عبداللطيف الصالح أعاد الزمن بالحضور!

نشر في 13-04-2025
آخر تحديث 12-04-2025 | 18:02
 حسين محمد

في ليلة فنية استثنائية، وتحديداً بمسرح مركز عبدالله السالم الثقافي، حضرت عرضاً مسرحياً غير تقليدي بعنوان «الخدع البصرية- مو ساحر» للمبدع عبداللطيف الصالح، حيث قدَّم للجمهور تجربة فريدة تقوم على الارتجال والتفاعل المباشر، مُتجاوزاً بذلك القوالب المسرحية التقليدية، ومُخترقاً الحاجز الرابع على منهج مسرح بريخت.

فقد جعل المشاهدين يشاركون في سير الأحداث، ويتحوَّلون إلى جزء من التجربة المسرحية، لا مجرَّد متفرجين. لاحظت علامة رمزية على التيشيرت الذي يرتديه، وهو يحمل رقم 1785. تفاصيل كثيرة معقدة تحتاج إلى تركيز من المتفرج. ما شاهدته كان فوق توقعاتي، فعبداللطيف الصالح خدع المتفرجين، بثوانٍ اختفى من المسرح، ليظهر واقفاً أعلى مقاعد الجمهور!

تمكَّن الصالح من تقديم مشاهد آنية تعتمد على التفاعل مع الجمهور، مما أضفى على العرض طابعاً عفوياً وحيوياً، وعزَّز عنصر المفاجأة، وهو ما جعل كل لحظة على خشبة المسرح غير متوقعة ومليئة بالإبداع.

لم يقتصر الصالح على تقديم عرض ترفيهي فقط، بل نقل تجربة فنية تحمل أبعاداً فكرية وتفاعلية، مُستلهماً أسلوب بريخت المسرحي، الذي يسعى إلى كسر الإيهام في المسرح، ودفع الجمهور للتفكير في المحتوى، بدلاً من مجرَّد الاندماج العاطفي مع الأحداث.

هذا التوجه جعل من «الخدع البصرية» تجربة غير تقليدية، حيث خرج الجمهور من القاعة مُحمَّلاً بأسئلة وتأملات، وليس مجرَّد انطباعات سطحية.

ختاماً... أثبت بوحمد (عبداللطيف الصالح) أن المسرح لا يزال قادراً على التجديد والإبهار، خصوصاً عندما يُقدَّم بحرفية وإبداع، كما رأينا في هذه الليلة المسرحية، التي تحمل خدعاً وأهدافاً وعِبراً مشتتة تحتاج إلى تركيز من المتفرج.

الصالح أعطى الخشبة حياة وروحاً. وبغض النظر عن السينوغرافيا وعناصر العرض المسرحي المتكاملة، فإن عبداللطيف استمر بالكويتي «ادري الدرب صعب، بس لا توقف».

back to top