نتنياهو يخطط لمعركة فاصلة مع «حماس» بدعم أميركي مطلق

تحذيرات من إبادة في تل السلطان ومصر تقدم مقترحاً لإحياء الهدنة

نشر في 25-03-2025
آخر تحديث 24-03-2025 | 17:49
ضربة إسرائيلية لمنزل في مدينة غزة أمس (رويترز)
ضربة إسرائيلية لمنزل في مدينة غزة أمس (رويترز)
على وقع تزايد الضغوط العسكرية على شمال غزة والحشد جنوبها وعلى حدودها، تستعد إسرائيل لمعركة برية فاصلة مع حركة حماس بدعم من الإدارة الأميركية.

رغم الحراك المصري لإعادة وقف إطلاق النار في غزة إلى مساره، عكف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الأمني على التخطيط لشن هجوم بري واسع النطاق يهدف إلى احتلال أجزاء من الأراضي والسيطرة عليها ويسمح لهم أخيراً بهزيمة حركة حماس.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر أن نتنياهو وفريقه المتشدد بما في ذلك وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير يعتقدون أنه يجب هزيمة «حماس» في ساحة المعركة بالقوة العسكرية قبل التقدم في أي حل سياسي بشأن مصير غزة.

وأوضحت الصحيفة الأميركية أن نتنياهو وفريقه يعتقدون بأن هزيمة «حزب الله» في لبنان العام الماضي واستعداد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم تجديد الهجوم على «حماس» يمنحهم مزيداً من الحرية في القتال، الذي تجاوز عدد قتلاه منذ أكتوبر 2023 أكثر من 50 ألف فلسطيني.

وفي أكبر دعم من إدارة ترامب لاستئناف الحرب وإعادة الأسرى، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لنتنياهو دعم الولايات المتحدة، غير القابل للتشكيك، لإسرائيل وسياستها.

وقالت الخارجية الأميركية إن روبيو تلقى اتصالاً من نتنياهو وناقش معه العمليات العسكرية الجارية في غزة وبحثا استئناف الحرب وإعادة الأسرى المحتجزين.

بدوره، اتهم المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف «حماس» بأنها رفضت كل الفرص. وقال، لشبكة فوكس نيوز أمس الأول، «حماس كانت لديها كل الفرص لنزع سلاحها، وقبول الاقتراح المرحلي لوقف نار لمدة 40 أو 50 يوماً، حيث كان بإمكاننا مناقشة نزع السلاح وهدنة نهائية، لكنها اختارت عدم القيام به وأصبح للأسف استئناف الحرب هو البديل ونحن نقف مع إسرائيل هذا التزام كامل، وقد أوضحنا ذلك».

ضغط مكثف

وكثفت إسرائيل ضغوطها العسكرية على شمال غزة وعززت قواتها في الجنوب ونفذت عمليات في رفح، وتسببت غاراتها المتواصلة على خان يونس بمقتل عضو المكتب السياسي في «حماس» إسماعيل برهوم بعد ساعات من تصفية زميله صلاح البردويل وزوجته.

ولاحقاً، أكدت صحة غزة مقتل 21 مدنياً على الأقل، أمس، مشيرة إلى أن إسرائيل قتلت 700 فلسطيني منذ استئناف الهجمات يوم الثلاثاء الماضي.

وحذرت بلدية رفح أمس، من أن حي تل السلطان يتعرض لإبادة جماعية، ولا يزال آلاف المدنيين، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، محاصرين تحت نيران القصف الإسرائيلي العنيف، دون أي وسيلة للنجاة أو إيصال استغاثتهم للعالم.

من جانبها، اعتبرت «حماس» أن التصريحات الإسرائيلية بشأن العودة إلى الحرب، وآخرها إعلان وزير الأمن إيتمار بن غفير أن «نتنياهو تبنّى موقفه من الصفقة غير مسؤولة» لاستعادة الأسرى الإسرائيليين وأن استئناف الحرب هي الخيار الأنسب»، «تدحض بشكل واضح الاتهامات الأميركية الباطلة الموجهة للحركة والتي تحاول فيها تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاق الموقّع».

وقالت إن «الحرب، التي تُشنّ هذه المرة بناء على طلب الإرهابي المتطرف بن غفير، تعني أن حكومة الاحتلال باعت أسراها، ولم تعد معنية بعودتهم إلى ذويهم سالمين».

ودعت حماس الدولَ العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل لوقف حرب الإبادة المتواصلة ضد الفلسطينيين «ولجم هذه الطغمة الفاشية التي تهدّد شعبنا الفلسطيني والدول العربية في أمنها واستقرارها».

مقترح مصر

وخلف الكواليس، كثفت مصر جهود الوساطة، وقدمت مقترحاً جديداً يستند إلى مبادرة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف يشمل إطلاق سراح 5 إسرائيليين أحياء، من بينهم الجندي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضاً. كما تجري مفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقاً، من شأنه ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء مقابل إنهاء الحرب.

وقال مسؤول مصري إن إسرائيل ستسمح بدخول المساعدات إلى غزة ووقف النار لمدة أسبوع. كما ستفرج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.

وقال مسؤول في «حماس» إن الحركة «ردت بإيجابية» على المقترح. وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، بأن الإسرائيليين يعتقدون بأن «حماس» حريصة على التوصل إلى اتفاق، لكنها من المرجح أن تطلب ضمانات من الوسطاء بشأن الانسحاب الكامل من غزة، ووقف إطلاق النار، واستئناف إيصال المساعدات الإنسانية.

بن غفير يفتح النار على رئيس الشاباك ورئيس الحكومة يتهمه بالتآمر على المسؤولين المنتخبين

وفي رد شديد على تبني نتنياهو طلب وزير الدفاع إنشاء إدارة خاصة للمساعدة على مغادرة غزة «طوعاً» تنفيذاً لرغبة ترامب لإخلاء القطاع والسيطرة عليه، جددت هيئة الاستعلامات المصرية أمس «رفض القاهرة القاطع والنهائي» لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين، قسراً أو طوعاً، لأي مكان خارجه، خصوصاً لمصر، معتبرة أن ذلك تصفية للقضية الفلسطينية وخطراً داهماً على الأمن القومي المصري.

وفي ظل تصاع العدوان على الضفة الغربية، قتل رجل وأصيب آخر بجروح خطيرة بالقرب من مدينة يوكنعام شرق حيفا في أول حادث إطلاق نار ودهس منذ استئناف إسرائيل العدوان على غزة والذي أكدت الشرطة أنها «حيدت» منفذه.

تحقيق سري

داخلياً، صعّد نتنياهو ضغوطه على رئيس الشاباك رونين بار، باتهامه بفتح تحقيق سري من دون إذنه منذ عدة أشهر حول بن غفير واختراق عناصر اليمين المتطرف لجهاز الشرطة.

وبعد يومين من تعليق المحكمة العليا قراره إقالة بار، قال نتنياهو: «الادعاء بأنني فوضت رئيس الشاباك جمع أدلة ضد بن غفير ما هو إلا كذبة أخرى مكشوفة، الوثيقة المنشورة والتي تحتوي تعليمات واضحة منه لجمع أدلة ضد قادة سياسيين تشبه الأنظمة القمعية، وتقوض الديموقراطية وتهدف إلى إسقاط الحكومة اليمينية».

ووصف بن غفير، بار بأنه مجرم وكاذب وبأنه «يحاول إنكار مؤامراته ضد المسؤولين المنتخبين في دولة ديموقراطية، حتى بعد أن تم الكشف عن الوثائق أمام العامة والعالم».

back to top