ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين
• إذا لم تسحب بكين رسومها المضادة على الولايات المتحدة
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، إنه سيفرض رسوما جمركية إضافية بنسبة 50 في المئة على الصين إذا لم تسحب بكين رسومها المضادة على الولايات المتحدة.
وأضاف ترامب في منشور على منصة تروث سوشال «بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنهاء جميع المحادثات مع الصين بشأن الاجتماعات التي طلبتها معنا! ستبدأ أيضا على الفور مفاوضات مع الدول الأخرى التي طلبت عقد اجتماعات».
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنّ بلاده ستحقّق خلال فترة قصيرة أرباحاً كبيرة تصل قيمتها إلى تريليون دولار، وذلك بفضل الرسوم الجمركية التي فرضها أخيرا.
وقال ترامب، للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: «سنجني أكثر من تريليون دولار خلال الفترة القصيرة المقبلة من خلال الرسوم الجمركية التي فرضتها بالفعل، والتي أصبحت قيد التطبيق. الآن ما الذي سيحدث للسوق؟ لا أستطيع الجزم بذلك، لكن يُمكنني الجزم بأنّ بلدنا أصبح أقوى بكثير»، لافتا إلى أنه لا جدوى من الحديث مع قادة الدول ما لم يدفعوا للولايات المتّحدة مبالغ طائلة سنويّاً.
وتابع: «أريد حلّ مشكلة العجز التجاري التي نواجهها مع الصّين والاتّحاد الأوروبي ودول أخرى. وسيتعيّن عليهم القيام بذلك. وإذا أرادوا التحدّث في هذا الشأن، فأنا منفتح على الحديث».
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه أجرى محادثات مع عدد من الزعماء في أوروبا وآسيا خلال الأيام الماضية، لبحث قضية الرسوم الجمركية، مؤكدا أن المشاورات مستمرة، لكنه لم يلمح إلى أي تراجع أو تعديل في قراراته التجارية الأخيرة.
ووجّه، اليوم، تحذيرا للحكومات الأجنبية، مؤكدا أنها ستضطر إلى دفع «مبالغ طائلة» لتجنب الرسوم الجمركية الشاملة.
ووصف هذه الرسوم بـ «الدواء»، مما تسبب في المزيد من الاضطرابات في الأسواق المالية العالمية، وفقا لـ«رويترز».
وقال إن أميركا تجني مليارات الدولارات أسبوعيا بسبب الرسوم الجمركية.
وأضاف أن الصين التي تنهار أسواقها رفعت للتو رسومها الجمركية إلى%34، موضحاً أنها كسبت ما يكفي خلال عقود من الزمن عبر استغلال أميركا.
وذكر ان أسعار المواد الغذائية انخفضت ولا يوجد تضخم، ويجب على بنك الاحتياطي الفدرالي خفض أسعار الفائدة.
وسجلت الأسهم الآسيوية خسائر فادحة في التعاملات المبكرة، وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل حاد، في ظل مخاوف المستثمرين من أن تؤدي رسوم ترامب الجمركية إلى ارتفاع الأسعار، وتراجع الطلب، وانخفاض الثقة، وربما حدوث ركود عالمي.
وفي تصريحاته للصحافيين، أعرب ترامب عن عدم قلقه من الخسائر التي أفقدت أسواق الأسهم حول العالم تريليونات الدولارات من قيمتها.
وقال لدى عودته من عطلة قضاها في فلوريدا: «لا أريد أن ينخفض أي شيء، لكن في بعض الأحيان، عليك أن تتناول الدواء لإصلاح شيء ما».
وذكر أنه تحدث خلال عطلته مع زعماء من أوروبا وآسيا، والذين يأملون إقناعه بتخفيض الرسوم الجمركية بنسبة تصل إلى%50، والمقرر دخولها حيز التنفيذ هذا الأسبوع.
أكد «انهم يأتون إلى طاولة المفاوضات، ويريدون التحدث، لكن لن يكون هناك أي حوار ما لم يدفعوا لنا مبالغ طائلة سنويا».
