الارتجال في السياسة الخارجية يربك الحلفاء والخصوم ويثير خلافات داخل الإدارة

نشر في 26-03-2025
آخر تحديث 26-03-2025 | 16:55
 تطبيق سيغنال
تطبيق سيغنال

كتبت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن فضيحة الدردشة على تطبيق «سيغنال» بين مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول ما إذا كان يجب مهاجمة المتمردين الحوثيين في اليمن سلطت الضوء على الطبيعة المرتجلة للمداولات الأمنية في الإدارة، وهو أسلوب أحياناً ما ترك الحلفاء في حيرة ومساعدي الرئيس في خلاف.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرؤساء الآخرين كانوا يعتمدون على وزارة الخارجية والبنتاغون وموظفي مجلس الأمن القومي لوضع الخيارات وفرزها بطريقة منظمة، لكن فريق ترامب عمل بطريقة أقل تقليدية بكثير، تنبع من عدم صبر الرئيس على النقاش وشكوكه تجاه البيروقراطية، مضيفة أن العديد من كبار مستشاريه، والقليل منهم شغل مناصب رفيعة من قبل، يشاركونه هذا المنظور.

وبحسب «وول ستريت» فقد أثبت ذلك أنه عائق في بعض الأحيان أمام ترامب، الذي تولى منصبه هذا العام واعداً بإنهاء سريع للحرب بين أوكرانيا وروسيا، وتحقيق السلام في غزة، ووقف سريع لبرنامج إيران النووي، واكتساب أراضٍ أجنبية، وطفرة اقتصادية من خلال التعريفات الجمركية.

وأضافت أن الإدارة حققت عدداً قليلاً من الاختراقات المبكرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى عملية صياغة السياسات التي تتجاهل التعقيدات الدولية لصالح التهديدات والإجراءات الشاملة، مدعومة بإصرار ترامب على أن مهاراته في صنع الصفقات ستؤتي ثمارها حيث فشلت الإدارات الأكثر حذراً.

ولفتت الصحيفة إلى أن تعيين ترامب مبعوثين خاصين للشرق الأوسط وأوكرانيا ومناطق أخرى واختياره في بعض الحالات دبلوماسيين مبتدئين أشعل صراعات نفوذ مع وزير الخارجية ماركو روبيو وآخرين حول من يقود صنع القرار.

وبحسب الصحيفة، ظهر عدم التنسيق غالباً في رسائل سياسية متناقضة، مما أربك الحلفاء والخصوم حول موقف واشنطن، مشيرة إلى أن اختلاف نائب الرئيس جيه. دي. فانس، الموالي بشدة لترامب علناً، مع الرئيس حول الحكمة في ضرب الحوثيين قريباً ودعوته إلى التأجيل طرح تساؤلات إذا كان ترامب ناقش إيجابيات وسلبيات الهجوم في اجتماع رسمي مع مستشاريه.

وأشارت كذلك إلى العديد من المؤشرات الأخرى على أن مساعدي ترامب يعملون أحياناً بأهداف متضاربة، ذاكرة تصريحات متضاربة بين المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، وروبيو حول السلام في أوكرانيا، إذ اعتبرت ليفيت أن المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا قريبة جداً من تحقيق السلام، لكن في نفس اليوم، قال روبيو: «لسنا قريبين من السلام»، رغم إحراز تقدم.

ويبدو أن مستشاري ترامب منقسمون أيضاً بشأن إيران. ففي مقابلة نُشرت هذا الأسبوع، قال مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لتاكر كارلسون، إن ترامب يريد «برنامج تحقق» حتى لا يقلق أحد بشأن عسكرة البرنامج النووي الإيراني، لكن مستشار الأمن القومي مايك والتز دعا إلى «تفكيك كامل» للبرنامج النووي الإيراني. كما بعث ترامب رسائل متناقضة حول فرض تعريفات على جميع دول العالم في 2 أبريل.

back to top