إسرائيل تصعّد في سورية استباقاً لتحركات تركية

• القرداحة تسلم إلى دمشق مسيّرات انتحارية

نشر في 26-03-2025
آخر تحديث 25-03-2025 | 17:09
جانب من المسيّرات المسلَّمة لقوات الأمن السورية أمس
جانب من المسيّرات المسلَّمة لقوات الأمن السورية أمس

بعد ساعات من تلويح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواجهة محتملة مع تركيا في سورية، صعّد الجيش الاسرائيلي قصفه الجوي على وسط سورية وتوغله البري في جنوبها كما اشتبك مع مسلحين سوريين.

ونفّذ الجيش الإسرائيلي أمس توغلاً بمحافظة درعا وقتل 5 على الأقلّ في قصف مدفعي لبلدة كويا بمنطقة حوض اليرموك بالريف الغربي.

وبحسب بيان للمحافظة و«تجمع أحرار حوران»، فإن كويا شهدت حركة نزوح للأهالي نحو القرى والبلدات المجاورة، نتيجة استمرار القصف من قوات الاحتلال المتمركزة في ثكنة الجزيرة.

وأوضح المرصد السوري أن «قوة عسكرية إسرائيلية توغلت في كويا وحاول السكان التصدّي لها». وتبع ذلك «قصف للقوات الإسرائيلية على القرية بالمدفعية الثقيلة»، مشيراً إلى أنه منذ سقوط نظام بشار الأسد تتواصل التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية وداخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان بشكل شبه يومي.

وزعم الجيش الاسرائيلي أن مجموعة مسلحة سورية تصدت له مما استدعى الرد على مصادر النيران. كما أعلن أمس أنّه قصف قاعدتي «تدمر» والـ «T4» العسكريتين في محافظة حمص مساء أمس الأول، للمرة الثانية خلال أيام.

والأسبوع الماضي أصيب عنصران من الفرقة 42 التابعة لوزارة الدفاع السورية، بقصف إسرائيلي استهدف مطار تدمر، في وقت شنت الطائرات الإسرائيلية عشرات الغارات على مواقع عسكرية خصوصاً اللواء 132 في حي المطار ومساكن الضاحية غرب درعا إلى جانب مستودعات أسلحة تابعة له والفوج 175 واللواء 12 في مدينة إزرع مما تسبب في مقتل أربعة مدنيين وإصابة 19.

انقطاع الإنترنت في كل مناطق سورية ومقتل قيادي في «الأمن العام» باشتباك مع «داعش»

من جهة أخرى، أفادت منظمة «نت بلوكس» لمراقبة أمن الشبكات بأنها رصدت انقطاع خدمة الإنترنت في جميع أنحاء سورية في ساعة مبكرة أمس.

ويبدو أن التصعيد الإسرائيلي جاء رداً على توجّه إدارة الرئيس أحمد الشرع لتسليم مناطق قرب تدمر في وسط سورية للجيش التركي مقابل دعم اقتصادي وعسكري وسعيه لترميم قواعد عسكرية وقدرات صاروخية ودفاعية في الجنوب قريباً من إسرائيل، وفقاً لموقع «والاه» العبري.

وأفادت «القناة 12» بأن نتنياهو يُجري مشاورات أمنية لمناقشة المخاوف من تزايد نفوذ تركيا بالأراضي السورية، يحثّ من خلال مستشاريه وسائل الإعلام على تأكيد أن «المواجهة معها باتت حتمية».

وفي وقت سابق، حذرت «لجنة ناغل» لفحص ميزانية الأمن وبناء القوة، في تقرير لنتنياهو في يناير الماضي، من خطر التحالف السوري - التركي، مؤكدة أنه سيخلق تهديداً جديداً كبيراً لأمن إسرائيل، وقد يتطور إلى شيء أكثر خطورة من التهديد الإيراني.

وخلصت اللجنة إلى أن على إسرائيل الاستعداد لمواجهة مباشرة مع تركيا في ضوء التوترات المحتملة، بسبب ما وصفتها بطموحات رئيسها رجب طيب إردوغان لاستعادة «النفوذ العثماني».

وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، حذرت أمس الأول من أنّ الضربات الإسرائيلية على سورية ولبنان تنذر «بتصعيد جديد» في المنطقة.

وقالت كالاس، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بالقدس، «يجب أن تكون الأعمال العسكرية متناسبة، ونحن نعتقد أنّ هذه الأمور غير ضرورية لأن سورية حالياً لا تُهاجم إسرائيل، وهذا يغذّي التطرف المناهض أيضاً لإسرائيل، وهو ما لا نريد أن نراه».

وفي شرق سورية، قتل مسؤول القوة التنفيذية في إدارة الأمن العام بمدينة البوكمال خلال اشتباك مع خلية لتنظيم «داعش» على الحدود مع العراق.

وفي اليوم نفسه، استهدف مسلحون مجهولون منزلين لمسؤولين في قطاع النفط التابع لقوات سورية الديموقراطية (قسد)، في ريف دير الزور الشرقي، دون تسجيل أي إصابات.

وفي الغرب، أعلنت وزارة الداخلية السورية اعتقال الضابط السابق في المخابرات العسكرية شادي عادل محفوظ المتهم بالتورط في الأحداث الدامية بمنطقة الساحل.

كما قالت وزارة الداخلية إن قوات الأمن العام التابعة لها تسلمت من أهالي مدينة القرداحة بريف محافظة اللاذقية، دفعة طائرات مسيّرة انتحارية كانت تتبع سابقاً لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأضافت الوزارة، في بيان نشرته على «فيسبوك» مع عدة صور، أن عملية تسليم الطائرات جاءت في أعقاب جلسة عقدت بين أهالي القرداحة ووجهاء وأعضاء لجنة السلم الأهلي هناك. والقرداحة هي المدينة التي تتحدر منها عائلة الأسد.

وعلى مدى الأشهر والأسابيع الماضية، تسلمت قوات الأمن العام السورية أسلحة وذخائر من أهالي ووجهاء في مناطق الساحل السوري، وجاء ذلك بموجب «تسويات» واجتماعات عقدتها لجان السلم الأهلي هناك. لكن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن تسليم طائرات انتحارية من نوع «FPV».

back to top