وكان إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية الأسبوع الماضي قد أربك الاقتصاد العالمي، ودفع الصين إلى فرض رسوم مضادة، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية وحدوث ركود اقتصادي.
ويجد المستثمرون والقادة السياسيون صعوبة في تحديد ما إذا كانت هذه الرسوم ستظل قائمة ضمن نظام دائم جديد، أم أنها مجرد تكتيك تفاوضي للحصول على تنازلات من دول أخرى.
وسعى كبار مستشاري ترامب الاقتصاديين إلى تقديم الرسوم الجمركية باعتبارها إعادة تموضع استراتيجية للولايات المتحدة ضمن النظام التجاري العالمي.
وقال وزير الخزانة، سكوت بيسنت، إن أكثر من 50 دولة بدأت مفاوضات مع الولايات المتحدة منذ الإعلان يوم الأربعاء الماضي.
من جهته، صرّح وزير التجارة، هوارد لوتنيك، لقناة (CBS) بأن الرسوم الجمركية ستظل سارية «أياما وأسابيع».
وعقد وزراء تجارة الاتحاد الأوروبي اجتماعا في لوكسمبورغ في وقت لاحق اليوم، لبحث استراتيجية لإقناع الرئيس ترامب بالتراجع عن الرسوم الجمركية الجديدة المفروضة على التكتل.
وناقش الوزراء أيضا فرض رسوم جمركية مماثلة، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير انتقامية أخرى، في حال فشلت جهود التفاوض في التوصل إلى تسوية مع واشنطن، وفق وكالة الأنباء الألمانية
وقال الاتحاد الأوروبي: «لدينا أوراق للضغط على أميركا للرد على رسوم ترامب»، مؤكدا أن «الرد سيكون موحدا ومتناسبا».
«الأوروبي»: ندرس تدابير انتقامية ولدينا أوراق للضغط على أميركا
وكانت الحكومة الأميركية قد فرضت، السبت الماضي، رسوما جمركية شاملة بحد أدنى%10 على الواردات من معظم شركائها التجاريين، وذلك بعد إعلان ترامب عنها في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
ومن المقرر تطبيق رسوم أعلى بكثير على بعض الدول، حسب حجم العجز التجاري معها. وتواجه صادرات دول «الأوروبي» إلى الولايات المتحدة رسوما جمركية جديدة بنسبة 20 في المئة اعتبارا من يوم الأربعاء.
ومثل ألمانيا في الاجتماع وزير الاقتصاد المنتهية ولايته، روبرت هابيك، الذي يشارك العديد من نظرائه الأوروبيين القلق من أن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب قد تُحدث عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.
ويقول ترامب إن هدفه هو مواجهة ما يصفه باختلالات تجارية، مع تشجيع الشركات على التصنيع بلاده. كما يسعى إلى توفير تمويل لتخفيضات ضريبية واسعة، وهي أحد الوعود الرئيسية في حملته الانتخابية.
ويحاول «الأوروبي» منذ سنوات إقناع الصين بإنهاء ممارسات تجارية، من بينها تقديم إعانات يعتبرها التكتل تشوّه المنافسة.
وتجاوزت الصادرات الصينية إلى الاتحاد نظيرتها الأوروبية إلى الصين بفارق 304.5 مليارات يورو (نحو 333.5 مليار دولار) خلال العام الماضي.
في المقابل، سجّل «الاتحاد» فائضا كبيرا بلغ 198.2 مليار يورو في تجارة السلع مع الولايات المتحدة خلال عام 2024.
وبلغت قيمة صادرات «الأوروبي» إلى الولايات المتحدة 531.6 مليار يورو، بينما لم تتجاوز الواردات 333.4 مليارا.
في الوقت نفسه، يعاني الاتحاد من عجز تجاري مع الولايات المتحدة في قطاع الخدمات.
