«✡ ستاروسيد»

نشر في 24-03-2025
آخر تحديث 23-03-2025 | 17:54
 عبداللطيف الدعيج

لا يخفى على أحد أن الرئيس الأميركي يسعى إلى ابتزاز دول الخليج مالياً بحجة الحماية العسكرية من العدوان والتهديدات الإقليمية الخارجية، وطبعاً ليس المقصود بالعدو والعدوان هنا إسرائيل أو غيرها من الدول الأجنبية... ولكن... إيران التي ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة مؤخراً بحملة - واضح أنها مأجورة - لإظهار عدوانيتها وخطرها المزعوم على الدول المجاورة.

الفقرة أعلاه نشرت هنا منذ أسابيع، وتحديداً في 12 - 2 - 2025، واليوم يؤكد ما ذهب إليه وزير التجارة الأميركي، الذي تبجح بأن الكويت مدينة للولايات المتحدة بمئة مليار دولار ثمن تحريرها وعليها أن تدفع. رغم أن الولايات المتحدة قبضت ما دفعته وأكثر. نعم إن الفضل عسكرياً يعود إلى الجيش الأميركي والجنرال نورمان شوارزكوف، الذي ندين له بالكثير لنجاحه في طرد الجيش العراقي دون خسائر كويتية تذكر، ورغم ذلك فإن فضل تحرير الكويت الحقيقي يعود للمملكة المتحدة وللفاضلة مارجريت تاتشر، التي أبلغت الرئيس الأميركي أن المملكة المتحدة ستتولى تحرير الكويت وحيدة إن ترددت الولايات المتحدة.

لا أزال مصراً على أن الإدارة الأميركية الجديدة تنوي شراً للمنطقة بأكملها، ويؤكد ذلك التلاحم والتناغم السياسي بين الرئيس الأميركي ونتنياهو الذي يبدو أنه هو من يرسم السياسة الأميركية تجاه فلسطين وربما تجاه المنطقة بأكملها، كما تؤكد ذلك أيضاً التطورات التي مرت بها المنطقة بعد فوز الرئيس دونالد ترامب.

من الواضح هنا أن شغف الرئيس الأميركي بتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا يعود إلى رغبته أولاً في تحييد الروس، وثانياً في التفرغ لتنفيذ طموحاته الشرق أوسطية. فالإدارة الروسية التي ستكون ممتنة للرئيس الأميركي، الذي سيساعد لإنهاء الأزمة الأوكرانية لصالحها، لن تكون مستعدة للدخول في صراع معه بفضل هذا الامتنان. هذا إلى جانب أن سقوط نظام الأسد أو إسقاطه المفاجئ والسريع ليس معزولاً عما جرى وسيجري قريباً في المنطقة.

إن الرئيس دونالد ترامب «مبقق» العينين... عين على نفطنا وعين على صناديقنا الاستثمارية، وأعتقد جازماً أنه لا شيء سيثنيه عن التخلي عن أحلامه. اللهم إلا إذا كان هناك تحالف عسكري واقتصادي تصعب عليه وعلى غيره مواجهته.

back to top