خاص

إيران تضغط على زر «الإيقاف المؤقت» لوكلائها

• يطلب بموجبها من الوكلاء وقف العمليات عامين ومعالجة الاختراقات
• «فيلق القدس» عرض خطة لإعادة ترميم محور المقاومة بعد النكسات
• انشقاق كبير في صفوف «حزب الله» دفع «الحرس الثوري» إلى تقليص تدخله
• قآني زار العراق وأبلغ حلفاء لبنانيين وعراقيين ضرورة الالتزام بالتهدئة

نشر في 23-03-2025
آخر تحديث 22-03-2025 | 17:36
قائد الفيلق إسماعيل قآني
قائد الفيلق إسماعيل قآني

كشف مصدر رفيع في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، أن قائد الفيلق إسماعيل قآني زار العراق قبل أيام بأمر من المرشد علي خامنئي، والتقى ممثلين عن «حزب الله» اللبناني وآخرين عن الفصائل العراقية المسلحة الموالية لطهران، وعرض عليهم ما أطلق عليه «خطة العمل الشاملة لإعادة بناء جبهة المقاومة» التي وضعها الفيلق وأقرها خامنئي، وهي خطة إيرانية لترميم ما تبقى من قوى «محور المقاومة»، بعد الخسائر الكبيرة التي تلقاها الحزب الذي كان يعد «درة تاج» هذا المحور في حربه الأخيرة مع إسرائيل وسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في سورية.

وأوضح المصدر أن الخطة تقوم على بندين أساسيين، أولهما أن تلتزم القوى المنضوية في محور إيران بوقف العمليات والنزاعات والسياسات الاستفزازية مدة عامين، والآخر أن تقوم هذه القوى خلال تلك الفترة بتطهير نفسها من الاختراقات الأمنية التي أظهرت التطورات أنها أحد أقوى أسلحة إسرائيل ضدها.

وبحسب المصدر، فإن خطة «فيلق القدس» تبدأ بمقدمة سياسية تنطلق من فرضية أن إسرائيل والولايات المتحدة بدأتا بعد حرب 2006 في لبنان وضع خطة لضرب «حزب الله» وتفكيك ما تعتبره إيران «قوى المقاومة» في المنطقة، بما في ذلك التخطيط لعملية البيجر وغيرها التي أظهرت أن تل أبيب كان لديها مخطط جاهز ضد الحزب بغض النظر عن وقوع هجوم 7 أكتوبر في غزة أم لا.

وتشير المقدمة السياسية بوضوح، وفق المصدر، إلى شكوك إيرانية تستند إلى شواهد وتقييمات استخبارية تفيد بأن إسرائيل دفعت حركة حماس بشكل أو بآخر للقيام بهجوم 7 أكتوبر وسهلت العملية التي أدت إلى مقتل وخطف مئات الإسرائيليين، بهدف المضي في مخطهها لتفكيك قوة المقاومة في المنطقة.

وذكر المصدر أن الخطة تعتبر أن الاختراقات الأمنية الإسرائيلية هي السبب الرئيسي وراء النكسات التي تلقاها محور المقاومة منذ الهجوم، وأن أحد أهم أسباب خسارة إسرائيل لحرب 2006 هي أن «حزب الله» لم يكن مخترقاً قبل دخوله إلى سورية وتورطه في عمليات عسكرية ومدنية وتجارية عرضته للانكشاف.

وقال إن الحرس الثوري اضطر أخيراً لتجميد الكثير من تحركاته في إطار إعادة ترميم الحزب بسبب الانشقاقات العميقة في صفوف الحزب بشأن سياسة التهدئة، حيث هناك الكثير من القادة العسكريين يرفضون وبشكل قاطع الوضع الحالي الذي يعتبر الأمين العام الحالي نعيم قاسم المدافع الأول عنه، وأن الكثير من هؤلاء القادة يعتبرون أنه يجب الرد على انتهاكات إسرائيل لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان.

وكشف المصدر أن قآني التقى في العراق بعض القادة الميدانيين لـ «حزب الله» في العراق وجدد لهم ضرورة الالتزام بسياسة التهدئة، وتحفظ إيران عن أي عمليات تعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي ذريعة للمضي في مخططاته.

وأضاف أن قآني حذر الحزب من الانجرار إلى صراع مع السلطات السورية الجديدة على ضوء ما يجري على الحدود بين لبنان وسورية، ونقل لهم تقييمات إيرانية بأن «شهر العسل» الذي تعيشه الإدارة السورية الحالية قارب على الانتهاء، مما يعني انزلاق سورية إلى الفوضى التي تشكل بيئة خصبة للصراع الطائفي الذي سيكون مدمراً لحلفاء ايران، محذراً من مخطط إسرائيلي لاغتيال الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع وتحميل العملية للعلويين أو «حزب الله».

back to top