الاتحاد الأوروبية
المفوضية الأوروبية: جاهزون دائماً لاتفاق جيد
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم، إن الاتحاد الأوروبي عرض على الولايات المتحدة اتفاقا بشأن «الرفع المتبادل للرسوم على السلع الصناعية»، وذلك قبل أيام من دخول الرسوم الأميركية التي تقدر بـ %20 على صادرات الاتحاد حيز التنفيذ.
وأكدت فون دير لاين للصحافيين في بروكسل أن «أوروبا دائما جاهزة لاتفاق جيد، لذلك نبقي الاتفاق على الطاولة».
وأضافت أن هذه الرسوم تأتي في المقاوم الأول بتكاليف ضخمة بالنسبة للمستهلكين والشركات الأميركية، واصفة الإجراءات المتعلقة بالتجارة «بنقطة التحول الهائلة بالنسبة للولايات المتحدة».
وأشارت إلى أنه على الرغم من الأمل في التوصل لحل دبلوماسي، فإن «الأوروبي» يعد إجراءات مضادة ويشكل قوة مهام لمراقبة التحول التجاري المحتمل بسبب الرسوم الأميركية.
كندا تبدأ إجراءات منازعة في «التجارة العالمية»
قالت منظمة التجارة العالمية اليوم، إن كندا طلبت إجراء مشاورات في إطار المنظمة مع الولايات المتحدة بشأن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة %25 على السيارات وقطع غيارها القادمة من كندا.
وأضافت المنظمة أن كندا ترى أن هذه الإجراءات تتعارض مع التزامات واشنطن، بموجب أحكام مختلفة من الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة (جات) لعام 1994.
اليابان: مزيد من المحادثات مع ترامب
أكد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، اليوم، أنه أجرى مكالمة هاتفية مع دونالد ترامب اتفقا خلالها على إجراء المزيد من المحادثات بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي أخيراً.
والشركات اليابانية من أكبر المستثمرين الأجانب في الولايات المتحدة، لكن ترامب أعلن الأسبوع الماضي رسوماً بنسبة %24 على الواردات من الحليف الوثيق للولايات المتحدة، في إطار رسوم «متبادلة» عالمية.
وقال إيشيبا للصحافيين عقب الاتصال الهاتفي، إن «الرئيس ترامب قدم فهمه الصادق للوضع الراهن للولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي».
وتابع «بناء على تبادل الآراء... قرر الجانبان تعيين أعضاء في مجلس الوزراء لتولي المسؤولية ومواصلة المناقشات»، دون تحديد هوية الوزراء أو موعد زيارته المقبلة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف أن «اليابان تحض الولايات المتحدة بشدة على مراجعة إجراءاتها من خلال هذه المشاورات».
وفي وقت سابق الاثنين، قال إيشيبا، إن اليابان ستقدم لترامب «حزمة» إجراءات لتخفيف الرسوم الجمركية الأميركية.
هولندا تدعو الاتحاد الأوروبي للهدوء في مواجهة الرسوم
قالت وزيرة التجارة الهولندية رينيته كليفر، اليوم، إن الاتحاد الأوروبي سيحتاج إلى أن يتحلى بالهدوء في رده على فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على الحركة التجارية، وأن يكون هذا الرد متناسباً مع الخطوة الأميركية، مع السعي للتفاوض.
وأضافت كليفر قبل اجتماع لوزراء تجارة الاتحاد في لوكسمبورغ: «نحتاج لأن نوجد لأنفسنا مكاناً على الطاولة مع الأميركيين وأن نرى سبل تخفيض تلك الرسوم». وتابعت: «نحتاج لأن نبقى هادئين وأن نرد بطريقة تسهم في خفض التصعيد. إذ كان هناك تصعيد فوري منا فسينعكس ما يحدث على البورصات في التو. لكننا سنكون مستعدين لاتخاذ إجراءات مضادة إذا اقتضت الحاجة لجعل الأميركيين يأتون إلى طاولة التفاوض».
