تركيا: تصويت رمزي للمعارضة وسط الاحتجاجات
مع تواصل التظاهرات المنددة بتوقيفه، حثّ أكرم إمام أوغلو القيادي في حزب الشعب الجمهوري المعارض العلماني، المنافس السياسي الأبرز للرئيس التركي الإسلامي المحافظ رجب طيب أردوغان، مؤيديه على المضي قدماً في المشاركة بتصويت رمزي اليوم الأحد لاختياره مرشحاً للحزب للانتخابات الرئاسية المقررة في 2028.
ودعا حزب الشعب الجمهوري المواطنين الى المشاركة في الانتخابات الرمزية من خلال صناديق اقتراع سيتم وضعها في شوارع تركيا، لإظهار التضامن مع إمام أوغلو، الذي يشغل منصب رئيس بلدية إسطنبول، الذي أوقف الأربعاء الماضي، على خلفية مزاعم بالتورط في قضايا فساد وإرهاب.
وأدان أردوغان أمس الاحتجاجات متعهداً بعدم الرضوخ لـ «إرهاب الشارع»، فيما خرج مئات آلاف الأتراك في احتجاجات ليل السبت ـ الاحد حملت عنوان «ليلة للديموقراطية» لليلة الثالثة على التوالي، تنديداً بتوقيف إمام أوغلو الذي وصف التظاهرات بأنها «إلهام للعالم»، على الرغم من حظر المظاهرات.
وفي إسطنبول، هتف المتظاهرون بشعارات تطالب الحكومة بالاستقالة. واستخدمت عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين حاولوا اختراق حصار الشرطة.
واتهم أردوغان حزب الشعب الجمهوري باستغلال التحقيق كذريعة للدفع بالبلاد في أتون الفوضى، مضيفاً في احتفالية عيد النيروز في إسطنبول: «لن نتساهل مع أي تعطيل للنظام العام. كما لم نرضخ لإرهاب الشوارع من قبل، فإننا لن نستسلم للتخريب الآن».
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا في منشور على منصات وسائل التواصل الاجتماعي إنه تم اعتقال 343 مشتبهاً فيهم في الاحتجاجات التي شهدتها المدن الكبرى مساء أمس ، مضيفاً «لن يكون هناك تسامح مع أولئك الذين يسعون إلى انتهاك النظام المجتمعي وتهديد سلام وأمن المواطنين واتباع أساليب إثارة الفوضى والاستفزاز». وشملت قائمة المدن الكبرى: إسطنبول، وأنقرة، وإزمير، وأضنة، وأنطاليا، وجنق قلعة وإسكي شهير، وقونية، وأدرنة.
وذكرت وكالة الأناضول للأنباء التركية الرسمية أن الشرطة احتجزت 56 شخصا متهمين بالتحريض على الاضطرابات من خلال منشورات استفزازية على منصات التواصل الاجتماعي في مداهمات متزامنة، وتبحث عن 38 آخرين.
واستجوبت السلطات التركية أمس إمام أوغلو، فيما هو منسوب إليه من تهم تتعلق بالإرهاب، بعد يوم من استجوابه بشأن مزاعم فساد، حسبما ذكرت وكالة اسوشيتد برس (أب).
ووجهت لإمام أوغلو 7 اتهامات هي: قيادة والانتماء لتنظيم إجرامي، والابتزاز، والرشوة، والاحتيال المشدد، والحصول غير القانوني على بيانات شخصية، والتلاعب في المناقصات، والمساعدة لتنظيم إرهابي.
ويواجه امام اوغلو احتمال اقالته من منصبه وتعيين وصي بدلا منه أو تنظيم انتخابات بلدية جديدة، كما يواجه احتمال حرمانه من حقه في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة بسبب قضية اخرى مرتبطة بسحب شهادته الجامعية.
وتنتهي ولاية اردوغان الثانية في 2028. وينص الدستور التركي على ولايتين رئاسيتين كحد أقصى، لكن هناك جدل حول ما اذا كنت ولايته الأولى (2014 - 2019) تحسب بعد أن عدل الدستور في 2017 للتحول إلى نظام رئاسي. وقانونياً يحق لأردوغان (71 عاماً) الترشح في حال دعا البرلمان الى انتخابات مبكرة، وهذا ليس سيناريو مستبعداً نظراً الى سيطرة حزب «العدالة والتنمية» الإسلامي على البرلمان.