تحذير سياسي للجمهوريين
يواجه الحزب الجمهوري تحذيرات سياسية، بعد أول اختبار انتخابي له في ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية. فبالرغم من نجاح الجمهوريين في توسيع أغلبيتهم الضيقة في مجلس النواب الأميركي، فإن تراجع هامش فوزهم مقارنة بانتخابات نوفمبر يُثير القلق.
وفي ويسكونسن، خسرت المرشحة الجمهورية براد شيميل أمام الديموقراطية سوزان كروفورد بفارق 10 نقاط، رغم إنفاق الجمهوريين 53.4 مليون دولار، مقابل 45.2 مليوناً للديموقراطيين. يشير ذلك إلى أن الديموقراطيين أكثر حماساً من الجمهوريين، وهو ما قد يمنحهم ميزة في الانتخابات القادمة.
وقد يؤدي تكرار ترامب لخطأ بايدن في الترويج لسياسات اقتصادية غير شعبية إلى خسائر كبيرة للجمهوريين. فقد أصر بايدن على نجاح «بايدنوميكس»، فيما شعر الأميركيون بآثار التضخم وارتفاع الأسعار. الآن، يواجه ترامب خطراً مماثلاً، بسبب سياساته التجارية المعتمدة على التعريفات الجمركية.
ويخطط ترامب الآن لفرض تعريفات جديدة، قد تكون موجهة لزيادة الإيرادات أو إعادة توطين الوظائف، لكن مستشاره الاقتصادي بيتر نافارو يدَّعي أن التعريفات ستُدر 600 مليار دولار سنوياً، وهو تقدير غير واقعي. ومن غير المؤكد أن تؤدي التعريفات إلى خلق وظائف، إذ سبق أن أدَّت تعريفات ترامب في ولايته الأولى إلى خسارة وظائف صناعية أكثر مما أوجدت.
ووفقاً لاستطلاع CBS News، يعتقد 64 في المئة من الأميركيين أن ترامب لا يركز بما يكفي على خفض الأسعار، فيما يرى 55 في المئة أنه يركز أكثر من اللازم على رفع التعريفات. كما يعتقد 52 في المئة أن سياساته ترفع أسعار المواد الغذائية، و51 في المئة أنها تؤدي إلى انخفاض سوق الأسهم.
ويدرك الناخبون أن التعريفات تعني ضرائب غير مباشرة سيدفعونها على المنتجات المستوردة، مما قد يزيد الضغط على الجمهوريين في الانتخابات المقبلة. كما أن فرض تعريفات انتقامية من الدول الأخرى قد يضر بالمزارعين الأميركيين، وهم جزء رئيسي من قاعدة ترامب الانتخابية.
وترامب بارع في التسويق، لكن الناخبين لن يقتنعوا بسياساته إذا أدَّت إلى تباطؤ اقتصادي أو ركود. وإذا استمرت المشاكل الاقتصادية، فقد يكون الأسبوع الماضي مجرَّد بداية لسلسلة من الخسائر الانتخابية للجمهوريين.
وأخيراً، فإن الجمهوريين يواجهون أزمة سياسية واقتصادية حقيقية، فإذا لم يجدوا حلولاً اقتصادية فاعلة، فقد يخسرون تأييد الناخبين، مما يجعل الانتخابات القادمة تحدياً صعباً لهم.
كارل روف
* محلل سياسي في فوكس نيوز، ونيوزويك، وصحيفة وول ستريت جورنال وشغل منصب المستشار الأول ونائب رئيس موظفي البيت الأبيض خلال إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش