المشاري من جليب الشيوخ: الإسراع في «المدن العمالية» لمعالجة الأوضاع
• خلال جولة برفقة محافظ الفروانية والعصفور وعدد من المسؤولين
أكد وزير الدولة لشؤون البلدية وزير الدولة لشؤون الإسكان عبداللطيف المشاري، اليوم، ضرورة الإسراع بإنشاء المدن العمالية، لمعالجة أوضاع منطقة جليب الشيوخ.
وأضاف الوزير المشاري، في تصريح صحافي، عقب جولة تفقدية قام بها في منطقة جليب الشيوخ، أن الحكومة حريصة على وضع حلول جذرية لمعالجة الأوضاع القائمة في المنطقة، من الجوانب العمرانية والتخطيطية والأمنية والسكنية التي تحوَّلت إلى استعمالات أخرى خلاف المقرر لها.
وقام المشاري بالجولة، برفقة محافظ الفروانية عذبي الناصر، ونائب رئيس المجلس البلدي رئيس لجنة محافظة الفروانية خالد مفلح المطيري، ورئيسة لجنة شؤون البيئة العضوة م.علياء الفارسي، والجهاز التنفيذي لبلدية الكويت ممثلاً بالمديرة العامة للبلدية بالتكليف م. منال العصفور، ونائب المدير العام لشؤون قطاع محافظتي الفروانية ومبارك الكبير نواف الكندري، ومديري إدارات، فضلا عن ممثلين عن وزارتي الداخلية والأشغال العامة.
ووصف المحافظ الناصر، الجليب بأنها منطقة كئيبة، قائلاً: «مشاهدتها لا توحي بأنها في الكويت. فالشوارع والسكن والبنية التحتية تعاني تهالكا تاما وبعضها لا يمكن إصلاحه«.
وذكر الناصر أن الجولة التفقدية كانت امتداداً للزيارات السابقة، وتمت ملاحظة الأماكن المتضررة التي تحتاج إلى إصلاحات وإن كانت مؤقتة، مؤكداً أن السعي قائم لإيجاد حلول تصل في نهاية المطاف إلى حلول جذرية وإنهاء معاناة المنطقة.
وتوقع أن تساهم المدن العمالية في حل جزء كبير من المشكلة، إذ سيتم نقل العمالة المتكدسة في الجليب إليها فور الانتهاء منها، مشيراً إلى توصيات يجري إعدادها بعد الجولة برفقة الوزير المشاري وأعضاء «البلدي» والجهات الحكومية، وسيتم رفعها إلى مجلس الوزراء خلال أيام، أملاً إيجاد حل جذري.
وقال إن «الجليب» منطقة حيوية بالقرب من مرافق مهمة مثل المطار وجامعة الشدادية واستاد جابر، فضلا عن المحطة الرئيسية لخط سكك الحديدية الذي سيربط دول الخليج ببعضها، لافتا إلى أن إبقاءها بهذه الحال يسيء للكويت.
مشاكل لا حصر لها
من جانبه، قال نائب رئيس «البلدي» خالد المطيري، إن من يزور منطقة الجليب يجدها دولة داخل الدولة، مؤكداً أن الكل يعلم حجم الكارثة فيها، ولا يمكن حصر مشاكلها في إطار عمل البلدية لما تحتويه من مشاكل بيئية وصحية وأمنية وكهرباء وماء وغيرها.
وأضاف المطيري أن النزول للميدان يساهم في معرفة المستجدات في المنطقة التي أصبحت بحاجة إلى جهود مضاعفة، لافتاً إلى «أننا بحاجة لمحاولات لوضع حلول ومقترحات تعالج الجليب وتخرجها من النفق المظلم، لأن إبقاءها بهذا الشكل غير مقبول بالنسبة للكويت التي دائماً ما تزدهر وتتألق في مناطقها الحضارية».
ذكر أنه كان من المؤسف أن يتم استقبال كأس الخليج في الأشهر السابقة وهذه المنطقة بهذا السوء الذي يتضاعف، مشدداً على ضرورة التدخل بأسرع وقت لمعالجة المنطقة لوقف الاستنزاف البيئي لمناطق قريبة منها.
وأشار المطيري الى أن الرؤية لما يتعلق بالإصلاحات تدخل ضمن دراسات قدمتها البلدية، لكن يتم النظر إلى الرؤية التي تعتبر أقل تكلفةً على الدولة، لتتحول منطقة الجليب من منطقة موبوءة إلى منطقة تعكس النظرة المستقبلية للكويت، وفق خطة قابلة للتطبيق.
جوهرة مدفونة
وأكدت رئيسة لجنة شؤون البيئة في «البلدي» م. علياء الفارسي، أن الجليب تعتبر جوهرة مدفونة، ولها موقع جغرافي مميز، لكنها بوضعها الحالي لا تليق بكويت المستقبل، مشيرة إلى أن إدارة المنطقة ونظام تشغيلها ومستوى الخدمات فيها لها تأثير مباشر على سلوك الأفراد فيها والعكس صحيح، فالوضع القائم يفوق العشوائيات والفوضى من جميع النواحي.
وشددت على أن الحلول كثيرة، ويمكن دراستها وتقييمها وتنفيذها تدريجياً، ومن الخطأ ترك الحال على ما هو عليه.
وقالت إنها سعدت بزيارتها للجليب في هذه الجولة، موضحة أن الزيارة جاءت كأحد المخرجات بعد ورشة عمل لجنة شؤون البيئة بالمجلس، حيث تضمنت الورشة المنعقدة في «البلدي» 8 توصيات، كان أولها تنسيق زيارة ميدانية بحضور الجهات المشاركة.
شوارع تحولت إلى برك صرف صحي!
خلال الجولة لوحظ أن الكثير من الشوارع باتت مختفية تماماً نتيجة لتحولها إلى برك من مياه الصرف الصحي المتجمع، الأمر الذي أدى إلى صعوبة تنقل الكثير من المركبات ماعدا ذات الدفع الرباعي، وسقط بعضها في حفر داخل البرك لا يمكن ملاحظتها.