من سورية إلى غزة... لا ناصر إلا الله
نصحنا سابقاً الفصائل السورية، بأن تتعلَّم من غزة وفصائلها، التي واجهت العدو الصهيوني كجبهة واحدة، ولم تكن «حماس» وحدها في الميدان. كان العدو واحداً، ولم تُتح له أو لحلفائه من الدول المُعادية لـ «حماس» فرصة للتفرقة بينهم.
واليوم، ننصح فصائل غزة، بأن تتعلَّم من ثورة سورية. ففي الثورة السورية، غاب الضمير العالمي عن المجازر وقتل الأطفال، ونسيهم العالم كُله، عرباً وغرباً، حتى رفعوا شعارهم المشهور «يا الله ما إلنا غيرك يا الله».
على مدى 14 عاماً، ارتكب النظام وروسيا وإيران جرائمهم في سورية، فيما استُدرجت الفصائل إلى التحريض ضد الفصائل الأخرى التي كانت أشد بأساً على النظام. لكن الله ختم لهم الأمر بنجاح الثورة، وما كان صعباً عليهم أصبح سهلاً وهيناً، بعد هجوم مباغت للفصائل، التي رفضت الانخراط في التحريض. فسقط النظام بسرعة، وما كان عسيراً على الفصائل المنخرطة في الفتنة، كان يسيراً على الله القوي الجبَّار.
أما التعاطف الشعبي العالمي مع أهل غزة، فلم يكن له مثيل في سورية، لأنهم أوهموا العالم بأن ما يجري هناك ليس إلا حرب أهلية بين مجرمين. واليوم، لا ينقصكم سوى أن ترفعوا شعار «يا الله ما إلنا غيرك يا الله»، ولن يخذلكم الله. سيسقط عدو الله وعدوكم، وسيُخذل كل مَن خذلكم، وستكون وجوههم سوداء يوم لا ينفع الندم.
نقطة مهمة:
الخبثاء الذين يُحمِّلون المجازر في غزة إلى «حماس»... هؤلاء أعمتهم الكراهية، وجاءوا بخبث لم يأتِ به رأس المنافقين عبدالله بن أبي سلول، وينوون إتمام خطة صاحب القبر المرجوم «أبورغال» قبل أن يموت في الطريق، وهو يرشد جيش أبرهة الحبشي لهدم الكعبة... هؤلاء لا يسمع لهم إلا مَنْ أراد الاستماع لشياطينه! هل يدرك هؤلاء الخبثاء أن أولى المجازر في غزة وقعت بمخيم البريج عام 1953، أي قبل تأسيس حركة حماس؟ ناهيكم عن المجازر الكثيرة في فلسطين، التي ارتكبها العدو نفسه.