معركة برية في درعا... وغارات إسرائيلية على 5 مناطق سورية

• تل أبيب توجه تهديداً مباشراً للشرع وتحذيراً علنياً لتركيا

نشر في 04-04-2025
آخر تحديث 03-04-2025 | 19:20

شنّت إسرائيل ليل الأربعاء - الخميس أعنف غارات على سورية منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وصعّدت من حدة تهديداتها للإدارة السورية الجديدة بزعامة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، على وقع مخاوف إسرائيلية من تحركات تركية عسكرية، في حين قتل تسعة سوريين في درعا بمعركة برية غير مسبوقة فجر أمس، مع قوات إسرائيلية متوغلة في هذه المحافظة جنوبي البلاد.

واستهدف الطيران الإسرائيلي الحربي خمس مناطق سورية ليل الأربعاء - الخميس، تركزت خصوصاً على مطار حماة العسكري، مما أدى الى خروجه عن الخدمة كلياً ومقتل أربعة عناصر تابعين لوزارة الدفاع السورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما طالت الغارات مطار (T4) العسكري ومحيطه في حمص وسط البلاد، ومركزاً للبحوث العلمية في منطقة برزة بدمشق.

ونددت وزارة الخارجية السورية في بيان بشن إسرائيل غارات «على خمس مناطق مختلفة في أنحاء البلاد خلال ثلاثين دقيقة، مما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين».

وقالت «يشكل هذا التصعيد غير المبرر محاولة متعمدة لزعزعة استقرار سورية وإطالة معاناة شعبها».

وبعد ساعات من الغارات، أفادت السلطات المحلية والمرصد بمقتل تسعة سوريين بنيران إسرائيلية خلال محاولتهم التصدي لقوات توغلت في عمق مناطق غرب درعا.

وأعلنت السلطات في درعا أن القتلى سقطوا في «قصف للاحتلال الإسرائيلي على حرش سد الجبيلية الواقع بين المحافظة وبلدة تسيل (غرب المحافظة) بعد «توغل» إسرائيلي في المنطقة، «حيث تقدمت قوات الاحتلال للمرة الأولى إلى هذا العمق».

وبحسب المرصد، قضى التسعة، وهم من أبناء المنطقة المسلحين «خلال محاولتهم التصدي للقوات الإسرائيلية»، «بعد نداءات وجهتها مساجد المنطقة لحثّ السكان على الجهاد ضد التوغل الإسرائيلي».

وقال الجيش الإسرائيلي من جهته، إن قواته نفّذت «عملية» في المنطقة، حيث «صادرت أسلحة ودمرت بنى تحتية إرهابية».

وأوضح أنه «خلال العملية، أطلق عدد من المسلحين النار على قواتنا في المنطقة، فردّت القوات بإطلاق النار عليهم، وقضت على عدد من الإرهابيين المسلحين».

وأوضح ناطق باسم الجيش الإٍسرائيلي، أن «وجود أسلحة في جنوب سورية يشكل تهديداً لدولة إسرائيل»، مضيفاً أن الجيش «لن يسمح بوجود تهديد عسكري في سورية وسيتحرك لمواجهته».

وشيع آلاف السوريين في درعا أمس، القتلى التسعة فيما ألقت طائرات مسيّرة إسرائيلية منشورات على قرية كويا والمناطق المجاورة في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، تحذّر السكان من حمل السلاح أو عبور الوادي.

تحذير مباشر للشرع

وفي تهديدات مباشرة، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع من عواقب وخيمة بحال تهديد إسرائيل. وقال كاتس في بيان صدر أمس: «أحذر الزعيم السوري الجولاني: إذا سمحت للقوات المعادية بدخول سورية وتهديد مصالح الأمن الإسرائيلي، فستدفع ثمناً باهظاً»، موجهاً كلامه إلى الرئيس السوري باسمه الحركي السابق «أبو محمد الجولاني».

وقبل أيام زعمت هيئة البث الإسرائيلية «كان» أن الشرع أفرج عن جميع أعضاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي الذين اعتقلوا خلال حكم الأسد، وبينهم من شارك في أنشطة ضد إسرائيل، على حد تعبيرها.

وادعت هيئة البث أن «إيران بدأت البحث عن طريقة للبقاء في سورية بعد الإطاحة بنظام الأسد، وتمثل أحد الحلول في دعم خلايا حماس والجهاد الإسلامي داخل سورية».

وأضاف كاتس أن «النشاط الذي قام به سلاح الجو أمس قرب المطارات في قاعدة (T4)، وحماة، ومنطقة دمشق يرسل رسالة واضحة ويشكل تحذيراً للمستقبل»، مؤكداً أن القوات الإسرائيلية «ستستمر في العمل على قمة جبل الشيخ وفي المناطق الأمنية والعازلة لحماية» سكانها في هضبة الجولان والجليل.

الدور التركي

من ناحيته، اتهم وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر تركيا بـ «لعب دور سلبي في لبنان وسورية حيث تريد تحويل هذه الأخيرة إلى محمية تركية، مشدداً على أن سورية ستدفع ثمناً باهظاً إذا سمحت بمهاجمة إسرائيل من أراضيها.

وكانت صحيفة «جيروزاليم بوست» نقلت عن مسؤول اسرائيلي قوله إن «قصف سورية رسالة الى تركيا مفادها: إياكم وإنشاء قاعدة عسكرية في سورية. إياكم والتدخل في النشاط الجوي الإسرائيلي في المنطقة».

وفي وقت سابق نشرت هيئة «كان» معلومات تفيد بأن «الأتراك يخططون لنشر مضادات أرضية وأنظمة دفاع جوي قد تُقيّد حرية العمل الإسرائيلية في الأجواء السورية».

ولعبت تركيا دوراً بارزاً في دعم المعارضة التي اسقطت نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وقالت إنها تسعى إلى توقيع اتفاق دفاعي مشترك مع دمشق، كما ترغب في تدريب قوات الجيش السوري الذي يجري تأسيسه بعد حل جيش النظام السابق.

back to top