«الموساد» يبحث عن دول تستضيف أهل غزة
في ظلّ التصعيد المتواصل للعمليات الحربية في غزة منذ 12 يوماً، وتوسّع إصدار أوامر الإخلاء للمدن والأحياء، كلف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جهاز الموساد بالبحث عن دول توافق على قبول أعداد كبيرة من سكان القطاع المدمر والمحاصر.
ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن نتنياهو كلف «الموساد» بالمهمة السرية قبل عدة أسابيع، موضحين أن المحادثات جرت مع الصومال، وجنوب السودان، وإندونيسيا ودول أخرى. وأشار مسؤول إسرائيلي كبير إلى أن «الموساد» يواصل العمل على هذه القضية مع عدة دول.
ونقل «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين كبيرين أن الرئيس دونالد ترامب لا يشارك حالياً بشكل نشط في هذه الخطة، وان مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يركز بشكل كامل على التوصل إلى اتفاق جديد بين إسرائيل وحركة حماس من شأنه ضمان إطلاق سراح الرهائن، واستعادة وقف إطلاق النار.
ويرتكز الجهد الإسرائيلي على رؤية «ريفييرا غزة» التي طرحها ترامب في لقائه مع نتنياهو مطلع فبراير الماضي، والتي تتضمن تهجير مليوني فلسطيني من القطاع من أجل إعادة إعماره.
وتدفع إسرائيل بهذه الخطوة وخطوات أخرى لتشجيع «الخروج الطوعي» للفلسطينيين من غزة، بالتوازي مع تجدد الحرب وإصدار أوامر إخلاء للفلسطينيين من مناطق مختلفة في القطاع.
وفي قرار لاقى تنديداً عربياً ودولياً، أعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس الحد الماضي مصادقة المجلس الوزاري المصغر على إنشاء وكالة خاصة مهمتها تشجيع سكان غزة على «المغادرة طوعاً إلى دولة أخرى».
ومع استمرار عدوانه، الذي حصد ما يصل إلى 1000 شهيد في 12 يوماً و50 ألفاً و277 منذ 7 أكتوبر 2023، أقرّ جيش الاحتلال بإطلاق النار على سيارات إسعاف وشاحنات إطفاء في حي تل السلطان غرب مدينة رفح، ما أسفر مقتل مسعف وفقدان 14 آخرين.
ومع تزايد التحركات المصرية والقطرية، بدعم أميركي للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف النار، أجرى المجلس الوزاري المصغر لحكومة بنيامين نتنياهو أمس جلسة مداولات لحسم خطة توسيع العمليات، وبدء الاستيلاء على أرضٍ لمقايضتها في المفاوضات الجارية في الدوحة لوقف النار مؤقتاً، وإطلاق سراح عدد من الأسرى بينهم الجندي الإسرائيلي- الأميركي عيدان ألكسندر.
وقال القيادي في «حماس» باسم نعيم: «نأمل بانفراجة حقيقية في مشهد الحرب، مع تكثف الاتصالات مع الوسطاء خلال الأيام الأخيرة، بهدف الوصول إلى مقترح يتضمن وقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات، والأهم العودة إلى المفاوضات حول المرحلة الثانية، والتي يجب أن تؤدي إلى وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب قوات الاحتلال».
وفي وقت سابق، أكدت مصادر لوكالة «شينخوا» أن مصر تلقت يوم الخميس موافقة إسرائيل على مقترح لخفض التصعيد سبق أن وافقت عليه «حماس»، وارسلت وفداً أمنياً للدوحة لمناقشة تنفيذه في عيد الفطر والأيام التي تليه.
ويقضي المقترح المصري بالإفراج عن 5 أسرى أحياء، بينهم ألكسندر مقابل هدنة لمدة 40 يوماً، تمهيداً لاستئناف المباحثات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار.
وخلال فترة الهدنة، ستقوم إسرائيل بفتح معبر رفح البري لإدخال المساعدات الإنسانية، وتمكين المصابين والجرحى من مغادرة القطاع لتلقي العلاج في الخارج، إضافة إلى السماح بإدخال الكرافانات المتنقلة.
وفي الضفة، أعلنت بلدية جنين أن قوات الاحتلال دمّرت 600 منزل بشكل كلي أو جزئي، إضافة إلى تدمير كامل للبنية التحتية في بفعل عدوانها المتواصل منذ 68 يوماً، مؤكدة أن نحو 3250 وحدة سكنية داخل المخيم أصبحت غير صالحة للسكن.