرصة لا يجب تفويتها، ولابد من بذل كل الجهود لإقناع المرشد علي خامنئي بأنه آن الأوان لوضع الخلافات جانباً، وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة.

وبحسب التقرير، الذي أبلغ المصدر «الجريدة» أهم النقاط التي وردت فيه، فإن عراقجي لم يكن بحاجة خلال المفاوضات غير المباشرة مع ويتكوف، إلى إقناع الأخير بأن هناك فارقاً بين البرنامج النووي السلمي والعسكري، لأن المفاوض الأميركي قال إن بلاده لا تمانع امتلاك طهران برنامجاً نووياً سلمياً، ما دامت هناك آلية موثوقة وقابلة للتحقق من سلميته.

اقرأ أيضا

وعلى خلاف السابق، لم يصرّ الوفد الأميركي على ضرورة أن توقف إيران برامجها الدفاعية بما في ذلك برنامجها الصاروخي، مادامت الصواريخ ليست مصممة لحمل رؤوس نووية، لكن لابد أن تتأكد واشنطن أن طهران لن تستخدم هذه الأسلحة ضدها أو ضد إسرائيل، ولن تمررها لجماعات إقليمية غير منضبطة.

وتجاوز الوفد الأميركي مسألة الحديث عن نفوذ طهران الإقليمي، طالما بُني هذا النفوذ عبر الوسائل السياسية، وفي إطار التعاون بين الحكومات، لا من خلال تمويل الميليشيات وتسليحها.

ووفق التقرير، فإن عراقجي استنتج من كلام ويتكوف أن إدارة ترامب مستعدة لغض النظر عن الكثير من المواضيع الخلافية السابقة، إذا أعادت إيران ترتيب علاقاتها مع الولايات المتحدة وأوقفت سياستها العدائية ضدها وضد تل أبيب.

وأشار عراقجي في تقريره إلى أن ويتكوف طلب أيضاً أن تنتهي المفاوضات بلقاء الرئيسين الإيراني والأميركي، وتوقيع الاتفاقية على مستوى الرؤساء وتصديقها لتصبح معاهدة.

وبحسب تقديرات الوزير الإيراني، فإن المشكلة الأساسية حالياً هي كيفية مواجهة مجموعات النفوذ التي تجذّرت في اقتصاد بلاده، خصوصاً أن دخول الشركات الأميركية للأسواق المحلية سيتطلب دعماً قوياً وواضحاً من خامنئي، ومن دون هذا الدعم فإن الحكومة ستكون عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها للأميركيين.

جاء ذلك في وقت تجاهل خامنئي، في كلمة أمس، الإشارة إلى انطلاق المباحثات، داعياً القوات المسلحة إلى تعزيز الاستعدادات القصوى، واليقظة الشاملة في مواجهة «أي عدوان خارجي»، والعمل على تطوير كل الأسلحة.

غير أن تجاهل المرشد لم يُخفِ احتفاءً إيرانياً رسمياً وشعبياً على عدة مستويات بالأجواء التي شهدتها مباحثات مسقط، إذ ارتفع سعر صرف الريال الإيراني أمام الدولار لليوم الثاني على التوالي، في حين أكدت الخارجية أن الجولة المقبلة ستُعقَد عبر وساطة عُمان مع إمكانية تغيير المكان، حيث أفيد باحتمال انتقالها إلى فيينا أو جنيف.

على الجهة المقابلة، وصف ترامب المحادثات بأنها تتقدم بشكل جيد، في حين ذكرت شبكة «إن بي سي» الأميركية، أن إيران والولايات المتحدة ستوقعان بعض الوثائق الأسبوع المقبل.

وكانت «الجريدة» كشفت عن عرض إيراني لتوقيع اتفاق مؤقت حتى يتم التوصل إلى اتفاق شامل.

في غضون ذلك، أعربت عدة دول في مقدمتها الكويت، والسعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن عن ترحيبها باستضافة عُمان الجولة الأولى للمحادثات الرامية لتفادي الصدام العسكري، والتوصل إلى اتفاق دبلوماسي بين العدوين اللدودين.

back to top