إسرائيل تسعى لمحو رفح: هدم كل المباني ومنع العودة

• إندونيسيا تعرض إيواء غزيين «مؤقتاً»

نشر في 10-04-2025
آخر تحديث 09-04-2025 | 21:51
مبنى دمرته الضربة الإسرائيلية في حي الشجاعية أمس
مبنى دمرته الضربة الإسرائيلية في حي الشجاعية أمس

مع استمرار المجازر في شمال غزة ووسطها لليوم الـ24، يعكف جيش الاحتلال الإسرائيلي حالياً على هدم جميع المباني بمدينة رفح الحدودية مع مصر تمهيداً لتحويلها إلى جيب محاصر بالكامل داخل المنطقة العازلة الواقعة تحت سيطرته، وبالتالي فصل القطاع عن أي نقطة برية مع العالم الخارجي، في وقت عرضت إندونيسيا مبادرة إنسانية لاستضافة نحو ألف فلسطيني متضررين من الحرب مؤقتاً حتى يصبح الوضع آمناً.

وفي خطوة ذات أبعاد متعددة، نقلت صحيفة «هآرتس» أمس، عن مصادر أن الجيش يستعد لتحويل رفح إلى جزء من المنطقة العازلة، وأنه لن يسمح للسكان بالعودة، ويبحث حالياً هدم جميع مباني المدينة والأحياء المحيطة بها.

وأشارت الصحيفة إلى أن المنطقة الواقعة بين محور فيلادلفيا جنوباً ومحور موراغ شمالاً تمثل نحو خمس مساحة القطاع وكان يقطنها نحو 200 ألف فلسطيني قبل الحرب، لكنها أصبحت شبه مهجورة في الأسابيع الأخيرة بعد الدمار الواسع الذي ألحقه بها الجيش الإسرائيلي الذي طالب مَن تبقى فيها من السكان بالمغادرة.

وذكرت الصحيفة أن توسيع المنطقة العازلة إلى هذا الحدّ ينطوي على تداعيات بالغة، ليس فقط لأنه يضم مساحة واسعة من القطاع، بل لأنه سيحوّل غزة فعلياً إلى جيب داخل أراضٍ محتلة ويعزله عن الحدود المصرية.

ونقلت المصادر أن تركيز الجيش الإسرائيلي على رفح لأنه يعتقد أن قيادة «حماس» ربما تتواجد في هذه المنطقة البالغ مساحتها نحو 75 كلم وتشكل خُمس القطاع، وعزلها سيحولها إلى جيب داخل إسرائيل، ويبعدها كلياً عن الحدود المصرية.

وبحسب «هآرتس»، فإن الاحتلال امتنع منذ بداية الحرب عن إدخال مدن بكاملها إلى «المنطقة العازلة» التي كانت تشمل مناطق على طول حدود القطاع مع إسرائيل، لكن القرار بتحويل رفح إلى «منطقة عازلة» جاء في أعقاب استئناف الحرب في 18 مارس الماضي وتهديد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأخذ مناطق كبيرة.

ويوسع الجيش الإسرائيلي حالياً «محور موراغ» من خلال تدمير المباني على طوله، وسيكون عرضه مئات الأمتار وحتى أكثر من كيلومتر في مواقع معينة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطة ليست محصورة في رفح فقط، وأن الجيش يستولي على مواقع في «المناطق العازلة» على طول حدود غزة مع إسرائيل، «كخطوة مسبقة».

وهاجم الجيش الإسرائيلي أمس أكثر من 45 هدفاً في أنحاء غزة، مؤكداً أنه دمر في رفح عشرات الأسلحة والبنى التحتية التي تشمل تدمير فتحة لأحد الأنفاق، ومخزن لقذائف الهاون.

وقتل 26 فلسطينياً على الأقل بينهم أطفال ونساء، أمس، بغارة جوية استهدفت مربعاً سكنياً في حي الشجاعية بمدينة غزة. وادعى جيش الاحتلال أنه استهدف «قيادياً كبيراً من حركة حماس كان مسؤولاً عن تخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية من المنطقة».

إلى ذلك، أعلن الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو أنه سيقدم مأوى مؤقتاً للجرحى والأطفال الفلسطينيين الذين تيتموا بسبب عدوان إسرائيل على غزة، مبيناً أنه أمر وزير خارجيته بمناقشة خطط الإجلاء مع السلطات الفلسطينية على الفور.

وقال سوبيانتو، قبل توجهه إلى أبوظبي في إطار جولة تستغرق أسبوعاً وتشمل تركيا ومصر وقطر والأردن، «نحن مستعدون لإرسال طائرات لإجلاء دفعة أولى تضم نحو ألف ضحية، وسيبقون في إندونيسيا حتى يتعافوا تماماً من إصاباتهم ويصبح قطاع غزة آمناً بما يكفي للعودة إليه».

وتابع سوبيانتو أن هذه الخطوة ليست لإعادة توطينهم بشكل دائم وأنه سيتشاور بشأن عمليات الإجلاء المخطط لها مع تلك الدول، التي استقبل بعضها أيضاً فلسطينيين لأسباب إنسانية.

وبحث وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي في اتصال مع المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، جهود تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وضمان بدء المرحلة الثانية من الاتفاق.

back to top