الحوثيون يرفضون مناشدة من إيران للتهدئة

بعد تحميل ترامب طهران مسؤولية «أي طلقة» للجماعة اليمنية

نشر في 19-03-2025
آخر تحديث 18-03-2025 | 18:21
No Image Caption

قال وزير الخارجية في الحكومة التابعة لجماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية جمال عامر، إن الجماعة لن توقف هجماتها في البحر الأحمر، تحت وطأة الحملة العسكرية الجديدة التي أطلقتها واشنطن ضدها، ولن تستجيب لمناشدات حلفاء مثل إيران، نافياً تلقي جماعته طلباً من طهران للتهدئة.

ونقلت «رويترز» عن مسؤولين إيرانيَّين كبيرين، أن طهران بعثت إلى الحوثيين برسالة شفهية عبر مبعوثهم لديها الجمعة الماضي لتهدئة التوتر، مضيفيَن أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي طلب من سلطنة عُمان، التي تقوم بدور وساطة مع الحوثيين، نقل رسالة مماثلة إليهم عند زيارته مسقط الأحد.

وهدد ترامب، أمس الأول، بتحميل إيران مسؤولية أي هجوم للحوثيين، وقال: «من الآن فصاعداً، سينظر إلى كل طلقة يطلقها الحوثيون على أنها أُطلقت من أسلحة وقيادة إيران»، مضيفاً: «ستتحمل طهران المسؤولية وستواجه عواقب وخيمة»، متهماً إياها بتزويد الحوثيين بالأسلحة والمال والمعلومات الاستخباراتية.

وندّدت إيران، في رسالة إلى الأمم المتحدة، بتصريحات ترامب «العدوانية»، وحذّر سفيرها لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، من أن أي عمل عسكري ضد بلاده ستترتب عليه «عواقب وخيمة» تتحمل واشنطن وحدها «المسؤولية الكاملة» عنها.

وفي إشارة إلى ارتفاع حدة التوتر، نقل موقع «نور نيوز» الإيراني المقرّب من المجلس الأعلى للأمن القومي، عن القوات الجوية الإيرانية، أن طائرة تجسّس أميركية مسيّرة انسحبت من قرب المجال الجوي الإيراني، بعد أن اعترضتها طائرات مقاتلة إيرانية من طراز «إف 14» وطائرات استطلاع مسيّرة.

وذكر الموقع أن القوات المسلحة الإيرانية لا تزال في حالة تأهب قصوى، استعداداً «لدفاع شامل وهجوم مضاد عنيف على مصالح العدو في الشرق الأوسط».

يأتي ذلك في وقت يُتوقع أن يكون الملف النووي الإيراني من بين الملفات التي سيتم تداولها في اتصال بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وبهذا الصدد، قال مصدر رفيع في الخارجية الإيرانية لـ «الجريدة»، إن زيارة عراقجي إلى مسقط كان هدفها إجراء المزيد من المشاورات حول مقترح قدمه بوتين لعقد لقاءات غير رسمية بين شخصيات إيرانية وأميركية مفوضة من العاصمتين، لا تحمل أي صفة رسمية، للتشاور حول الخلافات بين البلدين وسبل حلها، وفي حال التوصل إلى نتائج يتم الانتقال إلى مستوى رسمي يُحدَّد لاحقاً.

وأوضح المصدر أن طهران أبلغت مسقط استعدادها للمشاركة باللقاءات في حال الاستجابة لبعض تحفظاتها، وبينها حصر الحوار في الملف النووي، وعدم وضع سقف زمني للقاءات، مع اعتبار اتفاق عام 2015 أساساً لأي اتفاق جديد.

وفي تفاصيل الخبر:

قال وزير الخارجية في الحكومة الموالية لجماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية المتحالفة مع إيران، جمال عامر، إن الجماعة لن توقف هجماتها في البحر الأحمر تحت وطأة الضغوط العسكرية الأميركية، أو استجابة لمناشدات حلفاء مثل إيران، وذلك غداة تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتحميل إيران مسؤولية أي هجوم للجماعة اليمنية. وقال مسؤولان إيرانيان كبيران لـ «رويترز» إن إيران سلمت رسالة شفهية إلى مبعوث جماعة الحوثي لدى طهران يوم الجمعة لتهدئة التوتر، مضيفين أن وزير الخارجية الإيراني طلب من سلطنة عمان، التي تقوم بدور وساطة مع الحوثيين، نقل رسالة مماثلة إلى الجماعة عند زيارته مسقط يوم الأحد.

