نتنياهو يفاوض تحت النار... و«حماس» لم تغلق الباب
• قصف إسرائيلي لليوم الثاني على غزة وأوروبا تجدد دعم «الخطة العربية»
توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة العدوان على قطاع غزة الفلسطيني، معلناً عزمه «التفاوض تحت النار»، فيما قالت حركة حماس إن باب المفاوضات لم يغلق رغم استئناف القتال.
ولليوم الثاني، نفذ الجيش الإسرائيلي، منذ ليل الثلاثاء - الأربعاء، غارات جوية جديدة وقصفاً بحرياً، مستهدفاً عشرات المواقع في قطاع غزة.
ووفق الإذاعة الإسرائيلية، قصف الجيش الإسرائيلي 20 موقعاً في خان يونس ورفح، إضافة إلى مخيم البريج، ما أسفر عن مقتل 15 بالإضافة إلى 25 آخرين، 3 بحي الصبرة و2 ببيت حانون، ليرتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 455 قتيلاً بينهم 170 طفلاً و80 امرأة، الى جانب 617 مصاباً، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي حين طالت الغارات مركز الأمم المتحدة في دير البلح، وتسببت في مقتل شخص وإصابة 5 أفراد من فريق إزالة الألغام، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «نواصل ضرب أهداف في غزة لإزالة التهديدات التي يتعرض لها المدنيون والعسكريون الإسرائيليون»، موجهاً إنذاراً ثانياً للفلسطينيين بإخلاء «مناطق قتال خطيرة» في شمال غزة وجنوبه والانتقال إلى المآوي المعروفة في غرب مدينتي غزة وخان يونس.
ورغم التنديد الدولي الواسع لاستئنافه العدوان، الذي أنهى الهدنة الهشة المستمرة منذ 19 يناير الماضي، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن الضربات «مجرد بداية»، مشددا على أن الضغط العسكري «لا غنى عنه» لضمان عودة الرهائن المحتجزين لدى «حماس».
وقال نتنياهو: «حماس رفضت كل المقترحات، وشعرت بقوتنا في الساعات الـ24 الأخيرة، وأريد أن أؤكد لكم ولهم انها مجرد بداية»، متعهداً بأن المفاوضات حول الإفراج عن الرهائن «لن تجرى من الآن فصاعداً إلا تحت النار» لضمان عودتهم.
بدوره، أوضح وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن جيشه سيواصل عملياته «حتى تفهم حماس أن قواعد اللعبة قد تغيرت وأنها يجب أن تطلق سراح جميع الرهائن أو تواجه فتح أبواب الجحيم».
واعتبرت صحيفة جيروزاليم بوست أن تصريحات نتنياهو وكاتي تعكس تحولاً في نهج إسرائيل الاستراتيجي، وأنها لم تعد تسمح باستخدام «حماس» وقف إطلاق النار كوسيلة لإعادة تنظيم صفوفها وتسليح نفسها.
باب التفاوض
في المقابل، أكد المستشار الإعلامي للمكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، أن «باب التفاوض لم يغلق»، مشيراً إلى «التواصل الدائم مع الوسطاء للجم الاحتلال وإجباره على احترام التزاماته».
وقال النونو: «حماس لم تغلق باب التفاوض ولا شروط لديها ولا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقع من كل الأطراف، لكن نطالب الوسطاء والمجتمع الدولي بإلزام الاحتلال بوقف العدوان وحرب الإبادة فوراً، والبدء بالمرحلة الثانية، وهذا جزء من الاتفاق الموقّع».
وأضاف: «أكدنا للوسطاء أن نتنياهو لو كان جاداً لكان بالإمكان التوصل إلى اتفاق خلال ساعات، وأكدنا مرارا أننا جاهزون للتوصل إلى اتفاق والتزمنا بتنفيذ كل بنوده، لكن الاحتلال هو الذي يماطل ويعطّل ولديه نوايا مبيتة لاستئناف العدوان والحرب».
وبوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر، أبرمت إسرائيل و«حماس» اتفاق وقف النار، وبدأ سريانه في 19 يناير، وامتدت مرحلته الأولى 6 أسابيع، تخللها الإفراج عن 33 إسرئيلياً و8 جثث، مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.
وفي حين أعلنت إسرائيل تأييدها مقترحا أميركيا لتمديد الهدنة حتى منتصف أبريل، شددت «حماس» على ضرورة بدء التفاوض بشأن المرحلة الثانية التي من المفترض أن تضع حدا نهائيا للحرب وانسحاب الجيش من كامل القطاع.
وبغية الانتقال إلى المرحلة الثانية، تطالب إسرائيل بإبعاد قيادة «حماس» التي تحكم غزة منذ 2007، وتفكيك ذراعها العسكرية ونزع سلاحها.
رسائل شديدة
وفي ظل توالي الإدانات الدولية لعدوانها، الذي تسبب في موجة نزوح أخرى، وجه مندوب الصين لدى الأمم المتحدة فو تسونغ رسالة شديدة لإسرائيل، طالبها فيها بالتخلي عن «هوسها باستخدام القوة».
وفي رسالة مماثلة، قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، لنظيرها الإسرائيلي جدعون ساعر: «لماذا تقومون بذلك؟»، مؤكدة ان «ذلك غير مقبول»، وعلى وجه الخصوص «الخسائر في أرواح المدنيين».
ورأت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن الغارات «تهدد جهود السلام التي تبذلها الدول العربية وتبدد الآمال الملموسة للعديد من الإسرائيليين والفلسطينيين بوضع حد لمعاناة جميع الأطراف».
وخلال استقباله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في باريس، جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، دعمه للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، مشددا على أنه لا حل عسكريا في غزة.
مسيرات واقتحامات
وفي موازاة مسيرات احتجاجية على إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار تسببت في إغلاق الطريق السريع بين تل أبيب والقدس، شارك آلاف الإسرائيليين في تظاهرات حاشدة لليوم الثاني على التوالي ضد سياسات نتنياهو واستئنافه العدوان على غزة، ورفضاً لإعلانه رسمياً إعادة تعيين اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وزيرا للأمن القومي مع عضوين آخرين من حزب القوة اليهودية بزعامته إلى منصبيهما الوزاريين، الذين استقالوا في يناير احتجاجا على اتفاق وقف النار وإطلاق سراح الأسرى.
وقبل التظاهرة الكبرى بتل أبيب، اعتقلت الشرطة البريجادير المتقاعد في سلاح الجو أمير هاسكل، أثناء اتهامه عبر مكبر صوت لنتنياهو بقتل وقف إطلاق النار وإهدار فرصة إنقاذ الرهائن أمام منزله بالقدس المحتلة.