خارج النص: عيد بلا أطفال

نشر في 30-03-2025
آخر تحديث 29-03-2025 | 16:25
 نقاوة بوعيادة

يستعد العالم كالعادة لاستقبال عيد الفطر المبارك. تعج الأسواق بالمتسوقين. بسمة ترتسم على وجوههم. قائمة تطول بالمستلزمات، ولكن عندما ترصد عدسات الكاميرات وتتوقف البوصلة عند نشرة أخبار عادية وخبر عابر عن استشهاد عائلة بأكلمها أو طفل... إلخ، في قطاع غزة، لا يكثرت العالم كثيراً.

هل تعلم عزيزي القارئ أن عدد الأطفال في فلسطين عام 2023، أي مطلع العام الذي اندلعت فيه الحرب، بلغ 2.39 مليون طفل، 75% منهم في قطاع غزة، لنرَ كم قتلت إسرائيل بعدها منذ بدء العدوان. قتلت ما يزيد على 14 ألفاً و350 طفلاً، ليشكلوا بذلك 44% من إجمالي عدد شهداء القطاع، أي أنه في كل بيت في غزة يوجد شهيد من فئة الأطفال، لتفقد العائلة أثر بهجة العيد بفقدان أطفالها.

تقول المنظمات المتغنية بحقوق الطفل والممثلون عنها كمنظمة «الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال» إن معدل قتل الأطفال الفلسطينيين منذ اندلاع الحرب غير مسبوق، وإنهم أصبحوا أهدافاً رئيسية للاحتلال.

وهنا تعلن فرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، وضع القوات المسلحة وقوات الأمن الإسرائيلية على رأس قائمة العار للأطراف التي تنتهك حقوق الأطفال.

قرارات دولية وبيانات واجتماعات طوال فترة الحرب لم يكن لها الأثر الملموس في وقف القتل الممنهج والمتعمد ضد الأطفال في قطاع غزة.

ويبقى السؤال: هل اتخذت هذه المنظمات قرارات إلزامية وتطبيقية على أرض الواقع لحقن دماء ما تبقى من أطفال القطاع؟ الجواب، عزيزي القارئ، لا، ولذلك يتوجب علينا المطالبة بتغيير مفاهيم وأسس هذه المنظمات، أو دعمها بقوة لتلزم قوى الصراع في جميع أنحاء العالم والمناطق التي تنتهك حقوق الطفل بالكف عن القتل العبثي للأطفال.

* صحافية من غزة

back to top