سلاح الصمت ضد نجاحاتك
في خضم سعيك نحو التميز، قد تواجه صمتاً مُتعمَّداً من المحيطين، يُحوِّل إنجازاتك إلى ظلٍّ باهت في زاوية النسيان. إنه «سلاح الصمت» الذي يُستخدم لإنكار قيمتك، وتهميش ما حققته، وكأنك تُصارع فراغاً لا يُسمع صداه. هذه الاستراتيجية لا تقل خطورة عن النقد المباشر، فهي تُهاجم وجودك الرمزي، وتُشعرك بأن نجاحك غير مرئي، أو غير جدير بالاهتمام.
قد يمارس البعض هذا الصمت بدافع الحسد أو الشعور بالتهديد، فيرفضون الإشادة أو حتى الاعتراف بما فعلته، كي لا يُعطوك شرعية التميز. وفي أحيان أخرى، يكون الصمت أداةً للتحكم في بيئات العمل أو العلاقات، حيث يُرسل رسالة ضمنية: «حتى لو أبهَرت، لن نمنحك مساحةً تحت الأضواء». هذا النوع من الإقصاء قد يُضعف ثقتك، ويجعلك تتساءل: هل أنا غير كافٍ؟
لكن المواجهة تبدأ بفك شفرة هذا الصمت. لا تسمح له أن يُعيد تعريف ذاتك، فصمت الآخرين لا يعكس قيمتك الحقيقية. حوِّل تركيزك من انتظار التقدير إلى بناء شبكة دعم جديدة: أشخاص أو مساحات تُقدِّر جهودك. توثيق إنجازاتك كتابةً قد يكون سلاحاً مضاداً، فالحقائق المكتوبة تبقى شاهداً لا يُنكر.
لا تُرهق نفسك بمحاولة كسر هذا الصمت بالصراخ، ففي كثير من الأحيان، يكون الرد الأنضج هو الاستمرار في العطاء بلا توقُّف، واختيار من يَسمعونك بحق. تذكّر أن التاريخ يكتبه المثابرون، لا الصامتون. امنح نفسك الحق في الاحتفاء بذاتك، حتى لو لم تفعل الكلمات ذلك. النجاح الذي يُزعج الآخرين إلى درجة التزام الصمت، هو في الحقيقة دليل على أنك تسير في الطريق الصحيح.
* أستاذ أكاديمي غير متفرغ