«هدنة الطاقة» في أوكرانيا: برود أوروبي بمواجهة تفاهمات ترامب وبوتين
استقبلت الدول الأوروبية المتشائمة حيال الطريقة التي يدير بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساعي وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ببرود واضح وتشكيك كبير، موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع ترامب على هدنة لمدة 30 يوماً بين روسيا وأوكرانيا تقتصر على وقف استهداف منشآت الطاقة، ورفضه عملياً وقفاً شاملاً لوقف النار، كانت كييف وافقت عليه بعد مفاوضات وضغوط من واشنطن.
وغداة تبادل عنيف للضربات بين الجيشين الروسي والأوكراني ليل الثلاثاء ـ الأربعاء شمل محطات للطاقة، رأت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بأن اتصال ترامب وبوتين كشف أن موسكو غير مستعدة لتقديم تنازلات، مستشهدة بالتباين في البيانين الصادرين عن الكرملين والبيت الأبيض حول الاتصال، مشددة على أنه لا يمكن القبول بمطالب الكرملين وقف تسليح كييف.
وانتقد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس اتفاق ترامب وبوتين ووصفه بأن «محصلته صفر». واتهم بوتين بالتلاعب بترامب، مرجحاً «أنه سيأتي الوقت الذي سوف يضطر فيه الرئيس الأميركي إلى الرد من منطلق قوة وسمعة الولايات المتحدة».
وفي برلين، قال المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن أوكرانيا يمكن أن تعتمد على ألمانيا وفرنسا وعلى أوروبا وأن جميع الجهات الثلاث «لن تخذل» أوكرانيا.
وشدد ماكرون على أن الهدف يجب أن يبقى ايقاف إطلاق النار على نحو يمكن التحقق منه على أن يتم التقيد به بشكل تام.
وفي لندن، قالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان، إن «هذه العملية ينبغي أن تؤدي إلى سلام عادل ودائم في أوكرانيا. سندعمهم ما دام ذلك ضرورياً لضمان عدم تمكن روسيا من شن غزو غير قانوني مرة أخرى»، فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، إن «الجانب الصيني دائماً أيّد منذ البداية حل الأزمة عبر الحوار والتفاوض. نرحب بكل الجهود نحو وقف إطلاق النار ونعتبره خطوة ضرورية نحو تحقيق السلام».
ولا يزال يتعين على كييف أن توافق على الاقتراح. وقبل اتصال مع ترامب للحصول على تفاصيل أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تأييده «مبدأ هدنة الطاقة».
وخلال زيارته إلى فنلندا، اليوم، دعا زيلينسكي إلى عدم تقديم «أي تنازلات لروسيا فيما يتعلّق بالمساعدات المقدّمة لأوكرانيا، بل على العكس، يجب تعزيزها». وكان بيان الكرملين حول الاتصال أشار إلى ما قاله بوتين عن ضرورة وقف المساعدات العسكرية الأجنبية والدعم الاستخباراتي لكييف كشرط أساسي لمنع التصعيد والتقدم نحو حل سياسي ودبلوماسي.
وفي مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، قال ترامب إنه لم يناقش مساعدات أوكرانيا خلال الاتصال، فيما أعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي التقى بوتين لساعات قبل ايام، أن الهدنة تشمل «الطاقة والبنى التحتية عموماً».
وإلى جانب وقف النار الجزئي اتفق بوتين وترامب على بدء المفاوضات بشأن تهدئة تدريجية في الحرب فورا. وقال ويتكوف، إنه من المقرر عقد جولة من المباحثات الأميركية -الروسية بشأن وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، يوم الأحد في مدينة جدة السعودية، مضيفاً أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيقود وفد أميركاً الذي يضم كذلك مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض مايك والتز.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية أعرب الرئيسان عن اهتمامهما بتطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن مشددين على أهمية التعاون لضمان الأمن العالمي، كما ناقشا مبادرات تتعلق بسلامة الملاحة في البحر الأسود إلى جانب التطورات في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأحمر. أما في المجال الاقتصادي فقد بحث بوتين وترامب سبل تعزيز التعاون في قطاعي الاقتصاد والطاقة مؤكدين أهمية تطوير علاقات تحقق المنفعة المتبادلة للبلدين.
ولم تتضمّن محاضر المكالمة التي نشرها كلّ من واشنطن وموسكو أيّ إحالة إلى احتمال إعادة تقسيم أو تبادل الأراضي، في حين كان الرئيس الأميركي قد أعرب عن استعداده للتطرّق إلى «تقاسم» بين أوكرانيا وروسيا مثيراً مخاوف كييف.