حرب ترامب على الحوثيين: استهداف للقيادات وتصاعد بالغارات

نشر في 25-03-2025
آخر تحديث 24-03-2025 | 17:48
جانب من الاحتجاجات
جانب من الاحتجاجات

أبدت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إصرارها على المضي في العملية العسكرية التي بدأتها الأسبوع الماضي ضد جماعة «أنصار الله» الحوثية لإجبارها على وقف هجماتها على السفن في البحر الأحمر، دون أن يتضح إذا كانت الاستراتيجية التي ستتبعها تتجاوز حملة القصف الجوي والبحري التي كانت بدأتها إدارة الرئيس جو بايدن، وسط إصرار من الإدارتين المتلاحقتين على عدم التدخل في الحرب الأهلية اليمنية، وعدم وجود هدف أميركي في تقويض قدرة الحوثيين بل حصر الهدف بإنهاء هجماتهم وردعهم عن مهاجمة إسرائيل.

وخلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة «سي.بي.إس نيوز»، أصر مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، على أن الاستراتيجية الجديدة مختلفة.

وقال إن «الرئيس ترامب قرر ضرب الحوثيين وضربهم بقسوة، على عكس الإدارة السابقة»، مؤكداً مقتل قيادات كبيرة من الحوثيين، وبينهم كبير خبراء الصواريخ في الجماعة.

ومع استبعاد أي تدخل بري وعدم الرغبة في دعم القوى المحلية المناهضة للحوثيين، يبدو أن استهداف قادة الجماعة هو البند الوحيد الجديد في استراتيجية إدارة ترامب في مسعى لتطبيق ما يشبه السيناريو الذي اتبعته إسرائيل مع حزب الله، حيث تمكنت عبر عملية مزدوجة تستهدف من جهة مخازن السلاح، ومن الجهة الأخرى القيادات السياسية والأمنية مع تكبيد الجماعة اللبنانية خسائر كبيرة، لكن يقول خبراء إن تركيب الجماعتين المتحالفتين مع إيران مختلف تماماً، كما أن إسرائيل عملت منذ عام 2006 على خرق حزب الله أمنيا فيما المعلومات المتوفرة عن الحوثيين قليلة.

وصمدت الجماعة اليمنية أمام حرب جوية وبرية شنها عليها التحالف العربي لسنوات عدة، وخاضت قبل ذلك سلسلة حروب مع السلطة اليمنية، ما اكسبها خبرة كبيرة في القتال.

ولم يُصدر الجيش الأميركي حتى الآن سوى تفاصيل قليلة عن العمليات، التي أُطلقت بعد توعد الحوثيين باستئناف هجماتهم على حركة الشحن في البحر الأحمر بسبب الحرب في غزة.

وقال والتز: «لقد ضربنا مقراتهم، وضربنا مراكز اتصالات، ومصانع أسلحة، وبعض منشآت إنتاج الطائرات المسيرة فوق الماء».

وفي المقابلة التلفزيونية، أشار إلى أنّ «75 في المئة من شحناتنا البحرية التي ترفع العلم الأميركي تضطر إلى المرور عبر الساحل الجنوبي لإفريقيا بدلا من قناة السويس».

وخلال محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكّد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مساء الأحد، وفق بيان لوزارته أن «الحكومة الأميركية مصممة على إعادة إرساء حرية الملاحة في البحر الأحمر عبر عمليات عسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران».

ويبدو أن الغارات الأميركية قد تتصاعد تدريجياً فقد استهدفت في الساعات الماضية منطقة قريبة من صعدة المعقل التاريخي للجماعة وفي صنعاء. ومساء أمس أعلن الحوثيون مقتل شخص وإصابة 13 آخرين بجروح ليل الأحد - الاثنين في ضربة على ما قالوا إنه حي سكني في صنعاء نسبوها إلى الولايات المتحدة. وقالت قناة «الحدث» إن الحوثيين أغلقوا منطقة القصف في صنعاء لأكثر من 6 ساعات وشددوا إجراءاتهم الأمنية، مضيفة أن زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي منع كل قياداته ومرافقيهم من حمل الهواتف، مضيفة أن الحوثيين يعيشون إرباكا شديدا في مناطق سيطرتهم مع تصاعد وتيرة الغارات الأميركية تدريجياً.

وأمس قال المتحدث العسكري لجماعة الحوثي، يحيى سريع، إن جماعته استهدفت مطار بن غوريون في إسرائيل بصاروخ باليستي، واشتبكت مع حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع الحربية المرافقة لها في البحر الأحمر لعدة ساعات. وكانت تقارير أميركية أفادت بأن واشنطن قررت إرسال حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط لتنضم إلى الحاملة «هاري ترومان».

back to top