أنصار لوبن يتظاهرون ضد «طغيان القضاء» وخصومها ضد تحول فرنسا إلى «أميركا ترامب»

نشر في 07-04-2025
آخر تحديث 06-04-2025 | 19:53
أنصار لوبن يتظاهرون في باريس
أنصار لوبن يتظاهرون في باريس

نظم اليمين المتطرف الفرنسي، أمس، تظاهرة في باريس دعماً لزعيمة حزب «التجمع الوطني» مارين لوبن، التي صدر بحقها حكم قضائي يمنعها من خوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة بعد عامين، فيما خرجت تظاهرات مضادة وسط مناخ سياسي متوتر.

وشكلت إدانة لوبن الأسبوع الماضي بتهمة اختلاس أموال عامة مفاجأة قضائية وسياسية، وسط أزمات دولية لاسيما الحرب الروسية - الأوكرانية، والنزاع في الشرق الأوسط، والحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، علاوة على الأزمة السياسية الكامنة في البلاد، الأمر الذي وضع الطبقة السياسية تحت ضغوط.

وبحلول موعد الاستحقاق الرئاسي في صيف 2026، يتعين على محكمة الاستئناف في باريس النظر في قضية لوبن التي حكم عليها بالسجن 4 سنوات مع النفاذ لسنتين تضع خلالهما سواراً إلكترونياً، وبعدم أهليتها للترشح للانتخابات لخمس سنوات.

وقالت لوبن المرشحة الرئاسية لثلاث مرات، التي تتزعم كتلة «التجمع الوطني» في الجمعية الوطنية إنها لن تستسلم، وانتقدت القضاء الفرنسي والحكم الذي وصفته بأنه مسيس، فيما حازت دعماً كبيراً من اليمين المتشدد الأوروبي ومن ترامب ومستشاريه ومساعديه، وبينهم أغنى رجل في العالم إيلون ماسك، في وقت تخوض الإدارة الأميركية حرباً ضد القضاة.

وندد النائب عن «التجمع الوطني» في الجمعية الوطنية جان-فيليب تانغي بـ«القضاة الطغاة»، داعياً إلى التظاهر دعما للوبن أمام نصب «ليزانفاليد» التذكاري في باريس الذي يضم قبر نابليون.

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء فرنسوا بايرو في مقابلة أجرتها معه صحيفة «لوباريزيان» أن تنظيم تظاهرة احتجاجاً على قرار المحكمة أمر «غير سليم وغير مرغوب فيه».

ويؤيده في هذا الموقف اليمين التقليدي، إذ يخشى كزافييه بيرتران رئيس منطقة أوت دو فرانس التي تتحدر منها لوبن، من احتمال حدوث «تقليد سيئ للكابيتول»، في إشارة إلى هجوم أنصار ترامب في السادس من يناير 2021 على مبنى الكونغرس في واشنطن.

ورد نائب رئيس حزب «التجمع الوطني» سيباستيان شينو قائلاً «إنها ليست تظاهرة ضد القضاة» بل «من أجل الديموقراطية ومن أجل مارين لوبن ومن أجل السيادة الشعبية». وانتقد قرار المحكمة «الجائر» و«الإعدام المؤقت الذي يمثل في الواقع إعداماً سياسياً للزعيمة السياسية الفرنسية الأبرز».

واعتبر ترامب في منشور على منصته «تروث سوشال» أن لوبن تتعرض لـ «مطاردة ساحرات» من «يساريين أوروبيين»، لكن بايرو سرعان ما انتقد هذا «التدخل» في شؤون بلاده.

ونظم الحزب «فرنسا الأبية» اليساري الراديكالي بزعامة جان لوك ميلونشون، الذي أدان حرمان لوبن من الترشح وحزب الخضر تظاهرة مضادة في ساحة الجمهورية في باريس، والتي تبعد نحو 5 كيلومترات من «ليزانفاليد». وأقيم تجمع آخر، كان مخططا له منذ أشهر، في سان دوني بشمال باريس، بدعوة من حزب «النهضة» الوسطي المنتمي إلى المعسكر الرئاسي.

ودعا رئيس الوزراء الأسبق، غابريال أتال، الذي يتزعم هذا الحزب، إلى الدفاع عن «سيادة القانون والديموقراطية وقيمنا». وتساءل مسؤول مقرب من أتال «هل نريد أن تصبح فرنسا مثل أميركا ترامب؟».

ويتخوف مراقبون من أن ينعكس الحكم لمصلحة لوبن كما جرى جزئياً مع ترامب الذي لم يظهر أن الأحكام التي صدرت ضده عززت التعاطف معه. وأعلنت لوبن في 3 أبريل الجاري، أن أكثر من 20 ألف عضو جديد انضموا إلى حزبها بعد النطق بالحكم، كما تجاوز عدد توقيعات العريضة الداعمة لها نصف مليون. وتعيش فرنسا أزمة سياسية بعد أن فاز حزب لوبن بانتخابات البرلمان الأوروبي، الأمر الذي دفع ماكرون لإعلان انتخابات مبكرة أنتجت جمعية وطنية مقسمة بين الوسط وحزب لوبن وتحالف واسع لليسار.

واختار ماكرون إقصاء اليسار، وشكل بصعوبة بالغة حكومة بالتحالف مع يمين الوسط مدعومة جزئياً من لوبن.

back to top