أين أنتم من الثقافة والفنون والآداب؟!
طالعتنا بالأمس إحدى صُحفنا المحلية بخبر أضحكني وأنا أتألم، وشر البلية ما يُضحك! وهو أن هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) أحالت مجموعة إشرافية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب إلى النيابة العامة، لارتكابهم شبهة الإضرار بالمال العام.
وما إن عُدت إلى رشدي، حتى عادت بي الذاكرة إلى ذلك العام الذي شهد فساداً مُزمناً في وزارة الأوقاف أمام دهشة كل مسلم غيور على دينه. وعند المقارنة، وجدت أن جريمة «الأوقاف» تلك لا تقل أهمية عن مصيبتنا الجديدة هذه مع هذا المجلس الوطني، على اعتبار أن التعيينات في هذه الوزارة شأنها في ذلك شأن أي وزارة أخرى، إذ قد تتورَّط فيمن لا يخافون الله، لأنها لا تشترط «الدَّرْوَشة» في الملبس، أو إطلاق اللحى وحمل المسابيح، أو وجود آثار للسجود على الناصية الكاذبة. أما هذا المجلس، فيفترض ألا يدخله إلا مَنْ يتمتع بالصفات التي يحملها اسمه، أي الثقافة والفنون والآداب، وكلها صفات مثالية، وتضع صاحبها على جادة الصواب!
والسؤال الذي يطرح نفسه، هو: أي ثقافة هذه، إن لم تضع صاحبها على الطريق السَّوي، الذي يأخذه إلى الأمانة والصدق؟! وأي فنون تلك التي ينزلق صاحبها إلى ما يُحمد عُقباه، فيستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟! وأي آداب تلك التي لم تحفظ صاحبها من الانزلاق في الزلل، والوقوع في الحرام؟!
إن ما أسعدنا في هذا الأمر غير السار، هو نجاح «النزاهة» أخيراً في اكتشاف بعض مَوَاطِن الخلل في بعض مؤسسات الدولة التي غابت عنها ضمائر البعض من ضِعاف النفوس!
فإلى المزيد أيتها الهيئة، لأن ما في الفخ أكبر من العصفور.
نداء ومناشدة:
إلى وزارة الأشغال والإدارة العامة للمرور، ولكل مَنْ يهمه الأمر، العمل على راحة كل مَنْ يقوم بواجب العزاء في مقبرة الصليبيخات، وتسهيل عملية الخروج من البوابة الرئيسية للمقبرة، بحيث يصل إلى الطريق الرئيسي مباشرةً، والاستفادة من الجسور المُؤدية إلى العاصمة والمناطق الأخرى، بدلاً من إجبار قائدي المركبات على السير في الطريق الداخلي، وإجبارهم على الوقوف عند إشارتين للمرور قبل الوصول إلى هذا الطريق، خصوصاً أن المسافة الواقعة بين بوابة المقبرة وأول جسر على الطريق السريع تكفي لتحقيق هذا المقترح... مع الشكر الجزيل مُقدماً.