جيمي ديمون
JPMorgan يحذر من تأثير الرسوم على الاقتصاد
أعرب جيمي ديمون عن قلقه إزاء تأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب على التحالفات الاقتصادية الأميركية طويلة الأمد، والتي قال إنها كانت أساسية في «مكانة البلاد الاستثنائية في الشؤون العالمية».
وفي رسالته السنوية للمساهمين، قال الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان تشيس JPMorgan إن الرسوم الجمركية من المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع التضخم في السلع المستوردة والأسعار المحلية، مع ارتفاع تكاليف المدخلات.
وكتب ديمون في الرسالة التي تناولت قضايا تشمل قانون الضرائب، والأمن العسكري، وتكاليف الرعاية الصحية، ونظام التعليم في البلاد: «لا يزال التساؤل قائماً حول ما إذا كانت قائمة الرسوم الجمركية ستؤدي إلى ركود اقتصادي أم لا، لكنها ستُبطئ النمو»، وفقاً لما نقلته «وول ستريت جورنال»، واطلعت عليه «العربية Business».
تشهد «وول ستريت» حالة من التذبذب منذ أن كشف ترامب عن رسومه الجمركية الشاملة، الأربعاء، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 9.1 في المئة الأسبوع الماضي، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 10 في المئة، ودخل في سوق هابطة.
وكانت أسهم البنوك من بين الأسهم التي تضررت بشدة، حيث خشي المستثمرون أن يؤدي الركود إلى تراجع في الاقتراض وعقد الصفقات.
على مدار السنوات القليلة الماضية، دأب ديمون على التحذير من المخاطر التي تهدد الاقتصاد، بدءاً من الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، وصولاً إلى أسعار الفائدة والديون الحكومية. ووصف الوضع الجيوسياسي العالمي بأنه الأكثر توتراً منذ الحرب العالمية الثانية. ويوم الاثنين، أضاف الرسوم الجمركية إلى قائمة القضايا المتفاقمة.
وأشارت رسالة ديمون إلى وجود العديد من الشكوك المستمرة حول الرسوم الجمركية، بما في ذلك الإجراءات الانتقامية من جانب دول أخرى وتأثيراتها على أرباح الشركات والدولار، وكتب: «كلما حُلّت هذه المشكلة بسرعة، كان ذلك أفضل، لأن بعض الآثار السلبية تتزايد تراكمياً بمرور الوقت، وسيكون من الصعب عكس مسارها. على المدى القصير، أرى هذا بمنزلة قشة إضافية كبيرة تُضاف إلى قشة ظهر البعير القاصمة».
بعد المفاوضات، أعرب ديمون عن أمله في أن يعود الأثر طويل المدى للرسوم الجمركية بالنفع على الولايات المتحدة.
تغيَّرت نبرة ديمون تجاه الرسوم الجمركية مع طرح ترامب لخططه. في يناير، لم يبدُ قلقاً بشأن الرسوم الجمركية في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس. وقال في مقابلة مع قناة CNBC: «إذا كان الأمر تضخمياً بعض الشيء، لكنه مفيد للأمن القومي، فليكن. أعني، تجاوزوه».
لكن بحلول مارس، أبدى قلقاً أكبر بشأن آثار الرسوم الجمركية على الشركات، مشيراً إلى أن «عدم اليقين ليس أمراً جيداً» في مقابلة أُجريت معه خلال قمة تقاعدية حديثة.
وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتين
فرنسا: الرد قد يكون عدوانياً
قال وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتين، إن الرد على الرسوم الأميركية قد يكون عدوانياً جداً.
ومطلع الأسبوع الحالي، قال رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، إن نمو الناتج المحلي الإجمالي في فرنسا قد ينخفض 0.5 نقطة مئوية بسبب سياسات الرسوم الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأضاف بايرو: «ربما تكلفنا سياسات ترامب أكثر من 0.5 نقطة مئوية من ناتجنا المحلي الإجمالي». وتابع: «فرض هذه الرسوم الجمركية الباهظة سيؤدي إلى أزمة عالمية... هناك خطر كبير من فقدان الوظائف وكذلك حدوث تباطؤ اقتصادي».