وفي أول تعليق له على هذه المسألة لوكالة أنباء أجنبية، قال عامر إنه لن يكون هناك أي حديث عن تهدئة للعمليات قبل إنهاء منع دخول المساعدات لغزة، مضيفاً أن إيران لا تتدخل في قرارات الحوثيين، بل تتوسط أحياناً، لكن ليس بوسعها إملاء ما عليهم فعله.

وقال عامر إنه لا علم لديه عن أي رسالة سلمتها إيران إلى مبعوث الحوثيين لدى طهران، مضيفاً أن هناك رسائل من قوى أخرى للتهدئة. وذكر أن اليمن الآن في حالة حرب مع الولايات المتحدة، مما يمنحه الحق في الدفاع عن النفس بكل الوسائل الممكنة، مضيفاً أن التصعيد أمر محتمل.

وقال وزير الخارجية في الحكومة التابعة للحوثيين إن الولايات المتحدة تهدد إيران وتضرب اليمن، مضيفاً أن كل السيناريوهات مطروحة في الوقت الراهن، وأن اليمن سيرد على واشنطن بالمثل.

وذكر أيضاً أن السعودية، التي دعمت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ضد الحوثيين في الحرب الأهلية، لم تتدخل عسكرياً حتى الآن، وكذلك دول الخليج الأخرى. وأضاف أن هذا أمر يقدره الحوثيون، لكنه حذّر من أن دول الخليج ستكون عرضة لخطر الوقوع في مرمى نيران الجماعة إذا تدخلت عسكريا. وتابع قائلا إنه إذا استُخدمت أي طائرة أو قاعدة ضد الجماعة، فإنها ستصعد وتدافع عن نفسها، لكن إذا استمرت دول الخليج في الحياد، فستظل هذه الدول في منأى عن الجماعة.

وندّدت إيران، في رسالة إلى الأمم المتحدة، بتصريحات ترامب «العدوانية» التي قال فيها «من الآن فصاعدا، سينظر إلى كل طلقة يطلقها الحوثيون على أنها أطلقت من أسلحة وقيادة إيران»، مضيفاً: «ستتحمل إيران المسؤولية وستواجه عواقب، وستكون هذه العواقب وخيمة»، متهما إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والمال والمعلومات الاستخباراتية. وحذّر السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، في الرسالة من أن أي عمل عسكري ضدها ستترتب عليه «عواقب وخيمة» تتحمل واشنطن وحدها «المسؤولية الكاملة» عنها.

وفجر أمس، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم ثالث على حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر خلال 48 ساعة. وقال المتحدث باسم الجماعة يحيى سريع: «ردا على استمرار العدوان الأميركي الغاشم على بلدنا»، استهدفت الجماعة «حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس هاري ترومان شمال البحر الأحمر بصاروخين مجنحين وطائرتين مسيّرتين، ومدمرة أميركية بصاروخ مجنح و4 طائرات مسيرة».

وندد الحوثيون كذلك بالغاراة الإسرائيلية العنيفة على قطاع غزة، متعهدين بـ «تصعيد خطوات المواجهة».

وجاء إعلان الحوثيين عن هجوم ثالث بعدما قالت وسائل إعلام تابعة لهم إن الولايات المتحدة شنّت غارات جديدة على اليمن ليل الاثنين ـ الاثنين، في أعقاب خروج حشود كبيرة في تظاهرات بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وخصوصا العاصمة صنعاء تنديدا بالضربات الأميركية التي بدأت السبت وأودت بالعشرات.

واستهدفت الغارات الأميركية ليل الاثنين ـ الثلاثاء مواقع في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة الساحلية غرب البلاد. وتحدثت تقارير عن مقتل خبراء للحرس الثوري الإيراني في الغارات على الحديدة، وذلك بعد تهديد مستشار الأمن الأميركي، مايك والتز، باستهداف مصالح إيرانية في اليمن.

back to top