تحقيقات «الداخلية» كشفت تورط فائزين آخرين في عمليات سحوبات سابقة

مازالت مفاجآت قضية «التلاعب في السحوبات» تتوالى، فقد كشفت تحقيقات وزارة الداخلية عن فوز امرأة مصرية بـ 5 سيارات باسمها وسيارتين باسم زوجها كانت تتقاضى ما بين 200 إلى 600 دينار عن كل سحب.

وأظهرت التحقيقات أن وراء التلاعب في نتائج السحوبات شبكة متخصصة في هذه العمليات، ضُبط 3 متهمين فيها، في حين تمكّن اثنان (مصري ودومينيكاني) من مغادرة البلاد، وجارٍ ملاحقتهما ومتابعتهما عبر الإنتربول الدولي، وفق الأطر القانونية.

وكانت «الداخلية» أعلنت ضبط شبكة متورطة في التلاعب بنتائج السحوبات بطلها مواطن يشغل منصباً إدارياً في وزارة التجارة والصناعة، إذ استغل موقعه الوظيفي لضمان فوز أشخاص محددين مقابل تلقّيه منافع مادية.

وأضافت أن الفرق الأمنية أوقفت المواطن، كما تم ضبط المرأة وزوجها أثناء محاولتهما مغادرة البلاد عبر مطار الكويت، في حين غادر المتهمان المصري والدومينيكاني البلاد، موضحة أن الجهات الأمنية اكتشفت وجود أسماء فائزين آخرين مشتبه بتورطهم في عمليات تلاعب مماثلة، وجارٍ التدقيق عليها مع بقية الجهات المعنية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، إضافة إلى التدقيق على السحوبات منذ 2018 لاسيما ما يتعلق بالمسؤولين عنها والفائزين بها.

وفي تفاصيل الخبر:

كشفت التحقيقات في قضية «التلاعب في السحوبات» عن مفاجآت جديدة وصادمة، حيث تبيّن فوز امرأة مصرية بعدة جوائز، من بينها 5 سيارات باسمها وسيارتان باسم زوجها، ووجود أسماء فائزين آخرين مشتبه بتورّطهم في عمليات مماثلة جار التدقيق عليها، كما أظهرت التحقيقات أن وراء التلاعب في نتائج السحوبات شبكة متخصصة في هذه العمليات، ضبط 3 متهمين فيها، في حين تمكّن اثنان من مغادرة البلاد، وجار ملاحقتهما ومتابعتهما عبر الإنتربول الدولي، وفق الأطر القانونية.

وأعلنت وزارة الداخلية، ممثلة بقطاع الأمن الجنائي، أنها تمكنت بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، من ضبط شبكة متورطة في التلاعب بنتائج السحوبات، وذلك عقب تداول مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أظهر شخصا يقوم بالتحايل في عملية السحب.

وذكرت «الداخلية»، في بيان صحافي، أن «التحريات أسفرت عن تحديد هوية الشخص الظاهر في الفيديو، وهو مواطن يشغل منصبا إداريا في وزارة التجارة والصناعة، وتبيّن أنه استغل موقعه الوظيفي لتنفيذ عمليات تلاعب ممنهجة في العديد من السحوبات الخاصة بالشركات المعلنة عن جوائز، حيث قام بضمان فوز أشخاص محددين مقابل تلقّيه منافع مادية».

وأضافت أن «التحريات كشفت أيضا عن وجود شبكة تقوم بإجراءات دقيقة في التلاعب بسحوبات عديدة، منها فوز امرأة مصرية تعمل في إحدى اللجان الخيرية، بعدة جوائز، من بينها خمس سيارات باسمها وسيارتان باسم زوجها الذي يحمل نفس جنسيتها ويعمل في إحدى شركات الصحافة، وذلك من خلال عمليات تلاعب ممنهجة».

وأشارت إلى أنه بعد استصدار الإذن القانوني قامت الفرق الأمنية بضبط المواطن، كما تم ضبط المرأة وزوجها أثناء محاولتهما مغادرة البلاد عبر مطار الكويت الدولي.

وبينت أنه بمواجهتها، أقرت بأنها دخلت في هذه المخططات عبر زوجها الذي تربطه علاقة مع شخص (مصري) يعمل معه بذات جهة العمل، اقترح عليه الاشتراك في السحوبات، مؤكدا أن هناك شخصا (دومينيكاني) وإقامته على احدى شركات الخدمات اللوجستية، قادر على ضمان فوزه بشرط التنازل عن الجائزة مقابل مبلغ يتراوح بين 200 و600 دينار، لافتة إلى أن المواطن أقر واعترف بقيامه بالتحايل بتلك السحوبات، بالاتفاق مع الشخص الدومينيكاني واقتسام المبلغ فيما بينهما.

ملاحقة دولية

ولفتت إلى أنه تبين، من خلال التحريات، أن زميل زوجها الذي يحمل الجنسية المصرية قد غادر البلاد أول مارس الجاري، بينما غادر (الدومينيكاني) يوم الأحد الماضي، مبينة أنه جار ملاحقتهما ومتابعتهما عبر الإنتربول الدولي، وفق الأطر القانونية.

وأضافت أنه تبيّن للجهات الأمنية وجود أسماء فائزين آخرين مشتبه بتورطهم في عمليات تلاعب مماثلة، وجار التدقيق عليها مع بقية الجهات المعنية وعمل اللازم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.

وأكدت «الداخلية» أنها لن تتهاون في ملاحقة كل من يثبت تورطه في قضايا الفساد والتلاعب بالأنظمة والقوانين، مشددة على اتخاذ أقصى العقوبات القانونية بحق المتهمين وتقديمهم للعدالة.

تلاعب منذ 2018

من جهتها، كشفت مصادر أمنية مطلعة لـ «الجريدة» أن قطاع الأمن الجنائي في وزارة الداخلية ممثلا بالإدارة العامة للمباحث الجنائية بالتعاون والتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة، بدأ في مراجعة كل السحوبات التي شارك فيها المتهمون الثلاثة فيما يعرف بقضية «السحوبات»، مشيرا إلى أن «التجارة» زوّدت إدارة المباحث الجنائية بأسماء أشخاص فازوا بجوائز مكررة في عدة سحوبات منذ عام 2018.

وأضافت المصادر أن «التجارة» زوّدت المباحث أيضا بأسماء مسؤولين في «التجارة» كانوا مشرفين على عمليات سحب جوائز لعدة جهات تجارية وبنوك، مشيرا إلى أن بعض هؤلاء الموظفين تقاعد عن العمل، أو انتقل إلى مواقع أخرى في الوزارة.

وأشارت إلى أن «التجارة» زودت المباحث أيضا بأسماء الفائزين بتلك السحوبات خصوصا الأسماء المكررة وتم التدقيق عليها من رجال المباحث وتبين أن جميع الفائزين من المقيمين من عدة جنسيات، وبعضهم لا يزال في البلاد وآخرون تبين أنهم غادروا، موضحا أن «المباحث الجنائية» وضعت قيودا أمنية على بعض أسماء الفائزين الموجودين في البلاد، تمهيدا لاستدعائهم لجهات التحقيق.

وأكدت أن رئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف يتابع مع مسؤولي «الداخلية» ملف القضية، مشيرة إلى أن إدارة مباحث الانتربول في إدارة المباحث الجنائية أصدرت نشرة بأسماء عدد من المتورطين في القضية الذين غادروا البلاد على فترات، وتم إرسالها إلى الانتربول الدولي لضبطهم وتسليمهم إلى الكويت.