إسرائيل تستعد لـ 5 سنوات من القتال في غزة

• عملية برية لتقسيم القطاع وصواريخ على تل أبيب

نشر في 21-03-2025
آخر تحديث 20-03-2025 | 16:47
صبي على أنقاض منزله في خان يونس أمس (رويترز)
صبي على أنقاض منزله في خان يونس أمس (رويترز)

مع تجدد العدوان الإسرائيلي على غزة، أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» بأنّ «حرب إسرائيل غير النهائية ترهق الجيش الإسرائيلي إلى أقصى حد»، موضحة أنّ «جنود الاحتياط يحذرون من استنزاف متزايد للجيش مع اقتراب البلاد من صراع شامل في غزة».

ونقلت الصحيفة البريطانية عن منتدى لعائلات جنود الاحتياط الإسرائيليين، قوله إنّه «قيل لنا أن نستعد لـ 5 سنوات من القتال العنيف، بينما اتفاق الجنود مع الجيش كان خدمة 30 يوماً بالسنة قبل الحرب».

وحذّر محللو الدفاع وجنود الاحتياط بإسرائيل، في تصريح للصحيفة، من «استنزاف متزايد للقوة المقاتلة مع توقف الوظائف»، ومن أن «جنود الاحتياط قد يعلقون خدمتهم إذا شعروا بأنهم يضحون بأنفسهم لتحقيق أهداف اليمين».

ومع دخول العدوان الجديد على غزة يومه الثالث، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية برية تهدف إلى «توسيع المنطقة الدفاعية بين شمال القطاع وجنوبه»، مشيراً إلى أن قواته انتشرت حتى وسط محور نتساريم، فيما اطلقت حركة حماس صواريخ باتجاه تل أبيب.

وأعلن الناطق باسم الجيش أفيخاي أدرعي حظر التنقل على محور صلاح الدين، الطريق الرئيسي الممتد من شمال غزة إلى جنوبها، وقصر التحرك على طريق الرشيد الساحلي فقط.

وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» والإذاعة العبرية أن الجيش يستعد لإقامة حاجز إضافي في منطقة نتساريم، بعد توصية المستوى السياسي بالسيطرة الكاملة عليها.

مسعى إسرائيلي إلى نقل إدارة القطاع لـ «جهات عربية معتدلة»

ورغم تأكيد مصادر إسرائيلية أن الجيش يعاني نقصاً بسبب امتناع جنود عن العودة لوحداتهم، ذكرت تقارير أن الهجوم يهدف إلى إجبار «حماس» على التفاوض «من موقع أضعف»، وإجبارها على قبول خطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، التي تنصّ على الإفراج عن الإسرائيليين مقابل تمديد وقف النار، من دون الانتقال إلى المرحلة الثانية أو إنهاء الحرب.

وقالت صحيفة معاريف، إن القيادة تشير إلى أن العملية ستكون أكثر شراسة وستشمل توغلاً برياً، وهدفها الأقرب فرض «خطة ويتكوف» والبعيد هو نقل السيطرة على غزة إلى «جهات عربية معتدلة» وليس إلى السلطة الفلسطينية بشكلها اليوم.

وتوعد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بمزيد من الدمار. وقال: «إلى سكان غزة، هذه آخر رسالة. الغارات مجرد خطوة أولى، والقادم سيكون أصعب بكثير، وستدفعون الثمن بالكامل، قريباً سيبدأ مجدداً إجلاء الفلسطينيين من مناطق القتال وسنتحرك بقوة لم تعرفوها من قبل».

وأضاف: «أعيدوا المختطفين وتخلصوا من حماس، وستتاح لكم خيارات أخرى، بما في ذلك إمكانية المغادرة (التهجير) إلى أماكن أخرى في العالم لمن يرغب، أما البديل، فهو الدمار والخراب الكامل».

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد العمليات العسكرية في غزة، واستمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي في عدة مناطق، والتي أسفرت منذ يوم الثلاثاء عن مقتل 710 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 900 آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة أمس.

وقال الدفاع المدني إن حصيلة القتلى خلال الساعات الماضية ارتفعت إلى أكثر من 90، إضافة إلى عشرات الجرحى، معتبراً أن «القطاع لم يعد آمناً في ظل استمرار الغارات العنيفة».

وفي رد على العدوان على غزة، أعلن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع أمس، استهداف مطار بن غوريون بصاروخ بالستي فرط صوتي من نوع «فلسطين 2»، مؤكداً النوعية في منطقة يافا المحتلة (تل أبيب) حققت هدفها بنجاح.

وفي إيران، وصف المرشد الأعلى علي خامنئي هجوم الاحتلال الجديد على غزة بأنه «جريمة كارثية ومفجعة تجري بمشاركة واشنطن وموافقتها عليها وتتحمل مسؤوليتها عنها».

وأكد خامنئي أن «فلسطين قضية الأمة الإسلامية بأسرها، وعليها وعلى جميع الأحرار في العالم بما في ذلك في أوروبا وأميركا، أن يتصدوا لهذه الحركة الخائنة والمأساوية ويمنعوا من جديد قتل الأطفال وتدمير المنازل وتشريد الناس».

ووسط تبادل الضربات بين جماعة الحوثي والقوات الأميركية لليوم الخامس على التوالي، اعتبر خامنئي أن الهجمات الأميركية المميتة على الشعب اليمني والمدنيّين «جريمة ينبغي التصدي لها حتماً».

في الأثناء، اتفق وزير خارجية مصر بدر عبدالعاطي وقطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن على مضاعفة الجهود بتثبيت اتفاق وقف النار وضمان تنفيذ مراحله الثلاث، وتنسيق المواقف للترويج للخطة العربية -الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة وحشد الدعم لها.

في حين تتواصل الجهود الدبلوماسية، اعتبرت «حماس» أن التوغل البري يعد «خرقاً جديداً وخطيراً» للاتفاق. ودعت الوسطاء إلى «تحمل مسؤولياتهم في لجم الخروق، وإلزام بنيامين نتنياهو بالتراجع».

وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، إن المحادثات مع الوسطاء مستمرة و«حماس» متمسكة به، وأشار إلى أن حصار غزة وتجويع سكانها جرائم تتطلب تحركاً عربياً وإسلامياً ودولياً عاجلاً لإنقاذ الشعب الفلسطيني من الإبادة الجماعية.

back to top