شوشرة: احذروهم
تكاثرت في الآونة الأخيرة العديد من السلبيات لدى البعض، إثر تعرضهم لموجة اضطرابات أخلاقية انعكست على سلوكهم الذي أصبح ظاهرا للعلن دون حياء، خاصة أننا في الشهر الفضيل الذي يفترض على هؤلاء، حتى ولو كانوا خارج السرب كالعادة، أن يلتزموا بالخروج بسلوك أفضل أو يمتنعوا عن الظهور نهائيا حتى لا يستفحل الأمر، ويصابوا بداء أكثر عللاً سيكشف عن المزيد من أخلاقياتهم المرفوضة شرعيا وأخلاقيا، وأقصد هنا من يحوّلون وسائل التواصل الاجتماعي إلى أداة لبثّ أمراضهم وسلوكياتهم التي سرعان ما تنتشر وتظهر للعلن رغما عن المتابعين، لأنهم يستخدمون كل وسائل الترويج عبر مختلف المنصات بهدف مادي بحت وكسب أكبر عدد من المتابعين.
والطامة الكبرى أن هناك من يساعد هؤلاء للترويج لسمومهم أو أفكارهم، وهذا الأمر أصبح فعلا يشكل عبئا كبيرا على عملية استخدام المنصات حتى لا يظهر هؤلاء أمامك، والمشكلة فيهم عدم إدراكهم لأهمية المنصات التي يفترض أن تكون هادفة عبر بث رسائل تهمّ الآخرين أو تضيف لهم أفكارا أو معلومات جديدة تنمي ثقافتهم وتساعدهم على اكتساب معرفة تكون دافعا لهم نحو المضي في حياتهم العملية أو العلمية أو الاجتماعية، أو التعرف على ثقافات الآخرين أو اكتساب أمور جديدة تنعكس إيجابا على حياتهم، بدلا من استخدام محتويات هابطة وسخيفة.
وهنا لا بد من إيجاد آلية للتعريف بأهمية استخدام وسائل التواصل وكيفية الاستفادة منها، والمحتوى الذي يجب أن تتضمنه منصات المشاهير، خاصة الذين يجب أن يساهموا في توعية المجتمعات وبنائها بدلا من أن يكون بعضهم معول هدم، نظرا لما يعكسونه على الآخرين من سلبيات وغيرها من الأمور التي تسهم بشكل أو بآخر في خلق صورة سوداوية لدى بعض متابعيهم الذين لا ذنب لهم سوى أنهم اعتقدوا أن هؤلاء بمنزلة القدوة لهم، لأن البعض مع الأسف الشديد، ورغم تعليمه، فارغ تماما في مسألة المنصات واختيار المحتويات الهادفة بدلا من الهابطة.
والمشكلة الكبرى هم الصغار الذين أصبحوا أكثر استخداما للمنصات التي لا يعون مدى خطورتها إذا استخدمت بطريقة خاطئة، وهي مسؤولية تقع على أولياء الأمور الذين يجب أن يتابعوا أبناءهم لمعرفة ما تحتويه هواتفهم من منصات وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي والشخصيات المؤثرة التي يتابعونها.
إن الحذر من كل منصة أو محتوى غير هادف هو أمر يجب أن نعيه جيدا دون أن نضع أي مبررات بقصد أو دون قصد حتى لا نتمادى ونعتاد متابعة كل من يسيء لنا عبر نشر أفكارهم المسمومة أو أخلاقياتهم التي تتنافى مع العادات والقيم.
آخر السطر:
إعادة تأهيل بعض المشاهير أصبحت ضرورة.