لقاء إيراني - أميركي ثانٍ في عُمان على وقع طبول الحرب
• واشنطن تطوق طهران بالحاملات والقاذفات
• عراقجي يصحح تلويح لاريجاني بـ «النووي»
على وقع تعزيزات أميركية عسكرية جديدة إلى المنطقة، واستعدادات إيرانية للرد على أي ضربة، كشف مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة»، عن لقاء ثان غير رسمي، جمع وفدين إيرانياً وأميركياً في العاصمة العُمانية مسقط، أمس الأول، بعد اللقاء الذي جرى الأسبوع الماضي، وانفردت «الجريدة» بالكشف عنه.
ووفقاً للمصدر المطلع على محادثات الثلاثاء، فإن إدارة ترامب لا تزال تقترح اتفاقاً ثنائياً بين الجانبين مع التخلي عن الاتفاق الموقع عام 2015، على أن يتضمن الاتفاق الجديد نظاماً حازماً لتفتيش البرنامح النووي الإيراني يسمح لمفتشين أميركيين وأمميين بالتأكد بكل الطرق الممكنة من سلميته وذلك تحت مظلة اتفاقية توقعها إيران مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية. ومن ضمن الشروط الأميركية، أن تقوم إيران بخفض تخصيب اليورانيوم الموجود لديها إلى نسبة 3.67 في المئة المنصوص عليها في الاتفاق النووي السابق، أو تصديره إلى الخارج، بإشراف الوكالة الذرية.
وأضاف أن الجانب الأميركي لا يزال مصمماً على ضرورة ألا تقتصر المحادثات على البرنامج النووي، وأن تتطرق إلى المشاكل الأخرى التي تسمم العلاقات الأميركية ـ الإيرانية بطريقة تسمح بعودة العلاقات الدبلوماسية والتجارية الطبيعية بين البلدين.
وحسب المصدر، فقد أبلغ الوفد الأميركي نظيره الإيراني بأن واشنطن تتفهم البيئة الأمنية المعقدة التي توجد فيها إيران، وبالتالي مشروعية بعض مخاوفها الأمنية، إلا أن على طهران وقف تهديد إسرائيل بالطرق المباشرة وغير المباشرة، وفي الوقت نفسه فإن واشنطن لا تشترط على إيران - أسوة بكل الدول الإسلامية والعربية الأخرى - أن تعترف بإسرائيل.
ولفت إلى أن الجانب الأميركي أبدى تفهمه لما يمكن وصفه بـ «نفوذ إقليمي تاريخي لإيران بين شعوب المنطقة»، لكنه شدد على أن تحويل هذا النفوذ إلى سياسات وإجراءات معادية للمصالح الأميركية في المنطقة ولإسرائيل يجب أن يتوقف.
في الوقت نفسه، حرص الوفد الأميركي على إبلاغ الإيرانيين بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب غير مستعدة للدخول في مفاوضات لا تنتهي، وهي تريد تحديد أطر زمنية للمحادثات، التي يفترض أن تنتهي بتوقيع اتفاق في لقاء قمة إيراني ـ أميركي يجري لاحقاً تصديقه وفق الأطر القانونية والدستورية في البلدين.
وذكر أن المفاوضين الأميركيين تحدثوا عن رفع تدريجي للعقوبات وفقاً لمسار المفاوضات، وأنهم يعتقدون أن المفاوضات المباشرة قد تكون أكثر فعالية لتبادل الرسائل بوضوح، كما أنه من المفضل تمرير أي اتفاق في فترة سيطرة الجمهوريين على الكونغرس، أي قبل الانتخابات النصفية المقررة العام المقبل.
وبينما تحدث الرئيس ترامب عن لقاءات تجري بالفعل بين «مسؤولين من الجانبين» دون تقديم أي إيضاحات، أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن البيت الأبيض يدرس بجدية مقترحاً إيرانياً للعودة إلى المحادثات النووية غير مباشرة التي كانت طهران وإدارة الرئيس السابق جو بايدن عقدتا عدة جولات منها.
جاء ذلك في وقت عززت الولايات المتحدة قواتها في المنطقة بما يوحي بأنها تفرض طوقاً عسكرياً بالقرب من إيران مع إعلان «البنتاغون»، أمس الأول، إرسال قوات إضافية وسرب جوي وانضمام حاملة الطائرات «كارل فينسون» إلى حاملة الطائرات «هاري ترومان» من أجل توفير خيارات إذا أراد ترامب شن ضربة عسكرية في حال قرر أن الوقت قد نفد، بعد أن قالت طهران إنها مستعدة لدخول مفاوضات غير مباشرة بشأن برنامجها النووي المثير للقلق.
وفي حين حذرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس من أن «الولايات المتحدة عازمة على ضمان عدم حصول إيران على أي سلاح نووي، وأن البدائل ستكون سيئة جداً بالنسبة لطهران إذا لم يرغب نظامها في التوصل إلى اتفاق»، جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تأكيد بلاده أنها لن تسعى إلى البحث أو إنتاج أو امتلاك السلاح النووي تحت أي ظرف من الظروف غداة تلويح مستشار المرشد علي لاريجاني باحتمال تغيير العقيدة النووية.
إلى ذلك، نقلت الرئاسة الإيرانية عن رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد أنه أعرب خلال مكالمة هاتفية أجراها معه نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، عن اهتمامه بزيارة الجمهورية الإسلامية في أقرب وقت.
وفي إشارة إلى ارتفاع مقلق في مستوى التوتر، عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعاً استثنائياً لمجلس الدفاع، بحضور الوزراء الرئيسيين والخبراء الأمنيين، رداً على تزايد قلق باريس وحلفائها الأوروبيين بشأن احتمال شن هجوم جوي أميركي أو إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.